قال رئيس وزراء كردستان العراق مسرور البارزاني، إن بغداد أصبحت رهينة بيد طهران، رافضاً القرار الأخير للقضاء العراقي الذي يسلب الإقليم الكردي الحق في التصرف بنفطه، بينما كالت "هيئة المقاومة" المتحالفة مع طهران الاتهامات لأربيل التي حذرتها من المساس بالأمن. من دافوس حيث يُعقَد المنتدى الاقتصادي العالمي، اعتبر رئيس وزراء اقليم كردستان العراق، مسرور البارزاني، أن بغداد تحولت الى رهينة بيد طهران، بعد مجموعة قرارات نفطية تضر بمصالح الاقليم اتخذتها المحكمة الدستورية العليا ووزير النفط في حكومة مصطفى الكاظمي التي تلتزم الصمت مكتفية بتصريف الأعمال. ورفض البارزاني القرار الاخير لوزير النفط بإنشاء شركة جديدة تتولى نفط الاقليم الكردي، بينما صعّد حلفاء طهران في بغداد اتهاماتهم لحكومة الاقليم. وليل الاثنين ـ الثلاثاء، أصدرت ما تعرف بـ «الهيئة التنسيقية للمقاومة»، التي تضم نحو 10 ميليشيات مسلحة أبرزها «كتائب حزب الله»، و«عصائب أهل الحق»، بياناً اتهمت فيه أربيل بأنها تقوم بتدريب جماعات مسلحة هدفها «إشاعة الفوضى والاضطراب والتخريب»، متوعدة بالرد. وذكر بيان «التنسيقية» أنه تم رصد «عمليات تدريب لمجاميع مسلحة في كردستان العراق برعاية رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني، فضلاً عن تحركات مشبوهة من أدوات داخلية لعملاء الخارج، هدفها إشاعة الفوضى، والاضطراب، والتخريب، وتمزيق وحدة الشعب العراقي، والنسيج المجتمعي، ببصمات صهيونية واضحة»، متوعداً حكومة الإقليم بأن «النار التي يحاولون إيقادها سترتد عليهم وتحرقهم قبل غيرهم». غضب كردي ودفع البيان والتهديد، الذي جاء بعد اعتقال الأمن الكردي عناصر من ميليشيات مسلحة متورطة في عمليات إطلاق صواريخ تستهدف مطار أربيل الدولي الذي تتمركز فيه قوات «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، مسؤولين في الإقليم وجهاز الأمن فيه إلى الرد بشكل فوري، محذرين من المساس بأمن كردستان من قبل تلك الميليشيات. وأصدر مجلس أمن كردستان، وهو أعلى جهة أمنية قانونية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي؛ بياناً حذّر فيه من أن «أي عدوان على كردستان سيكون له ثمن باهظ». وجاء في البيان أن «مجموعة غير شرعية تسمى لجنة تنسيق المقاومة، والتي من الواضح أنها مدفوعة من جهة معينة، وجهت في بيان عدداً من الاتهامات التي لا أساس لها ضد كردستان». وأضاف المجلس أن «التهديدات ليست جديدة في مناطق مختلفة من العراق، وفعلت ما في وسعها حتى الآن من مكائد، ونجم عنها فقط الدمار والفوضى للعراق». وحمّل الحكومة الاتحادية برئاسة الكاظمي «مسؤولية حماية السيادة العراقية ووقف هذه التجاوزات والأعمال العدائية التي تقوم بها تلك المجموعات غير القانونية التي تهدد سيادة العراق وأمنه». ولفت المجلس إلى أن «الجيش العراقي وقوات البشمركة يعملان معا ضد الإرهابيين وهذه الجماعات المنخرطة في المؤامرات والفوضى والدمار». توتر مزدوج في هذه الأثناء، تزامن تصعيد حلفاء طهران لهجتهم تجاه أربيل مع تدني فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات الأميركية المفروضة على الجمهورية الإسلامية من واشنطن، بالإضافة إلى ما يصفه البعض بتخوف «الإطار التنسيقي» من احتمال نجاح الحراك الذي يجريه رئيس الإقليم نيجرفان البارزاني، الذي زار محافظة السليمانية، أخيراً، والتقى رئيس حزب الاتحاد الوطني بافل طالباني، بهدف ترطيب الأجواء، حيال مرشح رئاسة الجمهورية. وفي حال توصل الطرفان الكرديان الرئيسيان في الإقليم إلى تفاهم بشأن المرشح الرئاسي، فإن قوى «الإطار التنسيقي»، التي تضم أحزابا وفصائل مرتبطة بطهران، ستكون في عزلة تامة، وحينئذ يتمكن التيار الصدر وحلفاؤه من السنة والأكراد، من تشكيل ما يصفه زعيم التيار مقتدى الصدر بـ «حكومة أغلبية وطنية». ولم تقدم تلك الميليشيات دليلاً على وجود مجموعات تتدرب في إقليم كردستان، برعاية كردية، وهو ما رأته أوساط سياسية أنه يندرج ضمن الدعاية المضادة التي تطلقها تلك الجماعات ضد الإقليم الكردي، بهدف تأليب الرأي العام عليه، خاصة بعد تحالف الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، الحاكم الفعلي للإقليم مع زعيم التيار الصدري المناهض لإخضاع بغداد للهيمنة الإيرانية. وفي مارس الماضي، تبنّى «الحرس الثوري» الإيراني، قصف مواقع داخل أربيل عاصمة كردستان العراق، وقال إنه استهدف «المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشرارة للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة»، وهو ما رفضته أربيل واعتبرته ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأن المواقع المستهدفة مدنية. ولاحقاً، قصفت القوات الإيرانية مناطق أخرى، وقالت إنها تضم مواقع لتدريب عناصر متمردة في الإقليم العراقي، وهو ما نددت به حكومة بغداد والتيار الصدري الذي طالب بتقديم مذكرة إلى الأمم المتحدة، داعيا طهران إلى عدم تحويل العراق إلى ساحة تصفية حسابات. استهداف فكتوريا وفي خطوة موازية للتوتر بأربيل، تعرض محيط «قاعدة فكتوريا» الأميركية داخل مطار بغداد الدولي لاستهداف بطائرة مسيرة «درون»، أمس للمرة الاولى منذ اسابيع، حيث أوقفت هدنة غير معلنة الهجمات بالتزامن مع المفاوضات النووية في فيينا. وذكر مصدر أمني أن الاعتداء الذي يعتقد أن الفصائل الموالية لإيران نفذته «تسبب في تفعيل صافرات الانذار دون التسبب في خسائر بشرية».
مشاركة :