إسطنبول - الوكالات: أعلن الرئيس رجب طيب أردوجان أنه يستعد لشن هجوم جديد في شمال سوريا سيتم «دراسة تفاصيله اليوم الخميس خلال اجتماع مجلس الأمن القومي» الذي يشارك فيه مسؤولون عسكريون وعن أجهزة الاستخبارات. وقال أردوجان يوم الاثنين ان أنقرة ستنشئ قريبا مناطق امنة على بعد 30 كيلومترا خارج حدودها الجنوبية لمكافحة ما وصفه بالتهديدات الارهابية في اشارة على الارجح الى الجماعات المسلحة الكردية في شمال سوريا. ونفذت أنقرة بالفعل ثلاث عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016 استهدفت بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة. وبعد يومين من اعلان أردوجان الخطة قالت صحيفة يني شفق الموالية للحكومة أمس انه تم اتخاذ الاستعدادات لعملية جديدة بهدف توسيع «المناطق الامنة» التي أقيمت بالفعل في شمال سوريا مع تحديد عدة أهداف. وقالت الصحيفة «من بين الاهداف المحتملة للقوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري (المدعوم من تركيا) تل رفعت وعين العرب (كوباني) وعين عيسى ومنبج». وسيطرة تركيا على البلدات التي تقع على امتداد قطاع بوسط الحدود التي يبلغ طولها 911 كيلومترا مع سوريا أو بالقرب منه يمكن أن توسع وجودها العسكري وتعززه بالقرب من ساحل البحر المتوسط على طول ما يقرب من ثلاثة أرباع الحدود. وحديث أردوجان عن عملية عسكرية يسلط أيضا مزيدا من الضوء على الخلاف بين تركيا وشركائها في حلف شمال الاطلسي بشأن انضمام فنلندا والسويد الى الحلف، حيث تتهم تركيا البلدين بإيواء أشخاص مرتبطين بحزب العمال الكردستاني. وقال محللون ان خطط العملية العسكرية تعكس اعتقاده بأن الغرب لن يعارض مثل هذه العمليات عندما يحتاج الى دعم أنقرة لمساعي الدولتين الاوروبيتين للانضمام الى الحلف. وأضاف المحللون أن اعلان أردوجان يهدف كذلك الى تعزيز الدعم من جانب القوميين في وقت يستعد فيه لانتخابات صعبة العام المقبل. وكانت العمليات العسكرية عبر الحدود قد عززت معدلات تأييده في الماضي. من جانبها قالت وزارة الخارجية السورية أمس انها ستعتبر أي توغل عسكري تركي في أراضيها «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وقالت وزارة الخارجية السورية انها بعثت برسالة الى الامين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن وصفت فيها تصرفات تركيا بأنها غير شرعية. وقالت في بيان نقلته وكالة الانباء الحكومية «انها ترقى الى توصيفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وفي نيويورك شدّد المتحدّث باسم الأمم المتّحدة س يفان دوجاريك على رفض المنظّمة الدولية أيّ عمل عسكري جديد في سوريا، سواء من جانب تركيا أو أيّ طرف آخر. وردّاً على سؤال بشأن العملية العسكرية التي أعلن أردوجان رغبته بشنّها في سوريا قال دوجاريك للصحفيين «نحن ندافع عن وحدة أراضي سوريا. ما تحتاجه سوريا ليس مزيداً من العمليات العسكرية، أيّاً كان مصدرها». وأضاف أنّ «ما تحتاجه سوريا هو حلّ سياسي. ما تحتاجه سوريا هو مزيد من المساعدات الإنسانية، وهذان هما الأمران اللّذان نعمل عليهما». حذرت الولايات المتحدة تركيا الثلاثاء من شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مؤكدة ان ذلك سيعرض جنودا أمريكيين للخطر.
مشاركة :