صنعاء ، عدن (الاتحاد) كشف مصدر مطلع في المقاومة اليمنية أمس الأحد عن «ترتيبات جارية» لإعلان مجلس أعلى للمقاومة في العاصمة صنعاء، في مؤشر على اقتراب معركة الحسم لاستعادة المدينة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ 21 سبتمبر 2014. وقال المصدر لـ«الاتحاد»:«هناك ترتيبات جارية لإعلان مجلس أعلى للمقاومة في العاصمة صنعاء»، بعد يومين على إشهار قيادة المقاومة في محافظة ذمار التي تقع على بعد 99 كيلومترا جنوب العاصمة وتعد منطقة نفوذ قبلي وعسكري لأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المتحالف مع جماعة الحوثيين الانقلابية. وتعد معركة تحرير العاصمة صنعاء التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين نسمة أهم محطات جماعات المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية التي تقاتل منذ شهور لدحر المتمردين من محافظة تعز (جنوب غرب) وأطلقت مطلع ديسمبر حملة عسكرية مدعومة من التحالف العربي لاستعادة محافظة الجوف شمال غرب البلاد. وقال المصدر:«بعد استعادة الجوف ستبدأ معركة ذمار تليها عملية تحرير صنعاء التي سيشارك فيها 300 ألف من عناصر المقاومة الشعبية تم تدريبهم على فترات منذ عام 2011»، عندما اندلعت انتفاضة شعبية عارمة أجبرت صالح على التنحي نهاية فبراير 2012. وأعلن المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء (التي تطوق العاصمة من جميع الجهات) استعداده وجاهزيته لإطلاق عملية تحرير العاصمة صنعاء من المليشيات الانقلابية، محذراً من أن المفاوضات مع المتمردين «ستؤسس لحالة من الفوضى وتضعف من فرص استعادة الدولة وتعطي المليشيات فرصة لسفك المزيد من دماء اليمنيين». وأضاف في بيان، أمس، «أن دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا في مواجهة الانقلاب«الحوثي العفاشي» هي وقود النصر وسبيل الحرية، ولا ينبغي التفريط بها في مفاوضات أثبتت عبثيتها وعدم جدواها». وشدد البيان على «حق أبناء محافظة صنعاء والشعب اليمني عموماً في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ونزع سلاح المليشيات الانقلابية ومحاسبة كل من تسبب في سفك الدماء وتدمير مقدرات الوطن». من جهتها، قالت المقاومة الشعبية في محافظة الجوف، في بيان أصدرته أمس الأحد،:«إننا غير معنيين بأي حوار أو اتفاق لا يلتفت إلى تضحيات ومعاناة الشعب اليمني ويفضي إلى استعادة الدولة ومعاقبة الانقلابيين على كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني ودول الجوار». واتهم البيان المليشيات المتمردة التي قبلت الانخراط في المشاورات بمحاولة «كسب المزيد من الوقت لبسط سيطرتها على مناطق أوسع في البلاد»، مشيراً إلى أن هذه المليشيات «لم تلتزم بحرف واحد من كل الاتفاقات السابقة، وإن كافة العهود والاتفاقيات التي كانت في السابق سارت في مهب الريح بسب غطرسة الانقلابين وعدوانهم المتكرر عل كل القيم والأعراف والمواثيق». وطالبت المقاومة الشعبية في الجوف المجتمع الدولي «بأن يكون أكثر صرامة في التعامل مع الانقلابيين وعدم التهاون والمداهنة في تطبيق القرارات الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي 2216» الذي يلزم المتمردين بالانسحاب من المدن، لا سيما العاصمة صنعاء، وإلقاء السلاح واستئناف العملية السياسية الانتقالية. وثمنت «مقاومة الجوف» في بيانها «الدور الكبير الذي قامت به دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما قدمته من دعم ومساندة للشعب اليمني في محنته». وتواصلت المعارك في اليمن أمس الأحد قبل يوم من سريان وقف لإطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة، وقبل محادثات سلام من المقرر أن تنهي الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر. وتواصلت المعارك بين القوات الشرعية المدعومة جواً من التحالف العربي والميليشيات المتمردة في معظم جبهات القتال في البلاد. وحققت المقاومة الشعبية الموالية مكاسب في المواجهات الدائرة في مدينة دمت شمال محافظة الضالع الجنوبية، واستعادت مواقع كانت تخضع لسيطرة المتمردين الذين يحاولون التوغل جنوباً بعد دحرهم من هناك في أغسطس. وقتل 12 من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في قصف مدفعي لقوات الشرعية في مدينة دمت، بحسب مصادر متعددة في المقاومة الشعبية التي أعلنت أيضاً مصرع قياديين في الجماعة المتمردة وأربعة حوثيين بانفجار عبوة ناسفة في منطقة «العرفاف» شمال الضالع. ... المزيد
مشاركة :