تثير التغطية الإعلامية لتفشي جدري القرود جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية العالمية خاصة أنها تطغى عليها العنصرية. وتستخدم وسائل الإعلام الرائدة، خاصة في أميركا الشمالية وأوروبا وحتى الدول العربية، صورًا للسود جنبًا إلى جنب مع قصص تفشي مرض جدري القرود، الأمر الذي يثير قلق الأفارقة. وأعربت “رابطة الصحافة الأجنبية، أفريقيا” (FPAA)، وهي منظمة غير ربحية تابعة لمنظمة “عموم أفريقيا”، تضم صحافيين يغطون القارة السمراء لوسائل الإعلام الدولية، عن استيائها الشديد. ◙ وسائل الإعلام الأوروبية تستخدم صورا من الأرشيف لأشخاص ذوي بشرة سوداء لتصوير تفشي المرض في أميركا الشمالية وقالت في بيان نُشر على تويتر في 21 مايو الحالي إن جدري القرود “مثل أي مرض آخر، يمكن أن يحدث في أي جزء من العالم ويصيب أي شخص، بغض النظر عن العرق أو اللون”، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام يجب أن تكون في الخطوط الأمامية لمحاربة العنصرية والقوالب النمطية من خلال مشاركة الصور والروايات الإيجابية. وتابعت الرابطة “من المقلق أن وسائل الإعلام في أوروبا وأميركا الشمالية تستخدم صورا من الأرشيف لأشخاص ذوي بشرة سوداء لتصوير تفشي المرض في المملكة المتحدة وأميركا الشمالية”. وتابعت موجهة حديثها لوسائل الإعلام “إذا كنت تتحدث عن تفشي مرض جدري القردة في أوروبا أو الأميركيتين، فيجب عليك استخدام صور من المستشفيات في جميع أنحاء أوروبا أو الأميركيتين. وفي حال عدم وجود مثل هذه الصور يجب استخدام، مجموعة من الصور المجهرية الإلكترونية ذات الهياكل الخلوية”. وقالت المجموعة إنها تدين استمرار الصورة النمطية السلبية التي تشير بالكارثة للعرق الأفريقي فيما تمنح امتيازًا أو حصانة للأعراق الأخرى. وحث البيان مديري التحرير المقيمين خارج أفريقيا على تحديث سياساتهم المتعلقة بالصور وتوجيه اللوم إلى موظفيهم بشأن إغراء استخدام صور الأفارقة أو المنحدرين من أصل أفريقي أو الأشخاص الذين يعيشون في أفريقيا لتصوير تفشي الأمراض أو أي مصائب. وبالإضافة إلى “رابطة الصحافة الأجنبية، أفريقيا” عارض العديد من جمعيات الصحافيين الأفارقة الرسوم التوضيحية التي تستخدمها وسائل الإعلام الغربية لمقالات عن جدري القرود. ولجأ الأفارقة إلى صفحات كبرى وسائل الإعلام على منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن استيائهم من صور السود التي تُستخدم خارج القارة الأفريقية لتصوير مرض لا يؤثر على معظم دول القارة. وأشاروا بشكل خاص إلى أن وسائل الإعلام الأوروبية ساهمت في الصورة السيئة للقارة. ورغم أن المرض مصدره القديم كان أفريقيا، إلا أن الحال اختلف في التفشي الحالي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وحاليًا، هناك 12 دولة مؤكدة سجلت فيها إصابات بجدرى القرود. وهي تسع دول أوروبية وأستراليا والولايات المتحدة وكندا، ويتم التحقيق في أكثر من 50 حالة إضافية مشتبه بها في دول أخرى.
مشاركة :