طالب 57 نائباً أميركياً من الحزب الديمقراطي، مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بإجراء تحقيق في مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لأنها تحمل الجنسية الأميركية، مشيرين إلى روايات متباينة حول مقتلها. ووجه النواب رسالة إلى مدير «إف بي آي»، كريستوفر راي، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، قالوا فيها: «نظراً إلى الوضع الهش في المنطقة والتقارير المتضاربة التي تحيط بمقتل شيرين أبو عاقلة، نطلب من وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيق في مقتلها». وأضافوا: «بصفتها أميركية، كانت أبو عاقلة تتمتع بحق الحماية الكاملة الممنوحة للمواطنين الأميركيين الذين يعيشون في الخارج». وكان بلينكن قد انتقد أيضاً الشرطة الإسرائيلية لاستخدامها القوة خلال جنازة أبو عاقلة، فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، خلال مؤتمره الصحافي مساء الجمعة، أن واشنطن تكرر الدعوة «لإجراء تحقيق شامل وشفاف للوقوف على ملابسات مقتل شيرين أبو عاقلة». وأضاف أن التحقيق في الهجمات على وسائل الإعلام المستقلة ومحاكمة المسؤولين عنها أمران في غاية الأهمية. وحث برايس «البلدان في جميع أنحاء العالم على متابعة المساءلة عن الهجمات على الصحافيين في أي مكان»، مؤكداً «الاستمرار في تعزيز حرية وسائل الإعلام وحماية قدرة الصحافيين على أداء وظائفهم دون خوف من العنف أو التهديد بحياتهم أو سلامتهم أو الاحتجاز غير العادل». وقال برايس: «لذا مرة أخرى، كنا واضحين أنه يجب أن يكون هناك تحقيق شفاف وموثوق في مقتل أبو عاقلة، وأن أي تحقيق من هذا القبيل يجب أن يتضمن المساءلة». وفيما أعلنت إسرائيل أنها «ترجح» مقتل أبو عاقلة، بنيران فلسطينية أو برصاصة طائشة أُطلِقت من بندقية جندي إسرائيلي، أعرب السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوغ عن «إحباطه» من الرسالة، قائلاً إن إسرائيل سعت إلى إجراء تحقيق مشترك مع السلطة الفلسطينيّة بمشاركة مراقب أميركي. لكنه أضاف أن مناشدات إسرائيل «وجِهت برفض قاطع من السلطة الفلسطينيّة التي تستخدم بخبث مقتل أبو عاقلة لإثارة حملة دعائية مناهضة لإسرائيل». ودعا هرتسوغ الكونغرس بدلاً من ذلك، إلى الضغط على الجانب الفلسطيني بشأن التحقيق، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية «لن تتعمد مطلقاً استهداف الصحافيين». وقتلت شيرين أبو عاقلة (51 عاماً)، الأسبوع الماضي، برصاصة في الرأس خلال تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين في الضفة الغربية. ويؤكد الفلسطينيون أن مصدر الرصاصة جنود إسرائيليون، في حين تقول إسرائيل إنها تحقق لمعرفة ملابسات ما حصل، وطالبت السلطة الفلسطينية بتسليمها الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة لتحديد مصدرها. من جانبها، رحبت السلطة الفلسطينية بموقف الخارجية الأميركية بضرورة إجراء تحقيق شامل في عملية قتل الصحافية شيرين. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، في تصريح مكتوب أمس: «إننا نرحب بدعوة وزارة الخارجية الأميركية لإجراء تحقيق شامل وشفاف في عملية اغتيال شيرين أبو عاقلة، وذلك بعد القرار الإسرائيلي بإغلاق ملف التحقيق الخاص بهذه القضية». واتهم الفلسطينيون إسرائيل بقتل أبو عاقلة، ثم خرجت إسرائيل بروايات متعددة وغيرتها أكثر من مرة في اليوم الأول، لكن معظمها يشير إلى فرضية أن يكون الفلسطينيون هم من قتلوها قبل أن تقرر إسرائيل أنها لن تحقق في القضية. من جهتها، جددت حركة «حماس» مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة قتل شيرين أبو عاقلة، تجلب الجناة إلى العدالة، وتحاسبهم وتمنع إفلاتهم من العقاب. وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، في تصريح صحافي، إن «قرار ما تسمى المدعية العسكرية الإسرائيلية، تومر يروشالمي، عدم فتح تحقيق في اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، دليل على سادية ووحشية الاحتلال القائم على القتل بدم بارد، وعدم الاكتراث بالقوانين والمجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية تاريخية عن تقصيره في محاسبة مجرمي الحرب الذين تلطخت أيديهم بدماء شعبنا الفلسطيني». وأكد برهوم على عدم ثقة الشعب الفلسطيني بأي لجان تحقيق تشرف عليها حكومة الاحتلال. ودعا المؤسسات الدولية ذات الصلة إلى التحرك العاجل لمحاكمة قادة الاحتلال «على هذه الجريمة وكل جرائمهم وانتهاكاتهم بحق الشعب الفلسطيني كمجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية».
مشاركة :