لم يكن مساء الخميس الماضي مساء عاديا لدى عشاق كرة القدم السعودية عامة والفيحاء والهلال خاصة حيث شهد كرنفالا كرويا غير عادي تزين بحضور ولي العهد الأمين وقائد التحول الأمير محمد بن سلمان الذي أسعد الرياضيين وزادهم بهجة حضوره وتشريفه لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الهلال والفيحاء. تلك الأمسية غير العادية شهدت تتويج البطل التاريخي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين فريق الفيحاء الذي حقق اللقب لأول مرة في تاريخه وتسلم الكأس لأول مرة من يد ولي العهد الأمين محمد بن سلمان. وبلا شك فإن المجمعة التي كتب لي شرف زيارتها لأول مرة في رمضان الماضي كانت مدينة هادئة بكل تفاصيلها عاشت فرحة تتويج فخر المجمعة الفيحاء بطلا لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وهي المرة الثانية التي تشهد ميلاد بطل جديد لكأس الملك بعد الفيصلي. أبناء المجمعة بعثوا برسائل عدة مفادها أن كرة القدم لا كبير فيها وأن من يعطيها حقها من الاهتمام والعمل المستمر واحترام خصمه حتما قادر على بلوغ المجد من أوسع أبوابه فما فعله الفيحاء في نهائي كأس الملك الخميس الماضي وأمام الهلال برهن على أن الفوارق الفنية والدعم الكبير الذي يميز الهلال عن غيره ليس كل شيء في كرة القدم. الفيحاء الذي نجح في التعاقد مع مدرب ذكي وحارس شجاع ويمتلك قائدا محليا بمواصفات سامي الخيبري جعلنا نراهن على أن مستقبل كرة القدم السعودية بخير وأن مسألة الكبير في عالم الكرة بإرث تاريخي أو شعبية جماهيرية أو حضور إعلامي طاغٍ قد تندثر في أي لحظة وسيبقى المجد لمن يسعى ويجاهد في سبيل بلوغه مع توفر الإمكانيات المادية والإدارية. شكرا من القلب لرئيس نادي الفيحاء عبدالله أبا نمي الذي أعاد لنا فريقا قويا يستحق الاحترام والثناء فبعد هبوطه لدوري الدرجة الأولى لم يرفع راية الاستسلام البيضاء بل رسم ملامح العودة وليست كأي عودة بل عودة فريق منافس على الألقاب والبطولات ولولا الإصابات التي أثقلت كاهل الفيحاء لكان منافسا على المقاعد الخمسة الأولى. قلتها من قبل وأعيدها الاتحاد والهلال والفيحاء هم الأقوى هذا الموسم وقدموا كرة قدم ممتعة ورائعة توجها الفيحاء بلقب كأس الملك وشهدنا منافسة قوية بين الاتحاد والهلال على لقب الدوري. نقطة اخر السطر: اكتب مقالي قبل أن أعرف نتيجة كلاسيكو الكرة السعودية بين الاتحاد والهلال ولكن حقيقة يظل التنافس بين الكبيرين له مذاق خاص والأجواء التي شهدناها قبل المواجهة يوكد فعلا بأن الاتحاد والهلال هم الركائز الأساسية التي ترتكز عليها كرة القدم السعودية. الموسم المقبل بدأت تظهر ملامحه مبكرا فما حدث هذا الموسم جعل كل فريق يستعيد حساباته جيدا وسيضع في حساباته عدم تكرار ما حدث خاصة الأندية التي تنافس على البقاء وهذا بلا شك مؤشر جيد على أن الموسم المقبل سيكون موسما ناريا والفارق النقطي متقارب من المركز الأول وحتى الأخير.
مشاركة :