اعتادت الصحف العربية العتيدة، أن تخصص بابا في صفحتها قبل الأخيرة، تحت عنوان «صدق أو لا تصدق» تضع فيه الغرائب والطرائف، من قبيل إثارة الدهشة لدى قرائها، لكن يبدو أن هذه الدهشة، قد ذهب بريقها وصرنا أمام عالم عنوانه «لا دهشة بعد اليوم» وإن لم تستح فافعل ما شئت. تحت هذا الباب، تساءل مراقبون: هل مازالت قطر، دولة عربية إسلامية؟ وبالطبع لسنا بحاجة إلى أن يتبارى الإخوة القراء في الإجابة عن السؤال، لأننا بصدد وقائع وتصريحات من رأس تلك الدولة، من أميرها الشاب، الذي يفاخر بأن بلده ترحب وتستضيف المثليين جنسيا خلال بطولة كأس العالم التي تقام على هذه الأرض العربية الإسلامية في نهاية العام الحالي 2022. أمير قطر، ارتدى قبعة الحضارة والثقافة العالمية والانفتاح من كل الاتجاهات وخالف ثوابت شعبه ووطنه.. خالف عقيدته التي يفترض أنها إسلامية لا تشوبها شائبة ولا تتوارى للخلف بدعوى إظهار قطر كدولة «عريقة وذات حضارة ومنفتحة على الجميع».. ملعون هذا الانفتاح وإن شئنا الدقة «الادعاء بالانفتاح» طالما أنه يدوس تحت أقدامه، الثوابت الدينية والأخلاقية السوية للمجتمعات الإسلامية ويقذف بها إلى غياهب الجب.. ملعون هذا الانفتاح الذي يشوه الحضارة العربية والإسلامية، ويسيء، أيما إساءة، لأخلاق وتقاليد إخواننا الطيبين من الشعب القطري الشقيق.. عن أي انفتاح تتحدثون؟ هل أصبح الترحيب بالمثليين والمتحولين جنسيا في قطر دليل الانفتاح؟ الرياضة شرف وأخلاق والمثلية إهانة للإنسانية وتلويث للبشرية.. اعرفها جيدا أيها الأمير، لأنه في نهاية الأمر لن يصح إلا الصحيح. وقال المراقبون رسالتنا هذه ليست شخصية الطابع وإنما خليجية وعربية وإسلامية من شعوب آلمها أن يخرج من بينها من يجعل سمعتها وقيمها وأخلاقياتها في الدرك الأسفل. الشق الثاني من الرسالة، ليس ببعيد عن أولها لأنه إذا كان الأول يضرب الأخلاق والإنسانية، فإن الثاني يضرب صحة بني البشر ويذهب بهم إلى الهلاك. كيف ذلك؟ وأرجو قبل الدخول في صلب هذا الجانب أن يقرأ سمو الأمير الشاب، موجزا عن الدراسات العلمية الكثيرة التي ربطت بين تزايد حالات «جدري القردة» والمثلية الجنسية، التي ستعيش أزهى عصور الحرية على أرض قطر الشقيقة، وما التاريخ ببعيد عن أيامنا تلك. وبالتالي تزيد احتمالات اقتراب هذا الخطر من الشعب القطري ومن ثم احتمالات انتقاله بشكل متسارع إلى مواطني دول مجلس التعاون. علميا وعلى مسؤولية سوزان هوبكنز كبير المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية ووفق ما نقلته صحيفة «دايلي ميل» فقد تم «تسجيل نسبة ملحوظة من الحالات الحديثة لمرضى جدري القردة في المملكة المتحدة وأوروبا بين المثليين من الذكور ومزدوجي الميول الجنسية». هذه المثلية الموبوءة موضع ترحيب من سمو الأمير تميم رغم أنها تضرب الثوابت في الدين والأخلاق والفطرة لدى بني البشر، ليس ذلك وكفى بل إنه أمسك بتلابيب «الثقافة المختلفة» علها تنقذه من الورطة التي دخلها عن طيب خاطر.. رحب وهنأ وأثنى.. ولم لا؟ بعد أن مهد له الطريق في وقت سابق الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم في قطر 2022 ناصر الخاطر من خلال تصريح لشبكة «سي إن إن» الأمريكية بأنه «لا خوف على المثليين». وأخيرا وليس بآخر، إن لم تكن عادات وتقاليد شعبنا القطري الشقيق في أولويات سمو الأمير، وإن لم تكن صحة وسلامة أبناء مجتمعنا الخليجي موضع اهتمام، أليست هذه من الغرائب والعجائب التي يجب وضعها في باب «صدق أو لا تصدق» ولا يسعنا إلا القول: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا عزاء لمن أهان شعبه وأمته.
مشاركة :