روسيا تصعّد هجومها على آخر جيوب المقاومة في دونباس

  • 5/25/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صعدت القوات الروسية الثلاثاء هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك الواقعة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا في وقت دخلت الحرب شهرها الرابع، فيما لا تزال الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول حظر النفط الروسي مستمرة. ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير الماضي تمكنت كييف بمساعدة من دول غربية من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين في كلمته اليومية إن "الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، وينبغي أن نكون مدركين لذلك". وأكد أن "الوضع القتالي الأكثر صعوبة الآن هو في دونباس"، مشيرا بالتحديد إلى بلدات باخموت وبوبسانا وسيفيرودونيتسك الأكثر تضررا. وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في تحديث للتطورات على فيسبوك الثلاثاء إن القوات الروسية تنفذ "عمليات هجومية" متواصلة في المنطقة، مضيفة أن "العدو يطلق نيرانا كثيفة على طول خط التماس". وقال حاكم لوغانسك سيرغي غايدي إن روسيا استقدمت الآلاف من الجنود للاستيلاء على الإقليم بكامله وأن سيفيرودونيتسك تتعرض لهجوم مكثف، محذرا الأهالي من فوات الأوان للمغادرة. فولوديمير زيلينسكي: الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، ينبغي أن ندرك ذلك وأضاف غايدي على تليغرام "في هذه المرحلة لن أقول: اخرجوا، غادروا. الآن سأقول: ابقوا في الملاجئ (..) لأن كثافة القصف لن تسمح لنا بحشد الناس بهدوء والقدوم من أجلهم". وأفاد أهالي باخموت، القرية الواقعة عند تقاطع محوري يمثل مركز قيادة لجزء كبير من العمليات الأوكرانية، وكالة فرانس برس عن تعرضهم لقصف جوي. وقالت ماريا ماياشلابكا (82 عاما) وهي جالسة قرب أنقاض منزلها المدمر "رفعت رأسي بينما كنت أصلي وسمعت صوتا مروعا". وأضافت "كل يوم أتضرع إلى الله كي يجنبنا الإصابات. والله استجاب لي. الله يحرسني". وقال زيلينسكي في كلمته إن روسيا نفذت قرابة 1500 ضربة صاروخية وأكثر من 3000 ضربة جوية ضد أوكرانيا في الأشهر الثلاثة الأولى للحرب. وقبل ذلك حذر المسؤولين المجتمعين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والذي مُنعت روسيا من المشاركة فيه هذه العام، من أن المساعدة العسكرية البطيئة تتسبب بوفيات غير مبررة فيما الأوكرانيون "يدفعون ثمنا باهظا من أجل الحرية والاستقلال". وأعلن أن 87 شخصا قتلوا في ضربة روسية في وقت سابق هذا الشهر على قاعدة عسكرية في الشمال، قد تكون من أكبر الضربات المسجلة خلال الحرب. وأرسلت دول غربية كميات كبيرة من الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد الهجوم الروسي، وردت على موسكو بعقوبات اقتصادية غير مسبوقة. غير أن زيلينسكي قال في الكلمة التي ألقاها عبر الفيديو إنه كان من الممكن إنقاذ عشرات الآلاف من الأشخاص لو أن كييف حصلت على “100 في المئة من احتياجاتها مرة واحدة في فبراير” عندما شنت روسيا الغزو. وصعّد أيضا مطالبه بعزل روسيا عن الاقتصاد العالمي داعيا إلى فرض حظر نفطي دولي عليها وعقوبات على جميع مصارفها، ومقاطعة قطاع تكنولوجيا المعلومات التابع لها. وأعلن المستشار في بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف بوريس بونداريف عن استقالته من منصبه بعد 20 عاما على توليه مهامه الدبلوماسية احتجاجا على الغزو الروسي. وأدان في رسالة تلقاها عدد من البعثات الدبلوماسية في جنيف الحرب "ليس فقط بوصفها جريمة بحق الشعب الأوكراني، إنما أيضا، ربما، أكثر الجرائم خطورة بحق الشعب الروسي". وقال "لم يسبق أن شعرت بالخجل من بلادي بهذا القدر". وأدانت محكمة في كييف الاثنين جندياً روسياً يبلغ 21 عاما بارتكاب جريمة حرب لقتله مدنياً أعزل وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، في أول حكم يصدر بحقّ عسكري روسي منذ بدأت روسيا غزو جارتها قبل ثلاثة أشهر. واستمع الجندي إلى تلاوة الحكم وحيدا في قفص زجاجي. وأقرّ فاديم شيشيمارين أمام المحكمة بأنّه قتل أوكرانياً يبلغ 62 عاما ويدعى أليكسندر شيليبوف في قرية شوباخيفكا بشمال شرق أوكرانيا. حان الوقت للبحث عن تمويل بديل عن روسيا حان الوقت للبحث عن تمويل بديل عن روسيا وأفاد الأسبوع الماضي أنه أطلق النار على شيليبوف بضغط من جندي آخر بينما حاولا الانسحاب والهرب إلى روسيا في سيارة مسروقة في الثامن والعشرين فبراير. غير أن المدعين قالوا إنه أطلق ثلاث أو أربع رصاصات بنية قتل المدني، وحكم عليه القاضي سيرغي أغافونوف بالسجن مدى الحياة. وأفادت النيابة العامة الأوكرانية عن فتح أكثر من 12 ألف تحقيق في قضايا جرائم حرب منذ بدء الغزو. وتجري هيئات دولية أيضا تحقيقات في انتهاكات مفترضة تتهم القوات الروسية بارتكابها في أماكن مثل بوتشا وماريوبول اللتين باتتا رمزا للدمار والمعاناة خلال الحرب. وفر أكثر من ستة ملايين شخص إلى خارج أوكرانيا فيما نزح ثمانية ملايين في الداخل منذ اندلاع الحرب، وفق أرقام الأمم المتحدة. ومع التطورات الميدانية وعدم نية موسكو التراجع عن غزوها لأوكرانيا، لا تزال دول الاتحاد الأوروبي مختلفة بشأن حظر النفط الروسي. وقالت مصادر مطلعة إن الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن فرض حظر على النفط الروسي ما زالت قائمة، ومن غير المحتمل الوصول إلى اتفاق أثناء قمة قادة الاتحاد المقررة الأسبوع المقبل في ظل استمرار معارضة المجر لمثل هذا الحظر. وأشارت المصادر إلى أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قال إن القمة الأوروبية قد تتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن حظر النفط الروسي، لكن حكومته تشير الآن إلى أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق قبل الشهر المقبل. الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن فرض حظر على النفط الروسي ما زالت قائمة ومن غير المحتمل الوصول إلى اتفاق نهائي قريبا ويحاول الاتحاد الأوروبي منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق لفرض حظر على استيراد النفط الخام من روسيا بحلول العام المقبل، في إطار الحزمة السادسة للعقوبات الأوروبية على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. ويأتي ذلك فيما يستمر تدفق صادرات النفط الخام الروسي المنقولة بحرا رغم العقوبات الأوروبية التي تحظر التعامل مع شركات النفط الروسية المملوكة للدولة. ويستمر تصدير النفط الروسي رغم تجديد الرئيس الأوكراني دعوته إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا بسبب حربها ضد بلاده. وغادرت الموانئ الروسية خلال الأسبوع المنتهي في العشرين من مايو الجاري 32 ناقلة نفط تحمل حوالي 24 مليون برميل، ليصل متوسط صادرات روسيا عبر البحر إلى 3.4 مليون برميل يوميا، بانخفاض نسبته 3 في المئة فقط عن 3.5 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع السابق المنتهي يوم الثالث عشر من مايو الحالي. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد فشلوا في وقت سابق من الشهر الحالي في التوصل إلى اتفاق بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا، مع استمرار المجر في إعاقة فرض حظر على واردات النفط الروسي. وقال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع إن المحادثات بين الوزراء “استوضحت بعض المسائل” ولكننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق. والمجر، وهي دولة تعتمد بشكل كبير على النفط الروسي، ترفض الموافقة على حظر النفط، وتطالب بالتوصل إلى امتيازات واسعة تشمل المساعدة المالية والمزيد من الوقت لتطبيق الحظر.

مشاركة :