طرح إخفاق نادي السد الذي يضمّ نواة منتخب قطر لكرة القدم، للعام الثاني على التوالي في دوري أبطال آسيا، تساؤلات حيال تأثيره على باكورة مشاركة العنابي في كأس العالم، عندما يستضيف النسخة الأولى على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط نهاية العام الجاري. تبحث قطر، بقيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيس، عن التأهل إلى الدور الثاني وتفادي أن تصبح ثاني دولة مضيفة تودّع من الدور الأول بعد جنوب أفريقيا عام 2010. وتنظر بعين التفاؤل إلى لقاء الافتتاح أمام الإكوادور التي تغلبت عليها وديا قبل أربع سنوات (4-3) في الدوحة. وبعد مواجهة الإكوادور في 21 نوفمبر على ملعب البيت الذي يتسع لستين ألف متفرج، تواجه الدولة المضيفة السنغال بطلة أفريقيا وهولندا القوية. رغم ضمان الدحيل، وصيف البطل، والريان التأهل إلى دور الـ16 في البطولة الآسيوية، لكن صدمة الجماهير ووسائل الإعلام بخروج السد كانت كبيرة، فكتبت صحيفة الشرق "السد محليا هيبة وخارجيا خيبة"! وكان السد، حامل اللقب الآسيوي مرتين (1989 و2011) والدوري المحلي 16 مرة (رقم قياسي)، قد ودّع البطولة القارية باكرا للموسم الثاني تواليا، بعد اكتفائه باحتلال المركز الثالث في مجموعته خلف الفيصلي السعودي وناساف الأوزبكي. ويشكّل لاعبو السدّ نحو 70 في المئة من التشكيلة الأساسية للمنتخب الذي اقتنص لقب كأس آسيا 2019 في الإمارات للمرة الأولى في تاريخه، بخلاف تحقيقه مشاركة لا بأس بها في كوبا أميركا 2019، وجيدة في الكأس الذهبية في الولايات المتحدة الصيف الماضي حيث بلغ نصف النهائي. مباريات مستمرة الاستفاقة مطلوبة الاستفاقة مطلوبة لكن عشية مشاركته في كأس العرب التي حل فيها ثالثا نهاية العام الماضي على أرضه، سجل مؤشر "الأدعم" تراجعا في النتائج ضمن تصفيات كأس العالم الأوروبية التي شارك فيها بصفته ضيفا، بعدما تكبد في أكتوبر ونوفمبر خسارات ثقيلة أمام البرتغال 1-3 و0-3، وأيرلندا وصربيا برباعية بيضاء تواليا، حاصدا من التصفيات فوزين يتيمين على لوكسمبورغ وأذربيجان وثلاثة تعادلات وخمس خسارات. وفي آخر تجاربه ضد منتخبات أوروبية، تغلّب على بلغاريا 2-1 قبل تعادله مع سلوفينيا من دون أهداف في الدوحة في دورة رباعية استضافها في مارس الماضي. لا يجد عبدالله مبارك، أحد نجوم المنتخب القطري في مونديال الشباب 1981 الذي حلّ وصيفا لألمانيا الغربية، رابطا بين تراجع نتائج العنابي والإخفاق القاري للزعيم، ويقول "يشكّل لاعبو السد 70" من تشكيلة المنتخب الأساسية، ولم يتوقفوا على اللعب منذ كأس آسيا 2019. هناك تعب ذهني وبدني، والفريق تشبّع". وكان تركي العلي الرئيس التنفيذي للسد أقر بأن الفريق لم يكن جاهزا ذهنيا، "نحن كإدارة نتحمل الجزء الأهم من المسؤولية. لم نقم بتجهيز الفريق واللاعبين ذهنيا لهذه البطولة". كما أعلن العلي أن مسألة التجديد للمدرب الإسباني خافي غراسيا الذي خلف مواطنه تشافي هرنانديس، "ليست على الطاولة في الوقت الحالي". لاعبو السدّ يشكّلون نحو 70 في المئة من تشكيلة المنتخب الذي فاز بلقب كأس آسيا 2019 للمرة الأولى في تاريخه بدوره، قال محمد مبارك المهندي، عضو الاتحاد القطري سابقا، لفرانس برس إن الأسباب تتلخص في”ضعف المنافسة المحلية واقتصارها على السد والدحيل، واستمرار لاعبي السد المتواصل في خوض المباريات لأكثر من سنتين وعدم حصولهم على راحة سلبية". وصف نجم الخور والمنتخب سابقا الأسباب الكامنة وراء الخروج "لاعبو السد والدحيل يشعرون أن الغلبة لهم في 80 أو 90 في المئة من مباريات الدوري، وهذا ما يؤثر سلبا على عدم إبراز كامل طاقتهم". وطالب بـ"ضرورة توزيع لاعبي المنتخب على كافة الأندية، إذ سيتيح ذلك لجميع اللاعبين خوض المباريات بشكل أساسي بعد انتشار ظاهرة: أساسي في المنتخب، احتياطي في النادي”. بدوره، تخوّف مبارك من افتقاد المنتخب لوجود بدلاء لبعض اللاعبين المؤثرين مثل المدافع خوخي بوعلام والظهير عبدالكريم حسن أفضل لاعب في آسيا 2018، وأكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا 2019. تراجع مخيف قلق قبل الاستحقاق الأبرز قلق قبل الاستحقاق الأبرز لكن وسام رزق، نجم السد والعنابي سابقا، يضع خروج السد القاري في سياق “تراجع مستوى بعض المواطنين والمحترفين”. يجزم مدرّب نادي أم صلال الحالي أن “كل اللاعبين على قدر المسؤولية، وهم دوليون، ولديهم خبرات”، مؤكدا أن "اتحاد الكرة وضع خطة ممتازة ومدروسة لتحقيق التمثيل الأمثل في كاس العالم". وحسب علي الصلات، المنسق الإعلامي للمنتخب، فإن لاعبي العنابي الذين سيتم اختيارهم من قبل سانشيس لن يتواجدوا مع أنديتهم خلال انطلاق الدوري في الأول من أغسطس، مشيرا إلى أن المنتخب سيدخل في معسكرات إعدادية في أوروبا تتخللها مباريات مع منتخبات عالمية كبيرة. قال الصلات “سنعمل من أجل خوض مواجهات مع مدارس مشابهة للمنتخبات التي تتواجد معنا في المجموعة". بهدف تقديم كرة قدم تنافسية وعالية الجودة وتطوير المستوى الاحترافي للأندية، اعتمد الاتحاد القطري استراتيجية جديدة تتمثل في تقليص عدد الأندية المشاركة في الدوري من 12 إلى 10 بداية من موسم 2023-2024. وإذ رأى رزق أن تقليص الأندية غير مفيد لأن قاعدة اللاعبين ستتقلص، اعتبر المهندي أن ثمة شروطا يجب أن تتوفر لتعزيز المنافسة أهمها اختيارات نوعية الأجانب والمدربين، متمنيا أن توفّق لجنة الاستكشاف المركزي التي اعتمدها الاتحاد، في تطوير القدرة التنافسية باختيارات على أسس الكفاءة والقيم الفعلية.
مشاركة :