اليوم، تهنئ أوكرانيا الاتحاد الإفريقي وكل دولة في هذه القارة الكبيرة ذات الإمكانات الهائلة بمناسبة يوم إفريقيا، الذي يتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم في 25 مايو /أيار. يتزايد دور إفريقيا في نظام العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية بسرعة، كما يصبح تأثيرها رائدًا من الناحية العملية لأسباب عديدة. في عالم اليوم المترابط، من المستحيل ضمان التنمية المستدامة والحفاظ على سلامة التجارة والاقتصاد الدوليين وكذلك إعادة إنشاء نظام شامل للأمن والعدالة العالميين دون مشاركة نشطة من الدول الإفريقية. لذلك، كانت إفريقيا دائمًا وستظل إلى الأبد ضمن دائرة اهتمامات أوكرانيا. منذ نشأة نضالها من أجل الحرية والمساواة ضد الاستعمار والفصل العنصري، دافعت أوكرانيا، بصفتها أحد مؤسسي الأمم المتحدة، عن مصالح الدول الإفريقية وقامت بالترويج لها. تواصل عناصرنا من " الخوذ الزرقاء " – وهم أفراد عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة – أداء مهامهم في عدد من البلدان الإفريقية من خلال توفير الأمن الذي يعول عليه والتأكيد على سمعة أوكرانيا كصديق حقيقي لإفريقيا. يتم الاحتفال بيوم إفريقيا هذا العام وسط تحديات الصراعات والتوترات المستمرة. على الرغم من التباعد الجغرافي، إلا أن السوق الإفريقية تشعر بتداعيات الغزو العسكري الروسي غير المبرر ضد أوكرانيا. من خلال عدوانها العسكري، تقوم روسيا بترهيب كل من أوكرانيا و العالم أجمع على حد سواء، مما يعرض الأمن الغذائي للخطر ويثير أزمة الغذاء العالمية. مع كل يوم جديد يجري حرمان الشعوب الإفريقية من الإمدادات الزراعية الحيوية من أوكرانيا: وبينها الحبوب وزيت عباد الشمس والذرة وغيرها من الصادرات الأوكرانية المهمة. ترتكب روسيا باستمرار أعمالها الإرهابية من خلال التدمير المتعمد لمنشآت البنية التحتية والآلات الزراعية الأوكرانية، ونهب مخزون الحبوب الأوكرانية، وتعطيل الخدمات اللوجستية الدولية عن طريق فرض الحصار العسكري من أجل إعاقة خروج الشحنات من الموانئ الأوكرانية وتلغيم الطرق البحرية في البحر الأسود بغية تعطيل مرور وسائل النقل البحري عبرها، و في نهاية المطاف، يصبح العالم كله رهينة محاولات روسيا غير المشروعة لتأكيد نفوذها في الخارج. يجب أن يكون صوت إفريقيا حازمًا في الجوقة العالمية القوية من خلال توجيه نداءات متكررة إلى روسيا للالتزام بالقانون الدولي ورفع حصارها العسكري من أجل السماح بتصدير المواد الغذائية من أوكرانيا دون انقطاع. في هذا اليوم المميز، نتمنى لشركائنا الأفارقة السلام والازدهار. على الرغم من جميع التحديات، إلا إننا ما زلنا ملتزمين بتعزيز تعاوننا الثنائي والمضي بالتجارة والاستثمار قدما نحو النمو المتبادل. سنواصل العمل مع شركائنا الدوليين لتجنب خطر أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن العدوان الروسي، وكذلك للتغلب على نقص المواد الغذائية ومنع ارتفاع أسعارها.
مشاركة :