صحيفة المرصد :بدأت حركة الحوثيين في صعدة منذ وقت مبكر بعد الوحدة اليمنية عام 1990، والدخول على الساحة السياسية عبر بوابة حزب الحق، وكان ابن بدر الدين الحوثي حسين قياديا بارزا في الحزب، قبل أن ينشق في 1997 ليعلن تأسيسه لنواة حركة أنصار الله المتمردة باسم الشباب المؤمن، بيد أن الوضع لم يستقر، فالشاب ابن رجل الدين كانت لديه أطماع أراد أن يحققها بقوة السلاح، وكان يفرض حوله هالة من الحراسات الشخصية بدعوى أنه مستهدف من أمريكا. وبحسب صحيفة عكاظ أسس حسين جماعة دينية مسلحة، حتى أن روايات ترجع سبب تسمية الحوثيين بهذا الاسم إلى زعيمهم الأول حسين الحوثي، ودخل مع صنعاء في مواجهات مسلحة، حتى قتل في الحرب الأولى بإيلول سبتمبر 2004، والتي شنتها الحكومة اليمنية على معاقل الجماعة في أعلى جبال صعدة (شمال اليمن)، لتدخل الجماعة في خمسة حروب أخرى، قبل أن تعلن انقلابها على السلطة الشرعية في صنعاء وتدخل العاصمة بقوة السلاح وبمساندة من الحرس الجمهوري الذي يعلن ولاءه للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وفي صعدة، حيث كان مقر الحركة والأسرة، عاش بدر الدين الحوثي (والد حسين والزعيم الروحي للجماعة) في عزلة مع العالم الخارجي، بيد أنه زار إيران ولبنان لنشر أفكاره وتلقي أبنائه للعلم، ويتوقع مراقبون أن التواجد الإيراني بدأ منذ تلك الرحلة لـ الإمام وابنه حسين. لم تنتشر انتاجات بدر الدين الحوثي العلمية في الأقطار العربية كثيرا، بيد أن كتبه ورسائله ومطوياته تلقى رواجا في مناطق يسيطر عليها الحوثيون المحاذية لصعدة، إضافة إلى أن حضور بدر الدين الإعلامي كان شحيحا أو منعدما خلال انتشار الفضائيات بالعالم العربي في تسعينيات القرن الماضي، لكن موقع التواصل الاجتماعي الشهير يوتيوب يحوي على عدد من مقتطفات لمحاضرات كان يلقيها بدر الدين في مسجد متواضع في محافظة صعدة (معقل التنظيم). وعلى عكس ابنه حسين، لا يستطيع بدر الدين الحوثي إيصال فكرته بسهولة، ويعاني من ترتيب أفكاره، ويشبه عندما يتكلم كبار السن في صعدة، إذ لا يمتلك لغة ولا حضور ابنه الذي برع في تجييش المتعاطفين وتأسيس الجمعة من خلال خطابته وحضوره. وعلى الرغم من أن بدر الدين الحوثي لم يتوف إلا في وقت متأخر من نوفمبر عام 2010 عن عمر ناهز الـ 84 عاما، لم يكن للزعيم الروحي حضورا سياسيا ولا مؤثرا على أبنائه الذين تعاقبوا على قيادة الجماعة. الرجل الهادئ والمسن والذي رأى أن ابناءه يقاتلون الشعب اليمني ويقوضون العيش الأهلي المشترك، كان يحظى بشعبية كبيرة بين أتباعه، حتى أنهم يطلقون عليه بدر الهدى.
مشاركة :