قبل أيام من تتويج ميلان بلقب الدوري الإيطالي، انتشر مقطع فيديو لمجموعة من أهداف الروسونيري في المسابقة تحت عنوان "ماشي بنور الله" وفي الخلفية تستمع لابتهال "السيد النقشبندي" الشهير. لوهلة ستظن أن ميلان يستفيد من الأخطاء فقط ويسجل أهدافا ساذجة قادته للقب الدوري الإيطالي على حساب غريمه التقليدي، إنتر ميلان. في النهاية توج ميلان بطلا للدوري الإيطالي بعد 11 عاما من الغياب بعدما فاز خارج أرضه على ساسولو بنتيجة 3-0. فهل حقق ميلان لقب الاسكوديتو وهو "ماشي بنور الله" فعلا؟ بدأ ميلان الدوري الإيطالي ونسبة فوزه باللقب الدوري تساوي 3.4% كرابع فريق بعد إنتر ويوفنتوس ونابولي، وقبل الجولة الأخيرة ارتفعت نسبته إلى 81% مقابل 19% لإنتر، قبل أن يتوج باللقب. حقق ميلان 86 نقطة وهو ثاني أعلى عدد من النقاط وصل له ميلان منذ موسم 1993-94 –وقت اعتماد الفوز بثلاث نقاط- بعد موسم 2005-06 الذي حقق خلاله الروسونيري 88 نقطة (خُصمت 30 لاحقا بسبب الكالتشيوبولي). وحقق ميلان نقاطا أكثر من المتوقع له في بداية الموسم بـ 12 نقطة، ما جعله يحسم اللقب بفارق نقطتين عن إنتر. تلك الأحصائية تأتي بناءً على الأهداف المتوقعة واستقبال الأهداف المتوقعة لكل فريق في الدوري، وهو ما يعني أن الفريق تخطى ما هو متوقع له. سجل لاعبو ميلان 66 هدفا منها 5 من ركلات جزاء كرابع أقوى هجوم في الدوري وبمعدل 1.74 هدفا في المباراة الواحدة، من أصل 60 هدفا متوقعا، أي أن الفريق سجل أكثر من الأهداف المتوقعة له في الموسم. حقق ميلان 46 نقطة خارج سان سيرو من 14 انتصار و4 تعادلات وهزيمة واحدة جعلته كثاني أكثر فريق يحقق نقاطا خارج ملعبه في موسم واحد بتاريخ الدوري. أنهى الفريق الموسم بـ 16 مباراة على التوالي بدون هزيمة منذ الخسارة أمام سبيزيا والتي لم تكن لتحقق إذا لم يُخطئ الحكم في إطلاق صافرته بالخطأ قبل انفراد جونيور ميسياس. كما حافظ الفريق على نظافة شباكه في 12 مباراة منذ بداية العام الحالي كثاني أكثر فريق بعد ليفربول في الدوريات الخمس الكبرى. ميلان هو أصغر فريق حقق لقب الدوري الإيطالي منذ موسم 1993-94، بمعدل 26 عاما و97 يوما للتشكيلات التي خاضت مباريات المسابقة. * المعدل العمري لميلان خلال آخر 20 عاما. إذا رفعنا أسماء زلاتان إبراهيموفيتش وأوليفييه جيرو وسيمون كيير بكل تأكيد سيكون المعدل الأقل، لكن الخبرات دائما ما يكون لها مفعول السحر. مستقبل الفريق يبدو واعدا فبالنظر إلى للصورة التالية فأن 6 لاعبين فقط تخطوا سنوات قمة أداءهم، بينما يتواجد 12 في سنوات القمة بشكل متفاوت و9 لم يصلوا لتلك المرحلة بعد. بالدخول في التفاصيل، فأن النقطة الأهم أن ميلان ثالث أفضل فريق من حيث معدل الضغط الحالي على الخصم في الدوري بنسبة 10.2 بعد أتالانتا وتورينو (جاسبريني ويوريتش أفضل من يطبقوا هذا الأسلوب في إيطاليا دون الدخول في تفاصيل). كلما كانت النسبة أقل كان معدل الضغط على دفاع الخصم أفضل، ميلان استغل الأمر وسجل 6 أهداف هذا الموسم وفقا لـ أوبتا. الفريق هو الأكثر تنفيذا للعديد من التسديدات بعد تحولات عالية في الدوري الإيطالي برصيد 70 تسديدة انتهت بـ 6 أهداف من أصل 367 محاولة. ميلان في المباريات الـ 5 الأخيرة استطاع استغلال الأخطاء المباشرة وسجل منها أهداف وهذا ليس خطأ الفريق، ضد لاتسيو في الدقيقة الأخيرة وهدف تونالي وبعدها تمريرة حارس فيورنتينا الخاطئة أمام رافائيل لياو. أمام أتالانتا في الهدف الأول ومن ثم ضد ساسولو، 3 أهداف جاءت بعد ضغط من مهاجمي ميلان على لاعبى ساسولو انتهت بهدف. video:1 قد يبدو هجوم ميلان عشوائي، خاصة أن الفريق أكمل 10 تمريرات أو أكثر خلال 393 مرة فقط هذا الموسم كثامن أفضل فريق. وتاسع أكثر فريق في الدوري بدأ هجماته من الخلف، لكن في المقابل يعتمد على الهجوم مباشر ويأتي ثانيا خلف إنتر (84) برصيد 81 هجمة. أصبح أوليفييه جيرو أول لاعب يحمل الرقم 9 منذ فيليبو إنزاجي يسجل 10 أهداف أو أكثر بقميص ميلان في موسم واحد. أهداف جيرو (11) كانت حاسمة، قادت ميلان للفوز على إنتر ونابولي في الدور الثاني ما مهد الطريق للفوز باللقب، وكذلك سجل في شباك لاتسيو وروما. جيرو على سبيل المثال أصبح أكبر لاعب في تاريخ ميلان يسجل 10 أهداف أو أكثر في الدوري الإيطالي منذ مواطنه جان بيير بابان موسم 1992 -93 وجيريمي مينيز موسم 2014-15. ومن خلفه تواجد رافائيل لياو الذي اُختير كأفضل لاعب شاب في الدوري. وهو أكثر لاعب راوغ الخصوم بـ 104 مراوغة ناجحة والخامس في الدوريات الخمس الكبرى، وأكثر من حمل الكرة في 254 موقف منها 93 مرة إلى الثلث الهجومي للفريق ومناطق دفاع الخصم. بينما عانى أنتي ريبيتش وأليكسيس سايليميكريس وجونيور ميسياس وبراهيم دياز من تقديم أداءً ثابتا لأكثر من مباراة بشكل متتالي على سبيل المثال. فشارك الرباعي في تسجيل 11 هدفا وصناعة 10، وهو نفس ما ساهم به رافائيل لياو بمفرده في الدوري هذا الموسم. ورغم أن إبراهيموفيتش لم يسجل منذ الفوز على فينتيسا 3-0 في الجولة 21، يناير الماضي إلا أن تأثيره كان واضحا على الفريق بمشاركته كبديل وظهر تأثره بسبب الإصابة التي لحقت، والأهم أن دوره كان أكبر كقائد أعاد الفريق مرة أخرى لمنصات التتويج. video:2 دفاعيا ميلان رابع أقل فريق استقبل تسديدات على حارسه واستقبل 31 هدفا بمعدل 0.82 هدفا في المباراة الواحدة. تصدى حارسي ميلان (مايك ماينيان – تشيبريان تاتاروشانو) لـ 96 فرصة بنسبة نجاح 77.9% وهي الأفضل في الدوري الإيطالي. خرج ميلان بشباك نظيفة في 18 مباراة أكثر من أقرب منافس له نابولي بـ 16 مباراة. يكفي أن 9 مباريات من الـ 18 جاءت في آخر 11 جولة، واستقبل خلالها الفريق هدفين فقط ضد لاتسيو وفيرونا استطاع في كلا المباراتين أن يقلب تأخره لفوز ويقترب خطوة من حسم اللقب. وبالتالي لا شك أن يحصد مايك ماينيان في موسمه الأول بإيطاليا جائزة أفضل حارس بعدما حافظ على نظافة شباكه في 17 مباراة من أصل 32 خاضها. الفرنسي هو صاحب أفضل نسبة تصديات (81%) وأقل نسبة استقبال أهداف (0.66 لكل 90 دقيقة) في الخمس الكبرى. الإنجليزي فيكايو توموري هو أكثر لاعب خاض عدد دقائق الموسم الجاري في الدوري الإيطالي بقميص ميلان بـ 2718 دقيقة بعد ماينيان مساهما في فوز ميلان باللقب، وهو نفس ما فعله تياجو سيلفا في موسم 2010-11 مع الروسونيري. معه خرج ميلان بشباك نظيفة في 13 مباراة وحقق أفضل معدل استقبال أهداف بـ 0.66 هدف لكل مباراة كرقم قياسي لمدافع خاض أكثر من 30 مباراة. النتيجة أنه أكثر لاعب حصدا لمعدل النقاط الموسم الحالي بـ 2.45 نقطة للمباراة في الدوري الإيطالي. بيير كالولو رغم كتب لنفسه اسما محفورا في لقب الموسم الجاري، فهو أكثر من حقق نسبة عرقلة ناجحة في الدوريات الخمس الكبرى بنسبة 79.2%. ومنذ قدوم ثيو يظل أداءه ثابتا مع الفريق، رغم أنه سجل 5 أهداف أقل مما سجل في آخر موسمين (6 في 2019-20 و7 الموسم الماضي) فذلك يعود لتألق رافائيل لياو. الفرنسي الطائر كان خامس أكثر مسدد لميلان في الدوري الموسم الجاري، وثاني أكثر من مرر في الفريق وأكثر من ركض من لاعبي الفريق وبحوزته الكرة، والدليل هدفه في مرمى أتالانتا. النهاية ستكون مع بيولي، الرجل الذي عرف معنى البطولة لأول مرة في مسيرته التدريبية. أصبح ثاني أكثر مدرب يحقق نسبة انتصارات في تاريخ الروسونيري بالدوري الإيطالي بنسبة 61%، وثالث مدرب يحافظ على نظافة شباك الفريق في 6 مباريات متتالية بالدوري. ومعه استطاع ميلان خلال آخر موسمين من حصد 40 نقطة من مواجهات مع المنافسين المباشرين الخمسة (إنتر – يوفنتوس – أتالانتا – لاتسيو – روما) من أصل 60، مواجهات كانت بمثابة فيلم رعب للروسونيري. الموسم الجاري كان حاسما أمام الكبار فلم يخسر ميلان ضد أي منهم فاز في 7 وتعادل في 3 وسجل 18 كأقوى هجوم واستقبل 8 كأقوى دفاع، حاصدا 24 نقطة من أصل 30 ممكنة. إنتر أهدر 14 نقطة فقط أمام الكبار. النتيجة النهائية: ميلان استيقظ من سباته الذي استمر 11 عاما، وتلك فقط مجرد بداية، واللقب لم يتحقق فقط لأن ميلان "ماشي بنور الله" . طالع أيضا أنشيلوتي يعلق على تصريحات صلاح مدرب جديد في الدوري المصري مرتضى: التفاؤل والتشاؤم أمر طبيعي كورتوا يوضح كيف درس صلاح
مشاركة :