شارك وفد مملكة البحرين برئاسة السفير نانسي عبدالله جمال رئيس قطاع الشؤون الاستراتيجية بوزارة الخارجية في المؤتمر الدولي البحثي السابع لمكافحة التطرف العنيف الذي عُقد في مدينة غرناطة بمملكة إسبانيا، بتنظيم من مركز هداية الدولي لمكافحة التطرف العنيف بالتعاون مع العديد من المراكز الدولية البحثية والمعاهد أبرزها جامعة غرناطة. وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقت السفير نانسي عبدالله جمال كلمة عبرت من خلالها عن الأهمية التي توليها مملكة البحرين للإسهام في الجهود الدولية الرامية إلى بحث ومعالجة تطور فهم العالم لظاهرة التطرف العنيف، خاصة من خلال تحديد أحدث الاتجاهات في نشر الأيديولوجيات الراديكالية ونقاط الضعف الموجودة في المجتمعات الهشة التي عانت وما زالت جراء الحروب والصراعات التي تؤدي إلى نشر الفكر المتطرف والذي تستغله الجماعات الإرهابية. وقالت إنه منذ انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تعامل العالم مع العديد من التحديات المتأصلة في المجتمعات الهشة، والتي تفاقمت بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية في بعض أنحاء العالم، ما فتح الباب للاستغلال الإجرامي من بعض الجماعات المتطرفة في محاولة منها لضرب جهود الحكومات في حماية الشعوب من هذه الجائحة، إلا أن شعوب العالم استوعبت ذلك واستطاع العالم حماية نفسه من الجائحة. وأضافت السفير نانسي عبدالله جمال أن مفهوم التطرف العنيف ليس جديدًا، إلا أن المصطلح ذاته يقع تحت ضغط مستمر لاستيعاب التطورات الحاصلة على أرض الواقع والذي يخضع لبعض التحديات في شتى المجالات، مشيرة الى أنه على الصعيد البحثي والأكاديمي تتجه المؤسسات المتخصصة لفهم الظاهرة من خلال التهديد الإرهابي الواضح في حينه، مما يؤثر في الفهم الأوسع للظاهرة ويؤثر بذلك على برامج المكافحة والمنع، إلا أن المتخصصين الدوليين من صناع القرار مدركين لهذا القصور ومتجهين لاستمرارية دراسة مصطلح الإرهاب وأطره مما يجعل العمل المشترك بين الأكاديمية والسياسة أساس لنهوض الأمم، مؤكدة بأن العمل والخطط الدولية المختلفة المتخذة على مر السنين تعتبر إنجازًا كبيرًا يجب حمايته وجميعها تعتبر جزء لا يتجزء من عملية رسم السياسات الوطنية والإقليمية والدولية الخاصة بحكومة مملكة البحرين. وأشارت رئيس قطاع الشؤون الاستراتيجية إلى الجهود الحثيثة والمستمرة لمملكة البحرين في مكافحة التطرف والتزامها الدائم في دعم هذا الملف، مشيدة بالعمل البناء لمركز هداية الدولي منذ إنشائه في الربط بين التصورات الفكرية لعلماء الشرق والغرب بهدف بناء المرونة الكافية لتبادل الخبرات والمشاركة في تطور البحث العلمي، والذي نجح بدوره في إشراك الصوت الفكري للمنطقة من أجل تحقيق السلام والازدهار والاستقرار. واختتمت السفير كلمتها مؤكدة أن هذا المؤتمر سيسهم في اكتساب مفاهيم جديدة للأعمال القادمة، مؤكدة أن بناء شراكات عالمية قوية ثنائية ومتعددة الأطراف في مكافحة التطرف سيظل ركنًا أساسيًا في السياسة الخارجية لحكومة مملكة البحرين.
مشاركة :