تحليل إخباري : تقرير البنتاجون حول "مجزرة الباغوز" بسوريا محاولة جديدة لتلميع صورة الجيش الأمريكي

  • 5/23/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رأى خبراء ومحللون سياسيون في سوريا أن التقرير الأمريكي الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) حول "مجزرة الباغوز" في ريف دير الزور شرق البلاد هي محاولة جديدة لتلميع صورة الجيش الأمريكي وتجنيب قواته المساءلة أو المحاكمة الدولية. وبحسب تقارير إعلامية، أعلن البنتاغون الثلاثاء الماضي أن تحقيقا أجراه في غارة جوية أمريكية أسفرت عن مقتل مدنيين في سوريا في العام 2019، خلص إلى عدم ارتكاب أي مخالفات لقواعد الاشتباك المتبعة أو إهمال متعمد. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد فتحت التحقيق العام الماضي ردا على تقرير لصحيفة ((نيويورك تايمز)) اتهم الجيش الأمريكي بالتستر على الهجوم ووجود ضحايا غير مقاتلين في عداد قتلى الغارة. وبحسب تقرير الصحيفة، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 70 شخصا، بينهم نساء وأطفال. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي إن الغارة أسفرت عن مقتل 52 مقاتلا، هم 51 رجلا وفتى واحد، ومقتل أربعة مدنيين هم امرأة وثلاثة أطفال، مشيرا إلى إصابة 15 مدنياً هم 11 امرأة وأربعة أطفال. ورأى المحلل السياسي السوري محمد العمري، "أن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية تبرئة نفسها من الجرائم التي ترتكبها في الأراضي السورية سواء في الباغوز أو غيرها من المناطق في الرقة، هي محاولة جديدة لتلميع صورة الجيش الأمريكي". وقال العمري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التحقيق الأمريكي يأتي أيضا لتجنب تعرض القوات الأمريكية إلى محاكمات دولية أو داخلية أو المساءلة أمام القانون الدولي ولتخفيف الضغوط على الجيش الأمريكي للانسحاب من سوريا. وتابع "أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفع شعارات براقة مثل حماية حقوق الإنسان والديمقراطيات، وهي بذات الوقت تقوم بانتهاك الحقوق والحريات للسوريين من خلال ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري تحت مسمى حماية الشعب السوري". وتقود واشنطن تحالفا دوليا منذ عام 2014 بدعوى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وتقيم قاعدة عسكرية بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية. وتعتبر الحكومة السورية وجود القوات الأمريكية على أراضيها غير شرعي وتطالب بخروجها. وقال العمري "إن الولايات المتحدة الأمريكية سارعت لإنشاء ما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب تحت ذريعة محاربة تنظيم (داعش)، وقامت بالتدخل بشكل غير قانوني دون التنسيق مع الدولة السورية وبقتل السوريين تحت ما يسمى بمحاربة الإرهاب في حين أن الإرهابيين موجودين في المناطق القريبة من (..) القواعد الأمريكية في منطقة التنف بالبادية السورية شرقا وعدد من القواعد الأخرى". وأشار إلى أن هناك دلائل تؤكد بأن أمريكا تقوم بتوظيفهم وحمايتهم في بعض الأحيان وبخاصة عندما يقوم الجيش السوري بمحاربة هؤلاء الإرهابيين. من جانبه، قال الخبير والمحلل السياسي السوري حسام شعيب، إن "الإعلان الأمريكي عن مجزرة الباغوز، هو إعلان جاء متأخرا جدا لتبرئة القوات الأمريكية"، معتبرا أن هذا التأخير والتقرير "لا ينفي المسؤولية الكاملة للاحتلال الأمريكي في سوريا عن هذه المجزرة". ورأى شعيب أن الغاية من التأخير في إصدار التقرير وتبرئة القوات الأمريكية هي محاولة لامتصاص غضب الرأي العام سواء الأمريكي أو الرأي العام الدولي. واعتبر "أن ازدواجية معايير الولايات المتحدة الأمريكية من خلال رفعها شعارات كثيرة تتناقض أساسا مع سلوكها بارتكاب القتل والدمار بحق الشعوب، هو محاولة لتلميع صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم وإظهارها بأنها مازالت راعية لحقوق الإنسان". وطالب شعيب بضرورة محاسبة القوات الأمريكية والإدارات الأمريكية المتعاقبة عما وصفها بـ"المجازر التي لم تعترف بها بشكل فعلي". ووصف المحلل السياسي السوري علي يوسف، تحقيق البنتاغون حول سقوط ضحايا في الباغوز بأنه "صوري" للتستر على قتل المدنيين الذين استهدفتهم الطائرات الأمريكية بالأراضي السورية. وقال يوسف لـ((شينخوا)) إن "الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحترم القانون الدولي، وهي أكبر منتهك لحقوق الإنسان ولعل غياب المساءلة الدولية عن الجرائم التي ترتكبها جعلها بمنأى عن المحاسبة". واعتبر يوسف "مجزرة الباغوز"، "جريمة حرب ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدا "أن أمريكا لو كانت معنية بحماية المدنيين لكانت فتحت ممرات إنسانية آمنة قبل أن تعطي أمرا بقصف المنطقة". وكانت صحيفة ((نيويورك تايمز)) قد ذكرت أن سلاح الجو الأمريكي نفذ في 18 مارس عام 2019 غارة على معسكر يأوي عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في بلدة الباغوز بدير الزور، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 70 مدنيا بينهم نساء وأطفال. وزعم البنتاجون أن معظم القتلى في الغارة على الباغوز كانوا من مقاتلي تنظيم (داعش).

مشاركة :