أحرز الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول، المركز الأول في سباق جائزة إسبانيا الكبرى والفوز الثالث توالياً، الأحد، ليتصدّر بذلك ترتيب بطولة العالم لدى السائقين، مستفيداً من انسحاب شارل لوكلير من موناكو. وحل خلفه في المركز الثاني، المكسيكي سيرخيو بيريس زميله في الفريق، على حلبة مونتميلو الكاتالونية، فيما أكمل سائق مرسيدس البريطاني جورج راسل عقد المنصّة بحلوله ثالثاً. وحقق الهولندي الفوز على الحلبة التي أدخلته تاريخ الفئة الأولى عام 2016، حين بات عن 18 عاماً و228 يوماً أصغر سائق يفوز بإحدى جولات بطولة العالم. وكان للقدر دوره في هذا السباق، إذ كان لوكلير متمركزاً في الصدارة بشكل مريح، بعدما كان أول المنطلقين، حتى اللفة الثامنة والعشرين، عندما بدأت سيارته فيراري تتباطأ بسبب فقدان الطاقة، ليعود الحظيرة وينسحب من السباق. وبعدما كان متصدراً لترتيب بطولة العالم بفارق 19 نقطة، خرج ابن موناكو من سباق كاتالونيا ثانياً بفارق 6 نقاط خلف فيرستاين، قبل أن يخوض سباقاً على أرضه في موناكو الأسبوع المقبل. وكان على فيرستابن التغلّب على تذبذبه المبكّر، عندما خرج عن المسار إلى الحصى بفعل رياح قوية ومشكلة تقنية. في المقابل، أظهرت مرسيدس تحسناً ملحوظاً بعد بداية متعثّرة للموسم، بحلول راسل في المركز الثالث، فيما شقّ زميله ومواطنه بطل العالم 7 مرات لويس هاميلتون طريقه إلى المركز الخامس، بعد مشكلة في المحرّك وثقب في الإطار بالجولة الافتتاحية. وحلّ هاميلتون خلف الإسباني كارلوس ساينس سائق فيراري الآخر، فخطف المركز الرابع بعد انزلاقه المبكّر وخروجه عن المسار، مستفيداً من مشكلة البريطاني في اللفّات الأخيرة، وحلّ الفنلندي فالتيري بوتاس في المركز السادس، متقدماً على الفرنسي إستيبان أوكون سائق ألبين الذي أنهى السباق سابعاً. وكان بيريس راضياً عن النتيجة رغم الشعور بالإحباط. وقال:«أنا سعيد بأول منصة تتويج لي في إسبانيا، لقد كانت الأمور متقاربة، وأنا سعيد للفريق، لكننا بحاجة إلى التحدث لاحقاً». وأمام حشد من نحو 121 ألف متفرّج، بدأ السباق في ظروف حارة بدرجة حرارة هواء 36 درجة مئوية، فيما سجّل سطح المضمار حرارة وصلت إلى 49 درجة. وبدأ لوكلير بطريقة شبه مثالية أمام فيرستابن، في الوقت الذي تراجع فيه زميله ساينس إلى المركز الخامس، وتجاوزه هاميلتون قبل أن يعود للتقدّم عليه، وحاول سائق هاس الدنماركي كيفن ماجنوسن تجاوز هاميلتون عند المنعطف الرابع، فوقع احتكاك وقع بينهما أدّى إلى خروج الدنماركي عن المسار وتعرّض هاميلتون لثقب في إطاره وتراجعه إلى المركز التاسع عشر، قال حينها هاميلتون عبر الراديو: «سأختار الحفاظ على هذا المحرّك يا شباب.. آسف»، لكنّ فريق مرسيدس أخبره بأنّ عليه الاستمرار. وبدأ لوكلير وفيرستابن بالابتعاد تدريجياً عن راسل الثالث، في الوقت الذي كان فيه بيريس يضغط على سائق مرسيدس، واستمرّت المتاعب في المنعطف الرابع، عندما كان فيرستابن الضحيّة التالية ليتراجع إلى المركز الرابع خلف بيريس، وهو ما منح لوكلير أريحية. وبعدما ابتعد في المقدّمة، كانت الكارثة في انتظار لوكلير في اللفّة السابعة والعشرين عندما تباطأت سيارته وصرخ قائلًا: «لا، لا لقد فقدت الطاقة»، وبدأ بالبكاء قبل أن يخسر المركز الأول لصالح راسل، وعندها، طلب ريد بول من فيرستابن تغيير إطاراته في نهاية اللفّة الثامنة والعشرين وتركيب «سوفت». وبعدما قفز بيريس إلى الصدارة أمام راسل قبل 35 لفة من النهاية، استنفر فيرستابن ليستعيد المركز الثالث بتجاوز مثير لبوتاس، وأطاع بيريس لطلب فريقه بفسح المجال أمام فيرستابن في اللفة الخمسين، وقال الهولندي «شكراً يا صديقي»، فرد عليه المكسيكي بالقول «لا بأس، لكن هذا غير عادل».