خريطة متشابكة بين جهات «حليفة» و«متحاربة» شمال شرقي سوريا

  • 5/26/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تُعتبر منطقة شمال شرقي سوريا الخاضعة عسكرياً وإدارياً لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وهياكل حكم مدنية تتبع لها، مسرح عمليات تتنازع عليه قوات وجهات عسكرية مختلفة يبرز بينها اليوم تركيا التي تهدد باجتياح جزء على الأقل من هذه المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات بهدف إقامة «منطقة آمنة» على حدودها تمتد بعمق 30 كلم داخل الأراضي السورية. وتبلغ مساحة هذه البقعة الجغرافية نحو ثلث مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، وهي تمتد عبر أربع محافظات هي حلب والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق). على الأرض، تبدو الخريطة العسكرية متشابكة ومعقدة، وتتوزع بين ثلاثة جيوش تابعة لقوى كبرى وإقليمية هي أميركا وروسيا وتركيا وجهات سورية محلية متحاربة بالوقت نفسه. وهذه التقسيمات أفرزتها ثلاث عمليات عسكرية تركية منذ بداية الحرب السورية، تبدأ من ريف مدينة حلب الشمالي حيث تسيطر «قسد» على جيب معزول تسميه إقليم الشهباء ويضم بلدات تل رفعت وفافين وأحرص وكفر نايا وتبلغ مساحته بحدود 50 كيلومتراً مربعاً. وتنتشر إلى جانب «قسد» في هذه المنطقة الشرطة الروسية والقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، فيما تنتشر في المقلب الآخر فصائل سورية مسلحة تابعة لتركيا. كما ينتشر الجيش السوري وميليشيات إيرانية في بلدتي النبل والزهراء الشيعيتين قرب حلب. أما بريف حلب الشرقي، فتسيطر «قسد» على كامل مدن منبج والعريمة وعين العرب (كوباني) وريفها وهذا الجزء المحاذي للحدود التركية الجنوبية متصل جغرافياً بمدينة حلب شمالاً وريف محافظة الرقة شرقاً ومنها إلى دير الزور والحسكة. كما تنتشر في المنطقة الشرطة العسكرية الروسية والقوات الحكومية السورية. كذلك تنتشر فصائل سورية مسلحة والجيش التركي في منطقة عمليات «درع الفرات» (2016) في ريف حلب الشرقي. وفي الرقة شمالاً، تسيطر «قسد» على مركز المحافظة وبلدتي عين عيسى والطبقة وريفهما. وتنتشر في المنطقة أيضاً قوات روسية وحكومية، بينما تنتشر الفصائل السورية والجيش التركي في منطقة عمليات «نبع السلام» (2019) التي تضم بلدة تل أبيض بالرقة وبلدة رأس العين بالحسكة وريفها حتى الضفة الشمالية من الطريق الدولي (إم 4). وفي دير الزور شرق سوريا، تسيطر «قسد» على كامل الريف الشرقي والشمالي وجزء من الريف الغربي الملاصق للحدود الإدارية لمحافظتي الحسكة والرقة. وهذا الجيب ينتشر فيه جنود الجيش الأميركي وقوات من جنسيات غربية وعربية ضمن قوات التحالف الدولي المناهضة لتنظيم «داعش» الإرهابي. كما تنتشر ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني وقوات حكومية سورية وأخرى روسية في الضفة الجنوبية من نهر الفرات ومركز محافظة دير الزور. أما محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد فتنتشر فيها جميع الجهات السورية والدولية المتصارعة في سوريا، ويلتقي على أرضها جنود الجيش الأميركي وعناصر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود التركي. وشيدت كل دولة قواعد عسكرية في المنطقة التي تخضع إدارياً وعسكرياً في قسمها الأكبر لقوات «قسد» وجزء للحكومة السورية، في حين تنتشر الفصائل السورية التابعة لتركيا في مدينة رأس العين وريفها بأقصى شمال المحافظة ضمن منطقة «نبع السلام». وفي وقت شاهد موفد «الشرق الأوسط» توجه قوة عسكرية مؤلفة من جنود وعربات من الشرطة العسكرية الروسية إلى قاعدتها غربي بلدة تل تمر بالحسكة، ذكرت قوات «قسد» في بيان نشر على موقعها الرسمي أن تحركات اعتيادية للقوى الدولية الضامنة للوضع الحالي تتحرك، بالتنسيق معها، في مدينتي عين عيسى وعين العرب (كوباني) شمال سوريا. وأكدت «قسد» في بيانها أن التحركات البرية والجوية للقوى الدولية تأتي بهدف الحفاظ على الاستقرار والالتزام باتفاقيات خفض التصعيد، ولمواجهة أي تصعيد عسكري محتمل. ودعا الأطراف الضامنة إلى «تفعيل آليات قانونية وميدانية رادعة أكثر ضد القوات التركية التي تصعد عملياتها العسكرية على مناطق الشمال السوري». وأوضحت «قوات سوريا الديمقراطية» أن حركة الطيران في أجواء سماء مدينة الرقة عائدة لـ«طيران صديق» يأتي في إطار مهمة ملاحقة خلايا «داعش» المتطرفة ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة، في إشارة إلى الطيران الحربي التابع لسلاح الجو الأميركي وقوات التحالف الدولي العاملة في سوريا.

مشاركة :