المشكلة أنه يتوجب علينا تلبية التوقعات والتطلعات، والتوقعات المنتظرة من نادٍ كمانشستر عالية جدا. أتيت إلى هنا من أجل مهمة وهي تطوير الفريق وتحقيق بطولة متى أمكن ذلك. بهذه التصريحات بدأ الهولندي لويس فان جال حديثه عقب خروج الفريق من دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا بالهزيمة أمام فولفسبورج. استنكرت جماهير يونايتد هذه التصريحات بشدة وبعضها طالب بإقصاء فان جال وانتداب كارلو أنشيلوتي الذي رحب بفكرة تدريب يونايتد أو الاعتماد على ريان جيجز حتى نهاية الموسم. يقولون بأن نادِ مثل مانشستر يونايتد يجب عليه أن يفوز، لكن هذا كان في الماضي. عليك أن تقوم بتحليل النادي الآن ومقارنته بما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات، هناك تطورات ونمو كبير في كرة القدم الأوروبية. تصريح فان جال السابق وصفه المحللون قبل جمهور الفريق بأنه يشير لأن يونايتد أصبح فريقا متوسطا بعد أن كان في القمة أو أن فان جال لا يقدر على المنافسة. في واقع الأمر النتائج والأرقام تشير إلى أن فان جال على صواب. مانشستر خسر لقاءيه الأخيرين. خرج من دوري أبطال أوروبا نحو الدوري الأوروبي وخرج من كأس الدوري الإنجليزي بركلات الترجيح أمام ميدلسبروه ويحتل المركز الرابع في الدوري. لعب الفريق منذ بداية أكتوبر 14 لقاء 10 منهم في الدوري. فاز في 4 وخسر 4 وتعادل في 6، سجل 13 هدف في 14 لقاء بمعدل 0.9 هدف في المباراة هو معدل كارثي لفريق بحجم يونايتد لكنه معدل منطقي لفريق متوسط حسب وصف المدرب الهولندي. فلسفة فان جال هي السبب وراء عدم انتداب قلب دفاع ذو اسم كبير في سوق الانتقالات. وكانت السبب وراء الاستغناء عن أنخل دي ماريا وخافيير هيرنانديز وروبين فان بيرسي ورافاييل دا سيلفا وانتداب أنطوني مارسيال وممفيس ديباي. وربما هي السبب في الإصابات التي ضربت الفريق مؤخرا نتيجة لزيادة الحمل التدريبي للدرجة التي وصلت بالفريق للاعتماد على خط دفاع به 3 لاعبين من الأكاديمية. التخلص من فان بيرسي وفالكاو قد يبدو منطقيا بالنظر لمرتباتهم الكبيرة وانخفاض مستواهم، لكن أن تبيع لاعب خلاق مثل دي ماريا دون توفير بديل. وتستغني عن لاعب حاسم يرضى بالجلوس بديلا مثل هيرنانديز بثمن بخص بلغ 7.3 مليون جنيه إسترليني فذلك غير مفهوم. متوسط خلق دي ماريا للفرص في 15 مباراة خاضها مع باريس سان جيرمان هو 3 فرص في المباراة. بالإضافة لـ6 تمريرات حاسمة و7 أهداف. فيما معدل خلق الفرص لفريق مانشستر ككل هو 7.6 أي أن دي ماريا وحده يخلق تقريبًا نصف الفرص التي يخلقها فريق مانشستر كله! خافيير هيرنانديز بدأ بداية بطيئة مع ليفركوزن وكان بديلا لشتيفان كيشلينج قبل أن يتألق ويسجل 15 هدفا في آخر 12 لقاء خاضهم الفريق منذ بداية شهر أكتوبر. فيما سجل مانشستر يونايتد في نفس الفترة 13 هدفا في 14 لقاء! لويس ناني الذي انتقل لفنرباهتشه بـ5 مليون يورو تقريبا سجل في 18 مباراة مع الفريق التركي 7 أهداف ومرر 5 تمريرات حاسمة ويخلق فرص بمعدل 2.2 فرصة كل لقاء. إذا فمستوى يونايتد المتوسط الذي يظهر به الآن وصفا لرأي فان جال ربما يرجع لخيارات فان جال نفسه في انتداب وبيع اللاعبين والاستغناء عن لاعبين يصنعون الفارق لحساب لاعبين شباب ربما يصبحوا أو لا يصبحوا نجوما والوقت وحده سيبين. وكان التصريح الأخير الغريب من فان جال بعد الهزيمة المفاجئة من بورنموث هو: لقد كانت مباراة من يسجل فيها هدف الفوز يكسب! لتسخر منه الصحف الإنجليزية والعالمية قبل أن تخرج تقارير تفيد بأن إدارة يونايتد مازالت تدعمه لقيادة الفريق وترى فيه الخيار الصحيح لقيادة سفينة الشياطين بعد اعتزال السير أليكس فيرجسون.
مشاركة :