ما وراء مخطط الاقتحامات الصهيونية المتكررة للمسجد الأقصى

  • 5/22/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تأتي‭ ‬الإجراءات‭ ‬والممارسات‭ ‬الاحتلالية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العقوبات‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الصارخة‭ ‬لحرية‭ ‬العبادة‭ ‬والعقيدة،‭ ‬وحرية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة،‭ ‬وحق‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تكفلها‭ ‬المواثيق‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭.‬ رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ (‬نفتالي‭ ‬بينيت‭) ‬يزعم‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ (‬عومر‭ ‬بارليف‭) ‬والقائد‭ ‬العام‭ ‬لشرطة‭ ‬الاحتلال‭ (‬كوبي‭ ‬شبتاي‭) ‬ضرورة‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬حرية‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬العبادة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تكذبه‭ ‬الكاميرات،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬أعلن‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬منصب‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬‮«‬حريّة‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬القدسي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬القائم‭ (‬status‭ ‬qua‭)‬‮»‬‭ ‬في‭ ‬المقدسات‭ ‬بالقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة‭ ‬السائد‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬المدينة‭. ‬وحتى‭ ‬الأمس‭ ‬القريب‭ ‬تتواصل‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الحرية‮»‬‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المبتغى‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬وهي‭ ‬التقسيم‭ ‬الزماني‭ ‬والمكاني‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭. ‬كذلك،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬المسؤول‭ ‬الصهيوني‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬تغيير‭ ‬الـ‭ (‬status‭ ‬qua‭) ‬المعمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬القدسي،‭ ‬فالوزير‭ (‬بيني‭ ‬غانتس‭) ‬حين‭ ‬كان‭ ‬وزيراً‭ ‬للأمن‭ ‬ورئيساً‭ ‬مشاركاً‭ (‬لبنيامين‭ ‬نتنياهو‭) ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬أعلن‭ ‬صراحة‭: ‬‮«‬سنحافظ‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة‮»‬‭. ‬وقبلهما‭ ‬أعلن‭ (‬نتنياهو‭) ‬كذلك‭: ‬‮«‬سنحافظ‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬ولن‭ ‬نسمح‭ ‬بأعمال‭ ‬تخل‭ ‬بالنظام‮»‬‭.‬ منهجية‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أداة‭ ‬عملية‭ ‬فاعلة‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬التصريحات،‭ ‬فالثانية‭ ‬لذر‭ ‬الرماد‭ ‬في‭ ‬العيون،‭ ‬فيما‭ ‬الأولى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬واقع‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التصريح‭ ‬به‭. ‬وهذا‭ ‬تماما‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يتراجع‭ ‬الساسة‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬عن‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬بشأن‭ ‬مساعيهم‭ ‬تغيير‭ ‬الـ‭ (‬status‭ ‬qua‭)‬،‭ ‬تظهر‭ ‬أكاذيبهم‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بشأن‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬بالأقصى،‭ ‬ولعمري‭ ‬إنها‭ ‬محاولة‭ ‬مفضوحة‭ ‬هدفها‭ ‬تضليل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والتغطية‭ ‬على‭ ‬جرائمهم‭ ‬ضد‭ ‬القدس‭ ‬ومقدساتها‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يتم‭ ‬منع‭ ‬الرجال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الـ50‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬القدس‭ ‬للصلاة‭ ‬في‭ ‬الأقصى،‭ ‬وإغلاق‭ ‬شوارع‭ ‬زهرة‭ ‬المدائن‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المصلين‭ ‬ووضع‭ ‬الحواجز‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬لمنع‭ ‬وصول‭ ‬حافلات‭ ‬المصلين،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬يتم‭ ‬اقتحام‭ ‬الحرم‭ ‬القدسي‭ ‬وإطلاق‭ ‬الأعيرة‭ ‬المطاطية‭ ‬وقنابل‭ ‬الغاز‭ ‬وضرب‭ ‬المصلين‭ ‬والمعتكفين‭ ‬فيه‭ ‬بالهراوات‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬واعتقالهم‭ ‬وتدنيس‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المسجد‭ ‬القبلي‭.‬ دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬تتيح‭ ‬حرية‭ ‬العبادة‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإظهار‭ ‬نفسها‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬العبادة،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬ضد‭ ‬صلاة‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الأقصى،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬واجبها‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬اليهود‭ ‬الصلاة‭ ‬فيه،‭ ‬وكأن‭ ‬المسلمين‭ ‬‮«‬المتعصبين‮»‬‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬الراغبين‭ ‬بالصلاة‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬بالرفض‭ ‬والعنف،‭ ‬وعندها‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬القضية‭ ‬وكأنها‭ ‬احتلال،‭ ‬بل‭ ‬رفض‭ ‬إسلامي‭ ‬لمسألة‭ ‬التعددية‭ ‬و«حرية‭ ‬العبادة‭ ‬للجميع‮»‬‭.‬ حرية‭ ‬العبادة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بشيء،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يشغلها‭ ‬هو‭ ‬كسر‭ ‬شوكة‭ ‬الشباب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬ملازما‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭. ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬الصراع‭ ‬ليس‭ ‬بين‭ ‬الديانات،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬صراع‭ ‬على‭ ‬المكان،‭ ‬الأقصى،‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬حلقات‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬حساسية،‭ ‬لذا،‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الأقصى‭ ‬وعلى‭ ‬المصلين‭ ‬فيه،‭ ‬وتبقى‭ ‬المواجهة‭ ‬مستمرة‭ ‬بفضل‭ ‬نضالات‭ ‬المقاومين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الرباط‭ ‬والحشد‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬وعن‭ ‬شرف‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭. ‬

مشاركة :