وانا أقلب في التواصل الاجتماعي واتساب رأيت مقطع في اليوتيوب شد إنتباهي كثيراً، ذلك الرجل الذي يتحدث وشاهد المشهد بنفسه على حسب قوله في المقطع، فبإختصار كان عن الرجل الغني وهو يتصدق على الفقير ووجه عبوس فقال له ذلك الفقير كلمة جعلتني أكتب هذا المقال،، فماذا قال الفقير قال له أولاً تصدق بوجهك قبل ان تتصدق بمالك،فهنا تذكرت قوله – صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّكُمْ لا تَسَعون النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْط الْوَجْه، وَحُسْنُ الْخُلُق ). فأقول ياعزيزي المتصدق العبوس، هل تعلم ان الإنسان إذا عبّس ضاق وجهه، فلماذا هذا كله من أنت فأنت من تراب، فإن تبسط وجهك للناس فهي صدقة وحسن خلق فإذا استعملت هذا فثق أنك ستسع الناس وستملك قلوبهم وكم من إنسان ليس بذلك الشهم الكريم و لكن عنده حسن الخلق وبشاشة وبساطة وجه وتجده جداً محبوبا إلى الناس كثيرا لما عنده من البشاشة وبسط الوجه وحسن الخلق أخي أقلها تُعين من أحتاج إلى معونة تمازح من أحتاج إلى مزح تضحك إلى من أحتاج إلى ضحك إن النبي عليه الصلاة والسلام كما مر علينا من قصص كان يمزح من أجل أن يدخل السرور على صاحبه حتى لا يبقى مغتما وتأتي أنت بوجهك عبوساً قمطريراً، فأقول صدق الفقير يلي ذكرت قصته تصدق بوجهك قبل أن تتصدق بمالك، فهل نسيت أم تناسيت تبسمك في وجه أخيك صدقة، يا رجل قدم لآخرتك و اعلم أنك إنما تعطي لله مما أفاء به عليك فأنفق مما تحب بل من أفضل مالك و من أفضل ما تحب و اعلم أن ما تنفقه قد سبقك إلى موقف ستكون أحوج ما تكون فيه إلى هذا الذي تصدقت به. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان”، فملخص كلامي لا أفهم كيف يحسبها البعض أن العبوس والصرامة وتصنع الثقل على الآخرين أنها رفعة ووقار لا والله إنها عار ؛ فقد ورد عن سيد الخلق وإمام الصالحين أنه كان كثير الابتسام رقيق الكلام حسن المعشر يقول عنه جرير بن عبدالله ” ما رآني رسول الله إلا تبسم في وجهي” وأخيراً أجدها فرصة في مقالي هذا، الملاحظ في المجتمع إلآ من رحم ربي، برغم ما ذكرنا وأوضحنا من أهمية الابتسامة الصافية الصادقة في الوصول إلى قلوب الآخرين أن الواقع مختلف تماما ؛ فقسمات الوجوه التي تطالعها وتصافحها صباح مساء لا تشعرك بالارتياح، فقد غابت عنها الابتسامة الرائعة الجذابة التي تعبر عن الحب والصفاء والروح النقية لتحل محلها التكشيرة والعبوس وتقطيب الجبين، أو الابتسامة الصفراء التي وراءها ألف معنى وتعبير فمع الأسف تجد هذه الصور أينما حللت في دائرة حكومية أو شارع أو محل تجاري أو في تجمع فلماذا؟. همسة. فمن وفقه الله في الصدقة فإنها من الله، حتى لو تصدقنا نحن، المنة لله، من الذي وفقنا إليها ومكننا منها ورزقنا ما نتصدق به؟ هو الله، فلتكن الصدقة بإبتسامة. فإذاً البشاشة لا تصنعها الأموال أو العقول بل يصنعها الضمير الحي. للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.com
مشاركة :