روسيا: الغرب تسبب في أزمة غذاء عالمية بفرض العقوبات

  • 5/23/2022
  • 22:45
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكرملين أمس "إن الغرب تسبب في أزمة غذاء عالمية بفرضه أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا". وبحسب "رويترز"، أدت الحرب، والعقوبات الغربية إلى عزل روسيا كعقاب، إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والأسمدة والطاقة بشكل كبير. وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء الماضي "إنه يجري محادثات مكثفة مع روسيا وأوكرانيا وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في محاولة لاستعادة صادرات الحبوب من أوكرانيا مع تصاعد أزمة الغذاء العالمية". وأضاف الكرملين أن "الرئيس فلاديمير بوتين يتفق مع تقييم الأمم المتحدة أن العالم يواجه أزمة غذائية قد تسبب المجاعة". وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "روسيا كانت دائما دولة مصدرة للحبوب يعول عليها.. لسنا سبب المشكلة، سبب المشكلة التي تقود إلى مجاعة عالمية هم من يفرضون العقوبات علينا والعقوبات نفسها". وتقدم روسيا وأوكرانيا معا نحو ثلث إمدادات القمح العالمية. وأوكرانيا مصدر رئيس كذلك للذرة والشعير وزيت دوار الشمس وزيت بذرة اللفت، في حين توفر روسيا وروسيا البيضاء، التي تساند موسكو في الحرب وتتعرض لعقوبات، 40 في المائة من الصادرات العالمية من سماد البوتاس. وقالت الأمم المتحدة "إن 36 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في الحصول على أكثر من نصف وارداتها من القمح، ومنها بعض من أفقر الدول مثل لبنان وسورية والصومال والكونغو الديمقراطية". وذكر الكرملين أن أوكرانيا جعلت الشحن البحري التجاري مستحيلا بزرع الألغام في المياه. وفقدت أوكرانيا معظم موانيها الكبيرة ومنها خيرسون وماريوبول لروسيا، وتخشى أن تحاول روسيا كذلك السيطرة على أوديسا. وقال بيسكوف "إن روسيا لم تمنع صادرات القمح الأوكرانية إلى بولندا بالقطار، وهي وسيلة أبطأ كثيرا، على الرغم من أن الغرب كان يرسل أسلحة في الاتجاه العكسي". وأكد مسؤول من وكالة أغذية تابعة للأمم المتحدة قبل أسبوعين أن نحو 25 طنا من الحبوب عالقة في أوكرانيا بسبب تحديات تتعلق بالبنية الأساسية وإغلاق الموانئ البحرية. واتهم أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي روسيا الخميس باستخدام الغذاء كسلاح عن طريق احتجاز الإمدادات "رهينة" ومنعها ليس فقط عن أوكرانيا، لكن عن ملايين في مختلف أرجاء العالم. من جهته، ينظر ديمتري ماتولياك إلى حقول القمح اللامتناهية قرب أوديسا ويواجه صعوبة في تصور أن عديدا من الناس قد يواجهون مجاعة قريبا، مع اقتراب حصد مثل هذا المحصول الوفير. تنوء الحرب بثقلها على كاهل المزارع البالغ من العمر 62 عاما. في اليوم الأول من الحرب، أصابت غارة جوية أحد المخازن ما أدى إلى احتراق أكثر من 400 طن من علف الحيوانات. وقال لـ"الفرنسية"، "يرتجف صوتي وتنهمر الدموع من عيني بسبب عدد الناس الذين أعلم أنهم ماتوا، وكم من الأقرباء يتألمون، وكم من الناس غادروا إلى الخارج". لكنه قد يواجه أياما أكثر سوادا. لم يقتحم الروس أبدا الشواطئ في ميناء أوديسا القريب كما كان يخشى، لكن حصارهم المستمر للبحر الأسود كان قاسيا، فقد تسبب في دمار اقتصادي في أوكرانيا ويهدد بمجاعة في أماكن أخرى. تمتلئ الإهراءات والموانئ في أنحاء أوكرانيا الآن بملايين الأطنان من الحبوب ولا مكان لتصريفها فيما تختنق البلاد ببطء بسبب الحصار". في جنوب أوكرانيا المعتدل، يبدأ موسم الحصاد الصيفي في الأسابيع المقبلة، لكن قلة من الناس تعرف أين ستخزن محصول هذا الموسم، ما يثير مخاوف من أن أجزاء كبيرة من الحبوب وغيرها من المنتجات الغذائية ستترك لتتعفن. يقول ماتولياك، "إنه أمر ينم عن وحشية أن يكون لدى دولة ما طعام يترك ليفسد هكذا، فيما أشخاص آخرون فقراء وجائعون. هذه فظاعة. إنها وحشية. ليس هناك طريقة أخرى لوصفها". فيما يبقى التركيز في الحرب حاليا على معركة الاستنزاف الطاحنة في شرق أوكرانيا، فإن حصار البحر الأسود قد يؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق، حيث يطلق خبراء تحذيرات شديدة بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومن مجاعة محتملة. قبل الحرب، كانت تعد أوكرانيا واحدة من أبرز مزودي مكونات الخبز في العالم، مع تصدير نحو 4.5 مليون طن من المنتجات الزراعية شهريا عبر مرافئها، بما يشمل 12 في المائة من القمح في العالم و15 في المائة من الذرة ونصف محصولها من زيت دوار الشمس. أدت الحرب والحصار المستمر إلى توقف التجارة إلى حد كبير فيما لم يتسن تجاوز العراقيل اللوجستية والمالية الكبرى أمام الطرقات البديلة عبر القطارات او الشاحنات لنقل مثل هذا الكم من المحاصيل إلى الأسواق العالمية.

مشاركة :