وقّعت عُمان وإيران مذكرات تفاهم وبرامج تعاون تشمل قطاعي الطاقة والنقل الاثنين، خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مسقط في ثاني محطة عربية له منذ توليه مهامه العام الماضي. وقالت وكالة الأنباء العمانية إن عدد مذكرات التفاهم بلغ ثماني وبرامج التعاون أربعة، وهي في عدة مجالات بينها النفط والغاز والنقل والدراسات الدبلوماسية والتجارة والاستثمار والإذاعة والتلفزيون. وصرّح وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي بأن هناك حزمة أخرى من مذكرات التفاهم وبرامج العمل التنفيذية، ستُوقع مع الجانب الإيراني لاحقا. ومن المتوقّع أن يعيد الطرفان مناقشة اتفاق بناء خط أنابيب لتوريد الغاز من الجمهورية الإسلامية إلى السلطنة، يعود إلى نحو عقدين من الزمن. وكانت الدولتان وقعتا عدة مذكرات تفاهم في هذا الموضوع، لكن المشروع لم يبصر النور. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن وزير النفط جواد أوجي قوله الاثنين، إن إيران وسلطنة عمان اتفقتا على تشكيل لجنة للتطوير المشترك لحقل هنغام النفطي، الذي يمتد على الحدود البحرية للبلدين. وفي عام 2005، وقّع البلدان مذكرة تفاهم لتطوير حقل هنغام النفطي بشكل مشترك، لكن الاتفاق لم يُنفذ وقررت طهران تطوير الحقل بشكل مستقل في عام 2012. وقال أوجي "كأساس لمحادثاتي مع وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي، تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية مشتركة لتطوير المراحل التالية من حقل هنغام النفطي بطريقة سلسة بين إيران وسلطنة عمان". وأضاف "سيعود الاستغلال المشترك، على عكس الاستغلال التنافسي، بالفائدة على البلدين لأن هذه الطريقة تؤدي إلى تقليل الأضرار التي تلحق بالمكمن، وتسمح بالمزيد من عمليات الاستخراج". وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على الرغم من قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران. وسبق لسلطنة عُمان أن أدّت دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015. وتأتي زيارة الرئيس الإيراني في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق. والزيارة التي تستمر ليوم واحد هي الثانية لرئيسي إلى دولة عربية خليجية منذ توليه مهامه في أغسطس 2021، بعدما زار قطر في فبراير، حيث التقى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشارك في مؤتمر للدول المصدّرة للغاز. وكان سلطان عمان هيثم بن طارق في استقبال الرئيس الإيراني لدى وصوله إلى المطار الخاص في العاصمة، وأقيمت له مراسم استقبال رسمية في وقت لاحق في القصر السلطاني، تخلّلها إطلاق المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيّة للرئيس الضيف، بحسب بيان رسمي عماني. وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسميّة استعرضا خلالها "أوجه التعاون الثنائي القائم بين البلدين في شتى المجالات، وسبل دعم وتعزيز علاقات الصداقة المتينة"، وفقا لوكالة الأنباء العمانية الحكومية. وقبيل مغادرته طهران قال رئيسي، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، إنّ "العلاقات التجارية بين إيران وسلطنة عمان ستتحسن بالتأكيد في مختلف المجالات، بما فيها النقل والطاقة والسياحة، خاصة السياحة الصحية"، مضيفا أنّ "في هذه الزيارة سيتم توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين". ولفت إلى أنّ الزيارة تأتي في "إطار سياسة الحكومة القائمة على تعزيز العلاقات مع دول الجوار"، الأمر الذي أكّده رئيسي مرارا بأنه يشكّل أولوية لسياسة حكومته الخارجية. وتواجه عمان، حليفة الولايات المتحدة، مصاعب اقتصادية منذ تفشي وباء كوفيد - 19، وتسعى إلى تنويع اقتصادها وإنعاش قطاع السياحة لديها. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار و336 مليون دولار خلال السنة المالية الإيرانية الماضية المنتهية في مارس.
مشاركة :