مع افتتاح الحديقة النباتية الوطنية الصينية رسميا في بلدية بكين خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، بنت البلاد “سفينة نوح” جديدة لحماية التنوع النباتي. وتبني الحديقة النباتية الوطنية الصينية على عمل معهد علم النبات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وكذلك على عمل حديقة بكين النباتية. وتعد الحديقة المذكورة، التي تحتوي على أكثر من 30 ألف نوع من النباتات و5 ملايين عينة نباتية تمثيلية من القارات الخمس، رمزا مهما لمستوى التنمية المستدامة في البلاد. — كبيرة ومهنية ومع مساحة مخططة تبلغ 600 هكتار و15 ألف نوع من النباتات المحمية خارج الموقع الطبيعي، تتميز الحديقة النباتية الوطنية الصينية بالبحث النباتي العلمي، والحفظ خارج الموقع الطبيعي، والسياحة الترفيهية الإيكولوجية. “تعتبر المجموعة الواسعة من الأنواع سمة أساسية للحديقة النباتية الوطنية، ما يجعلها مختلفة عن حدائق نباتية أخرى”، حسبما قال يه جيان في، كبير مهندسي معهد علم النبات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. وتابع يه أن قدرات البحث العلمي توفر دعما قويا للحديقة النباتية الوطنية. كما تم تنفيذ تعاون دولي رفيع المستوى مع أكثر من 50 مؤسسة بحثية من أكثر من 30 دولة في مجالات التنوع النباتي، والبيئة الإيكولوجية، والزراعة. — الحفظ خارج الموقع الطبيعي ومن أجل حماية التنوع النباتي في الصين، يعتبر الحفظ خارج الموقع الطبيعي مهمة رئيسية. وأوضح يه أن الحفظ خارج الموقع الطبيعي يشير إلى نقل الأنواع المهددة بالانقراض أو المتوطنة أو الأنواع ذات القيمة الاقتصادية البارزة من مواقعها الأصلية إلى المؤسسات المهنية مثل الحدائق النباتية لحمايتها، بما في ذلك إنشاء بنوك موارد الأصول الوراثية للحفاظ على بذور النباتات وأنسجتها وأعضائها. وبدوره؛ قال الدكتور وانغ كانغ، أمين متحف النباتات في الحديقة النباتية الوطنية، إنه كأولوية قصوى للحديقة، لا يقتصر الحفظ خارج الموقع الطبيعي على نقل النباتات من موائلها الطبيعية إلى موقع جديد، مؤكدا “الأهم من ذلك، يتعلق الأمر بإجراء بحث علمي شامل على الأنواع المهددة بالانقراض”. وأضاف وانغ أنه بعد سلسلة من التدخلات البشرية لضمان عدد هذه الأنواع وتنوعها الجيني، ستتم إعادة إدخالها مرة أخرى إلى البرية إذا سمحت الظروف بتعزيز استعادة الأنواع البرية. — نظام أكبر يتبلور وإلى جانب جهودها في بكين، تعمل الصين على الإسراع في بناء نظام للحدائق النباتية الوطنية في أماكن مثل مدينة قوانغتشو بجنوبي البلاد لتعزيز حماية التنوع البيولوجي. ويهدف نظام الحدائق النباتية الوطنية إلى أن يكون شبكة متكاملة للحفظ خارج الموقع الطبيعي تغطي المناطق المناخية الرئيسية وأنواع النظم الإيكولوجية في جميع أنحاء البلاد. وأكد تشو تشي هوا، المسؤول في الهيئة الوطنية للغابات والمراعي، على أهمية بناء نظام للحدائق النباتية الوطنية، مشيرا إلى أن مثل هذه الشبكة ستعزز التعاون وتقاسم الموارد وتقوية استقرار وموثوقية حماية التنوع البيولوجي. وقال تشو إنه مع وجود حديقة نباتية وطنية أخرى قيد الإنشاء في مدينة قوانغتشو، تهدف البلاد إلى وضع أكثر من 85 بالمائة من أنواع النباتات البرية المحلية وكافة أنواع النباتات المحمية الرئيسية تدريجيا ضمن نظام الحفظ خارج الموقع الطبيعي داخل هذه الحدائق النباتية الوطنية.
مشاركة :