عمّت مشاعر الحزن والغضب الولايات المتحدة، بعد أن شهدت مدرسة بولاية تكساس مجزرة حقيقية أسفرت عن مقتل 17 طفلاً وبالغَين اثنين، في عملية إطلاق نار جماعية نفذها مراهق، جددت مطالبة عدد كبير من الأميركيين بتقييد حمل السلاح، وأثارت صدمة تجاوزت حدود أميركا. وأقدم شاب أميركي مضطرب يبلغ 18 عاماً يدعى سالفادور راموس، على فتح النار عشوائياً داخل مدرسة روب الابتدائية بمنطقة يوفالدي، بعد أن أطلق النار على جدته في وقت سابق، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً. وقال الرئيس جو بايدن العائد من جولته الآسيوية وبدا عليه التأثر، إن «فقدان طفل يشبه تمزيق قطعة من روحك، حان الوقت لتحويل الألم إلى تحرك»، متسائلاً: «متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟». ووصف ما حدث بـ «المجزرة»، وأمر بتنكيس الأعلام حداداً. من ناحيتها، قالت نائبته كامالا هاريس: «كفى يعني كفى»، مضيفة: «انفطرت قلوبنا مجدداً، علينا أن نتحلى بالشجاعة للتحرك». ووصف الرئيس السابق باراك أوباما الولايات المتحدة بـ «المشلولة»، عازياً ذلك «ليس إلى الخوف، بل إلى لوبي السلاح وحزب سياسي لم يُظهر أي استعداد للتصرف بأي طريقة قد تساعد في منع هذه المآسي». ودعا السيناتور كريس ميرفي، خلال كلمة أمام مجلس الشيوخ، إلى تمرير قوانين تحد من حوادث إطلاق النار. وكان حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت، قال إنّ المهاجم «أطلق النار وقتل الضحايا بشكل مروّع ومجنون»، بينما أكدت شرطة المنطقة أن راموس تصرّف بمفرده. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن راموس كان يتعرّض، بشكل مستمر في صغره، للتنمُّر من زملائه في الفصل لفقر عائلته، ووضع كحلاً للعين وارتدى ملابس غريبة، كما ترك منزل والدته بسبب تعاطيها المخدرات. وكان يتعرض للتنمّر على مواقع التواصل، وأثناء ممارسته ألعاب الفيديو، بسبب مشاكل في النطق ولكنته. وقبل ساعات من وقوع المذبحة، تبيّن أنه كان يراسل فتاة لا تعرفه على «إنستغرام»، وقال لها: «لدي سر صغير عليّ أن أقوله لك... أنا على وشك فعلها». وكان راموس نشر أيضاً على «إنستغرام» مقطع فيديو من لعبة ومعها تعليق «يا أطفال يجب أن تخافوا». وناشدت شخصيات فنية ورياضية أميركية معروفة عالمياً السلطات التشريعية في البلاد، وضع حد لفلتان الأسلحة الفردية، مرددة شعار «كفى يعني كفى». وطالبوا بتشريع يدقق في خلفيات مشتري الأسلحة، بينما توالت التعازي من قادة العالم للرئيس الأميركي وعائلات الضحايا.
مشاركة :