في تقرير لها، كشفت صحيفة "الشروق" أن عددا كبيرا من الجزائريين صدموا بأسعار أجهزة التكييف، الضرورية لمقاومة موجة الحر السابقة لأوانها، ومحرومين من المكيفات في لهيب الحر. وفي تقريرها، أشارت "الشروق" إلى أن "مقاومة موجة الحر السابقة لأوانها هذه الأيام، وخاصة في المدن الوسطى والجنوبية في الجزائر، لا تكون إلا بأجهزة التكييف الهوائي، حيث يبحث الكل عن نسمة باردة ومنعشة، فعندما تشابه بيوت بعض الجزائريين "الأفران الساخنة" يصبح من الضروري البحث عمّا يقلّل حرارة قد تجبر العيون على البقاء مفتوحة ليلا". وأوضحت أن "المنازل والمقاهي والمتاجر والمطاعم، تعتبر فضاءات مغلقة لا تستغني في ظل ارتفاع درجات الحرارة عن المكيفات الهوائية، فالإقبال على هذه الأخيرة، حتمية عند البعض، رغم زيادة 100% في أسعارها"، لافتة إلى أن "ثمن مكيفات هوائية مصنعة محليا وصل إلى 13 مليون سنتيم، وبلغ سعر بعض المكيفات المستوردة 14 مليون سنتيم و5000 دينار جزائري، وأن هذا الأمر الذي صدم البسطاء من الجزائريين، حيث يتطلب شراء أبسط جهاز تكييف، وفق ما تم رصده في سوق الأجهزة الكهرومنزيلة والإلكترونية، مبلغا لا يقل عن 8 ملايين سنتيم". وكشفت "الشروق" أن "موجة الحر الأخيرة، أحدثت حركية تجارية في سوق المكيفات الهوائية"، مشيرة إلى أنها "رصدت أسعار مختلف العلامات الأجنبية والمحلية الخاصة بالأجهزة الكهرومنزلية، فبعض المكيفات ذات الصنع الصيني، من سعة 13 ألف وحدة حرارية بريطانية "btu"، لا تقل عن 7 ملايين سنتيم، أما المكيف المحلي من صنف 18 ألف وحدة حرارية بريطانية، فيتراوح ثمنه بين 11 مليون سنتيم و12 مليون سنتيم و5900 دينار جزائري". وأضافت في تقريرها: "قدر سعر مكيفات هوائية مستوردة سابقا، لعلامة أجنبية بريطانية مميزة من صنف 18 ألف وحدة حرارية، 14 مليون سنتيم و3800 دج، أما مكيفات أخرى لعلامات أقل جودة فلا يقل عن 12 مليون سنتيم و6900 دج، وهو موديل 18 ألف "btu"، ويوجد مكيفات هوائية تتصدى لحرارة 50 درجة، وهي من صنع محلي، أسعارها تتراوح بين 7 ملايين سنتيم و4000 دج، و13 مليون سنتيم و8000 دج، موديل 24 ألف وحدة حرارية بريطانية". وأعرب العديد من زبائن أسواق المكيفات عن "استيائهم من الارتفاع غير المسبوق في أسعار المكيفات الهوائية، وهي صدمة عند البعض خاصة الذين حصلوا على سكنات جديدة، والذين كانت لديهم مكيفات قديمة وتلفت، يحتاجون تجديدها"، حيث أوضح أحد باعة أجهزة التكييف، أن "الزيادة في الأسعار تراوحت هذه السنة بين 8000 دج ومليون سنتيم، وأن المكيفات المستوردة هي مخزون قديم لديهم لم يتم تسويقه، خاصة بعد توقف استيراد هذه الأجهزة، لذا فإن قلّة العرض مقابل كثرة الطلب جعل الأسعار ترتفع". وفي حديث لـ"الشروق"، لفت متعامل اقتصادي في مجال الصناعة الإلكترونية والكهرومنزلية، مالك علامة محلية، إلى أسباب "التهاب أسعار المكيفات الهوائية، والمشاكل المتعلقة بتسويقها في الجزائر"، موضحا أن "تصنيعها كباقي الأجهزة الأخرى، كان يخضع لنظام تجاري قديم، ولكن منذ 2020، تم تعويض هذا النظام بآخر يحمل دفتر شروط جديد يتعلق بصناعة الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، غير أن الشروط المنصوص عنها، لم تفعل، كما أنها مليئة ببعض الفراغات القانونية، ولم تمنح الامتيازات التي ينص عليها دفتر الشروط، للمصنعين الجزائريين". وذكر أن "من بين هذه الامتيازات، تحديد ضريبة على استيراد هذه الأجهزة كاملة، بنسبة 30%، بينما ضريبة المواد الأولية المتمثلة في قطع الغيار، فلا تتعدى 5%"، مبينا أن "الذي حدث هو أن مصنعي أجهزة التكييف في الجزائر، يدفعون ضريبة 30% على استيراد مواد أولية". وأشار المتحدث إلى "ضريبة أخرى تتعلق بالنجاعة الطاقوية، وضرائب أخرى، ناهيك عن ارتفاع سعر المواد الأولية في السوق الدولية، بسبب جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، وزيادة تكاليف الشحن"، معتبرا أن كل هذه الأسباب، تقف وراء ارتفاع أسعار المكيفات الهوائية سنة 2022". وكشف أن "الزيادة منذ 2020 إلى شهر ماي الجاري، وصلت إلى الضعف، أي بنسبة 100% وهي سابقة في تاريخ سوق هذه الأجهزة". وأوضح المتعامل الاقتصادي قائلا: "سعر المكيف المصنوع محليا في 2020، كان يتراوح بين 39 ألف دج و40 ألف دج، وفي 2021، وصل السعر إلى 55 ألف دج، بينما لا يقل اليوم عن 8 ملايين سنتيم، وهو من صنف 12 وحدة حرارية بريطانية". المصدر: "الشروق" تابعوا RT على
مشاركة :