يمكن لطبيعة الرياضة المنظمة أن "تديم قضية الابتزاز الجنسي"، بحسب الهيئة دولية لمكافحة الفساد. فقد لفتت قضايا الاعتداء الجنسي البارزة والمتفشية في الرياضة الانتباه العالمي إليها، غير أن المشاكل ما زالت عميقة. لفتت قضايا الاعتداء الجنسي البارزة والمتفشية في الرياضة الانتباه العالمي إليها تم تسليط الضوء على الانتشار الكبير المقلق لـ "الابتزاز الجنسي" في أحدث تقرير صادر عن منظمة الشفافية الدولية. فقد أظهرت دراسة استقصائية أجريت على الرياضيين من ألمانيا، وهي إحدى أربع دول إلى جانب رومانيا والمكسيك وزيمبابوي ركزت عليها هيئة الرقابة على الفساد، وجود حالات من العنف الجنسي في الرياضة المنظمة في الكثير من التقارير. القضايا البارزة الأخيرة في رياضات مثل الجمباز وكرة القدم أكدت على مدى تفشي الاعتداء الجنسي، ولكن هذه القضية لا تزال غير مبلّغ عنها كثيرا؛ أي الابتزاز الجنسي. الابتزاز الجنسي - الذي يُعرَّف بأنه إساءة استخدام السلطة للحصول على منفعة جنسية، هو شكل من أشكال الانتهاك الجنسي والفساد - لم يتم الاعتراف به على نطاق واسع. سلطة القوة تقول ماري تشين، رئيسة الأبحاث في منظمة الشفافية الدولية ، لـ DW: "ما وجدته صادماً هو أن قطاع الرياضة يوفر جميع الشروط اللازمة لاستمرار قضية الابتزاز الجنسي هذه، حيث تكون فوارق القوة هائلة، فهناك الكثير من الأطفال في مواقف هشة، وعلاقات المدرب والرياضي قريبة جدا وعاطفية وجسدية بسبب طبيعة الرياضة". وتقول أيضاً: "للعلاقة قدرة على دعم أو كسر حياتك المهنية". ونظرا للتعريف الجديد نسبيا للابتزاز الجنسي، اعتمد التقرير على الإحصائيات التي تم تجميعها حول الاعتداءات الجنسية في الوسط الرياضي، والذي وجد أنه منتشر في جميع التخصصات الرياضية في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، كان أحد الأسباب الرئيسية وراء قرار منظمة الشفافية الدولية للتحقيق في الابتزاز الجنسي داخل قطاع الرياضة هو الاعتقاد بأن القطاع لديه القدرة على توفير أساس للتغيير الحقيقي. وأوضحت تشين "نحن نعتبر أن لقطاع الرياضة دورا رئيسيا في تشكيل القيم... فالرياضة من حيث المبدأ تتعلق بالعدالة الاجتماعية، إنها تتعلق باللعب النزيه والجدارة". وعلى الرغم من أن العديد من الحالات التي تم استخلاص الإحصائيات منها أظهرت أن الضحايا هم من الجنسين، إلا أن التقرير قد أكد أن الدراسات أثبتت باستمرار أن مرتكبي الاعتداء الجنسي هم من الرجال بأغلبية ساحقة. التفاوت بين الجنسين تراوحت نسبة المسيئين من الذكور من 96 في المائة إلى 100 في المائة عبر دراسات مختلفة، مع انتقاد منظمة الشفافية الدولية ما وصفته بـ "الثقافة الذكورية المفرطة". هذا إلى جانب عدم المساواة بين الجنسين من حيث الأجور والظهور، وقلة النساء في المناصب التنظيمية للسلطة. وأضافت تشين: "الرياضة النسائية لا تحظى بالتقدير مثل الرياضة الرجالية". هناك فجوة كبيرة في الأجور بين الجنسين، وتمثيل ضئيل للغاية للرياضيات والنساء في أدوار القيادة والحكم. إلى جانب بقاء كبار السن في مناصب السلطة لعقود من الزمان، ممن ليس لديهم حافز لتغيير الوضع الراهن، وبالتالي فإن النظام يديم نفسه بحسب تعبيرها. وأوضحت سيلفيا شينك، رئيسة الفريق العامل المعني بالرياضة في منظمة الشفافية الدولية بألمانيا: "من بينغ شواي في الصين التي تم التستر على تعرضها المزعوم للاعتداء الجنسي من قبل مسؤول حكومي كبير، إلى كايلي ماكنزي الأمريكية، التي لم يعد لديها فرصة للمنافسة بعد تعرضها لمضايقات طويلة الأمد وإساءة المعاملة من مدربها المعين من الاتحاد - واجهت الكثيرات منهمن عواقب نظام استغلالي ومتحيز ضد المرأة". أهمية الوقاية وقالت شينك في بيان: "لوقف الانتهاكات، يجب على المنظمات الرياضية والحكومات التحرك". وأضافت: "يتمثل خط الدفاع الأول في منع الانتهاكات قبل حدوثها بثقافة شفافة، وأطر وقائية قوية، بما في ذلك التثقيف بشأن الابتزاز الجنسي وغيره من أشكال الاعتداء الجنسي، فضلاً عن التداعيات الأوسع للتمييز على أساس الجنس. تغيير ثقافة الصمت تضمن التقرير سلسلة من التوصيات، ولأول مرة فيما يتعلق بالابتزاز الجنسي، ركزت منظمة الشفافية الدولية بشكل خاص على الوقاية. على الرغم من أن العديد منها عبارة عن اقتراحات طويلة الأجل، فقد كررت تشين الحاجة الملحة لبدء التغيير بسرعة. وقالت: "خلال بحثنا، سمعنا الكثير من القصص المرعبة، وعن تحطم أحلام كثيرة". وتابعت: "الأمر لا يتعلق فقط بالاعتداء الجنسي، بل يتعلق أيضا بكيفية تلقي تقارير الاعتداء الجنسي وإسكات الناجين". وأضافت تشين: "حان الوقت لتغيير ثقافة الصمت والإفلات من العقاب على كافة أشكال الإساءة في الرياضة" وأضافت: "يجب على المنظمات الرياضية والحكومات والمجتمع المدني التعامل مع الانتهاكات على محمل الجد والعمل الآن لوقف الابتزاز الجنسي". ر.ض
مشاركة :