هذا التاريخ يجب ألا ينسى صباحه أخضر ومساؤه وردي، حدثان عظيمان في يوم واحد صباحه أخضر بوقفتنا مع الوطن في أحد أيامه المشرقة، كنا نساء ورجالا نتنافس بابتسامة. جلس المرشحون والمرشحات للمجالس البلدية كل في مقره يرقبون الحدث بكل فخر، سعيدين بشرف المشاركة والتواجد. خروج الكثير منهم في يوم إجازتهم وهذه الأجواء الباردة للمشاركة والتصويت في الانتخابات البلدية هو بداية التغيير وصناعة الفرق! خرجوا وكلهم أمل بأن يتحقق جزء من أحلامهم على أيدي مرشحيهم، وأن نكون صوتا واحدا ويدا واحدة ندفع بلدنا للأمام في تحد لكل من يمس بلدنا بكلمة، في وجه كل من يريد تعطيل دور المرأة ويعتبر مشاركتها في الانتخابات خروجا عن الملة وعن العادات والتقاليد، ونسوا أن الشرع لم يمنعها إلا من الولاية العظمى - وما عدا ذلك فهو حق مشروع لها بالضوابط الشرعية المعروفة - وتناسوا أمهاتنا وجداتنا أخوات الرجال واللاتي كان الرجال يتنادون ويفخرون بأسمائهم، ألم يتسم الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، قائد مسيرتنا وموحد تراب وطننا بـ "أخو نورة" ونقل عنه قوله "لو كان عندك ولد سمه موضي" للدور الرائد الذي تقوم به النساء في البناء والدفاع عن وطنهن. كانت المرأة ولا تزال وستظل أقوى بمؤازرة أخيها الرجل ودعمه لها. من قال إن مشاركة المرأة مع أخيها الرجل تخرجها عن حشمتها ووقارها؟ من ترد أن تكون بصورة ما فستفعلها سواء كانت مشاركة أو غير مشاركة، بقولكم هذا ستجعلون من يتوسم فيهن الصلاح والقدوة والكفاءة لخوض التجربه تبتعد عن المشاركة وتترك المجال لمن هم أقل منها. ونعود ليومنا التاريخي الذي توشح مساؤه بالوردي وتحولت ظلمة الليل فيه والمرض إلى نور وردد الجميع أهازيج الفرح والنشيد الوطني مرارا وتكرارا ولساعات حتى تخطينا حاجز الرقم السابق لأكبر تجمع نسائي ضد سرطان الثدي. أطلقت المبادرة الإنسانية التوعوية جامعة الأميرة نورة بالشراكة مع شركة (ألف خير) ومجموعة من المؤسسات الوطنية وتم تنظيم التجمع تحت مسمى 10KSA يستهدف التجمع استقطاب عشرة آلاف سيدة داخل حرم الجامعة، لتشكيل أكبر شريط توعوي بشري، يمثل الشعار العالمي للتوعية بمرض سرطان الثدي، ليكون اللبنة الأولى لتوعية مجتمعية شاملة بالمرض الذي يعتبر الأول عالميا وثاني مسبب لوفيات النساء في المملكة! حلق الحضور بأجنحة من نور في سماء الحلم للقضاء على أعتى عدو للمرأة والرجل على حد سواء فعندما تصاب المرأة به يمرض البيت والعائلة ككل! تم التجمع تحت إشراف مراقبات دوليات للعد وقبل العاشرة بقليل كسرنا الرقم وازددنا وعيا بأهمية مشاركة المرضى آلامهم على أرض جامعة الأميرة نورة أخت عبد العزيز.
مشاركة :