استيقظت العاصمة الليبية طرابلس على وقع اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة بالأسلحة الثقيلة وقذائف «آر بي جي» في مدينة الزاوية غرب البلاد، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.وقعت الاشتباكات بين مجموعة الميليشياوي «ضيف جموم» ومجموعة محمود بن رجب، وهو ميليشياوي بارز في المدينة، وكانت مقدمة لسيناريو وصف بـ»المفزع»، ينتظر العاصمة طرابلس، خاصة بعد الانشقاق الذي حدث خلال الأيام الماضية بين الميليشيات المتناحرة، على وقع دعمبعضها لمحاولة رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا دخول المدينة.وكشف مراقبون ليبيون أن الميليشيات المسيطرة على طرابلس تحاول إعادة توزيع موازين القوى، خاصة بعد وقوف جزء منها في صف الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، والتي سهلت دخولها إلى طرابلس خلال الأسبوع الماضي قبل أن تخرج منها إلى مدينة سرت، وفقا لموقع (العينالإخباري) الإماراتي.وقال المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، إن المنطقة الغربية تقع في قبضة مجموعة من قادة الميليشيات وكل من يتبع أجندة معينة، وأضاف أن الميليشيات تتصارع فيما بينها بين الفينة والأخرى، لكنها تتحد ضد كل من يسعى لتوحيد البلاد وإنهاء حالة الفوضى.وحول إمكانية ربط تلك الاشتباكات بمحاولة دخول باشاغا إلى العاصمة، عد المحلل الليبي أن تلك الأحداث ليست جديدة، وغير مرتبطة بباشاغا بشكل شخصي، متوقعا هدوء تلك المناوشات، كون تلك العناصر المسلحة لديها مكاسب حققتها خلال الأعوام الماضية ولا تريد التخلي عنها أوالموت.على صعيد متصل أطلق ما يسمى بـ»اتحاد القبائل الليبية»، مبادرة تحمل اسم «لا»؛ تهدف إلى جمع توقيع أكثر من مليوني مواطن ليبي على وثيقة لسحب الشرعية من الأجسام السياسية التي تراها «مفروضة» بحكم الأمر الواقع وإرادة المجتمع الدولي، وذلك بعد اتفاق لجنة المسارالدستوري على 137 مادة من القاعدة الدستورية التي يفترض أن تجرى على أساسها الانتخابات المنتظرة.وانقسم الليبيون بين المبادرة التي بدأت في الانتشار سريعا، بين مؤيد للفكرة ومتهم إياها بمحاولة للعرقلة وإثارة الفوضى أمام التوافق النادر بين الليبيين على قاعدة دستورية لانتخابات تقتلع جذور الأزمة الممتدة لـ11 عاما.
مشاركة :