ضمن فعالياته على هامش مشاركته في النسخة الـ 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، احتفى مركز تريندز للبحوث والاستشارات بإطلاق كتاب جديد باللغة الإنجليزية، يتضمن أعمال منتدى تريندز السنوي الأول للإسلام السياسي، الذي عُقد تحت عنوان «الطريق إلى الخلافة.. حقيقة المشروع الإخواني». وشهد حفل تدشين الكتاب عدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين والكتاب، منهم: معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، والدكتور عبيد الحيري الكتبي. ويتضمن الكتاب أوراقاً مختارة تم تقديمها في إطار ندوات المنتدى الخمس، وهي: «الأساس الأيديولوجي للإخوان المسلمين.. التضليل والتلاعب»، و«الإخوان المسلمون والدولة الموازية.. توجيه الكفاح ضد الدولة القومية» و«الإخوان والإعلام.. بين الفكر والسياسة»، و«رحلة الإخوان المسلمين العالمية.. من السيادة على العالم إلى البحث عن ملاذات آمنة»، و«الاستثمار تحت ستار الدين.. الإمبراطورية الاقتصادية للإخوان»، حيث تضمنت كل ندوة عدة محاور تسلط الضوء على فكر هذه الجماعة، وتوضح فساد رؤيتها وفكرها وعملها من أجل السلطة والسيطرة السياسية. تحليل معمق وأوضح الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، أن عدداً من الخبراء والباحثين والأكاديميين والعلماء من جميع أنحاء العالم شاركوا بأوراق بحثية في ذلك المنتدى الذي هدف إلى توفير منصة لمناقشة مختلف جوانب الإسلام السياسي، وتنظيم الإخوان المسلمين على وجه الخصوص، وقدم تحليلاً متعمقاً لأصول جماعة الإخوان المسلمين، وأيديولوجياتها، ورؤيتها الدنيوية، واستراتيجياتها السياسية، وأنشطة التمويل، والتوسع الدولي، والخطاب الإعلامي لها. وأكد أن إصدار هذا الكتاب باللغة الإنجليزية يأتي من منطلق حرص تريندز على إرساء أسس حوار عالمي حول فكر جماعة «الإخوان»، وأيديولوجياتها، وتوجهاتها الرئيسية، وعلاقتها بالتنظيمات المتطرفة العابرة للحدود التي تتبنى الأفكار نفسها، سواء تلك الخاصة بعدم الإيمان بالدولة الوطنية أو إحياء «الخلافة الإسلامية». وبين أن هذا الكتاب يأتي ضمن سلسلة من الإصدارات التي يعتزم مركز تريندز ترجمتها ونشرها تباعاً بعدة لغات لتسليط الضوء على هذه الظاهرة من مختلف أبعادها وسياقاتها الداخلية والإقليمية والدولية، في محاولة لتحليل الإطار الفكري والأيديولوجي والجانب التنظيمي والعملي لهذه الحركات، واستشراف مآلاتها المستقبلية. معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة العلي خلال مشاركته في جلسة «الحلول الممكنة لمواجهة الكراهية» العلي خلال مشاركته في جلسة «الحلول الممكنة لمواجهة الكراهية» ومن جانبها، قالت نورة الحبسي، مدير إدارة النشر بمركز تريندز، إن هذا الكتاب يأتي ضمن سلسلة من الكتب يضطلع بها المركز لتفنيد فكر جماعة الإخوان المسلمين وحركات الاسلام السياسي بشكل عام، وأضافت أن الكتاب بما يحويه من معلومات يشكل مرجعاً مهماً للتعرف على فكر هذه الجماعة الإرهابية، كما أن الندوات الخمس التي شملها كانت عبارة عن ثمرة بحوث لعدد من المختصين في هذا المجال من دول عدة، وأكدت الحبسي أن تريندز ماضٍ في مسيرته البحثية التي تشارك وتسهم في صنع المستقبل. مواجهة الكراهية من جانب آخر، وضمن أنشطة وفعاليات مركز تريندز للبحوث والاستشارات على هامش مشاركته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، شارك المركز ممثلاً برئيسه التنفيذي الدكتور محمد عبدالله العلي في جلسة حوارية نظمها مجلس حكماء المسلمين في جناحه بالمعرض تحت عنوان «الحلول الممكنة لمواجهة الكراهية». وقال في مداخلته إن ظاهرة الكراهية من أخطر الظواهر التي تهدد المجتمعات كافة في عصرنا الحالي، مشيراً إلى أنها شهدت في السنوات الأخيرة تنامياً ملحوظاً في كثير من الدول والمجتمعات، بشكل هدد استقرارها، ودفع بعضها إلى دائرة العنف والفوضى. وأضاف أن جماعات الإسلام السياسي بكل تصنيفاتها لا تملك سوى خطابات الكراهية والتحريض على العنف ضد الشعوب والقيادات السياسية والفئات المختلفة من المجتمعات التي لا تتفق معها أو مع أيديولوجيتها. وكان خطابها هذا سبباً أساسياً في انتشار الفوضى الأمنية والسياسية في كثير من الدول التي تُوجَد فيها، مستعينة في ذلك بتفسيرات منحرفة لتعاليم الدين الحنيف. وذكر أن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي شهدها العالم ساهمت في انتشار خطابات الكراهية والتطرف بصورة كبيرة على النطاق العالمي كله، ما يستدعي البحث في وسائل وآليات أكثر نجاعة في هذا الصدد. وطرح الدكتور العلي مجموعة من الأفكار أو التصورات التي قد تساعد في مواجهة ظاهرة الكراهية، ومنها وضع واستكمال الأطُر التشريعية والقانونية المُجَرِّمة لجميع أشكال التمييز والكراهية وتطبيقها بشكل حازم، وبناء خطاب عقلاني وحديث مضاد للكراهية، مشدداً في هذا المجال على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام، ومراكز الفكر والبحوث، والمؤسسات الدينية والثقافية، ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، في سبيل تفكيك خطابات الكراهية والتطرف ومواجهتها بخطاب عصري، وأكد أيضاً على أهمية توفير بيئة مناسبة تدعم التسامح وقبول الآخر وحرية الرأي والتعبير والمساواة، وعدم التمييز على أي أساس داخل المجتمع، ووضع ضوابط صارمة لمنع انتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واختتم الدكتور العلي مداخلته بالتأكيد على أنه لا يزال يتعين علينا جميعاً، ولاسيما مؤسسات الفكر والرأي والمؤسسات الدينية والثقافية، القيام بدور مهم في مواصلة العمل من أجل تفكيك خطابات الكراهية والتطرف وتفنيدها، ونشر خطابات التسامح والحوار والأُخُوّة الإنسانية بدلاً منها، مشيراً إلى أن هذا هو جوهر ما يعمل من أجله مركز تريندز للبحوث والاستشارات.
مشاركة :