أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن التغيير الذي أفرزته الانتخابات البرلمانية الأخيرة مع فقدان حزب الله الأكثرية يحتّم تغييراً في الأداء السياسي، تصبح بموجبه الدولة اللبنانية صاحبة القرار الإستراتيجي في السلم والحرب وفي السياسة الخارجية. وقال جعجع من مقره في معراب شمال شرق بيروت: إن حزبه يعتزم العمل على أن نعيد القرار الإستراتيجي كله إلى الدولة اللبنانية، ولا يعود لأحد الحق أن يتخطى سقف الدولة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وأن يكون القرار الأمني والعسكري بيد الجيش اللبناني. وأضاف: «لا يمكن لأحد أن يُقدم على حرب 12 تموز» جديدة (حرب يوليو 2006) أو أن «ينقل صواريخ من مكان إلى آخر إلا بموافقة ومعرفة الجيش اللبناني»، في إشارة إلى حزب الله، القوة العسكرية الوحيدة التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة غير القوى الشرعية اللبنانية. وأوضح جعجع الذي يعدّ من أشدّ خصوم حزب الله وارتكزت حملته الانتخابية على شعارات مناوئة لسلاحه «لم يعد هناك من سلاح في الداخل، بل هناك عملية سياسية» تجلّت عبر الانتخابات، مشدداً على أنه «ليس مسموحًا لأحد أن يستخدم سلاحه في الداخل». وقال جعجع: إن ترجمة المسار الجديد تبدأ بانتخاب رئيس للبرلمان يساعد على إتمام المهمة و»يحافظ على الكيان وعلى الدولة اللبنانية». وأضاف: «لا يمكننا انتخاب الرئيس نبيه بري على الإطلاق لأنه (جزء) من الفريق الآخر». ويشهد لبنان منذ أكثر من عامين انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، بات معه أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر مع تردي الأوضاع المعيشية وفقدان الليرة أكثر من 90% من قيمتها، وتراجع قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية من كهرباء وطبابة وسواها. وقال جعجع: «إذا تشكلت حكومة توحي بالثقة والمصداقية ولديها توجهات واضحة ومشروع سياسي واضح وأظهرت من الشهر الأول أو الثاني جدية في التعاطي، فمن شبه المؤكد ستعود العلاقات العربية إلى ما كانت عليه في السابق، وستتدفق المساعدات العربية تدريجيًا إلى لبنان». وشدد على أن تشكيل حكومة مماثلة «يسرّع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي»، الذي يعد الاتفاق معه «المدخل الأساسي» لوقف الانهيار.
مشاركة :