نيكولاس كيج يجسد واقع حياته على الشاشة

  • 5/26/2022
  • 01:02
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد طول غياب، عاد النجم نيكولاس كيج ليثبت أنه أيقونة الشاشة وفنان فريد من نوعه، مكرسا - في أحدث أفلامه - النظرية التي تؤكد أن الممثل يمكن أن يكون أكثر الأشياء التي لا تنسى في فيلم معين. إذ يستمد النجم الفائز بجائزة الأوسكار، جزءا من أحداث فيلمه "وزن الموهبة الهائل الذي لا يطاق" - The Unbearable Weight of Massive Talent من الواقع الذي عاشه، والمأزق المادي الذي واجهه في حياته، فأخذ بتلك الأحداث ودمجها بأخرى من أفلامه المتعددة، ليأسر المشاهد في أسئلة حول مصدر هذا المشهد، ومن أي فيلم تم اقتباسه، فكأنه يوثق أفلامه التي قدمها على مدى 40 عاما، محافظا على معايير معينة لم يكسرها ولم يتباطأ بها، وبقي الممثل الذي لم يفقد الروح المميزة، التي جعلته أحد أكثر ممثلي هوليود المحبوبين. فرصة النهوض من الحضيض تنطوي فكرة الفيلم على مفارقة لا تتكرر كثيرا، فنيكولاس كيج يجسد في العمل قصة حياته في إطار يمزج بين أحداث واقعية من حياته وبين الخيال، وتتناول القصة حياة ممثل مشهور، كان نجم شباك في فترة من مسيرته، لكن بدأ يفقد بريقه بسبب مشكلات عائلية ومالية ومهنية. هذا الممثل هو كيج، الذي بدأت تحاصره ديونه المتراكمة واختياراته السيئة، ما أدى إلى انهيار زواجه تقريبا، وانعدام العلاقة بينه وبين ابنته المراهقة، وبعد فشله في الحصول على الدور الذي كان يعتقد أنه سيساعد على إحياء حياته المهنية، يجد نفسه على حافة اعتزال التمثيل. كل ما تبقى له هو قبول عرض غريب من خافي جوتيريز، يلعب دوره بيدرو باسكال. بين الصداقة والمهنة خافي هو رجل أعمال إسباني ثري ومعجب كبير بنيكولاس كيج، الذي يريد أن يظهر الممثل في حفل عيد ميلاده مقابل مبلغ كبير قدره مليون دولار. لكن عندما يصل كيج إلى مجمع خافي الفخم، يجد نفسه ممزقا بين الصداقة المتنامية مع هذا المعجب الكبير الذي أحضره إلى هناك ويبدو طيب القلب، وبين مساعدة عميلين من وكالة المخابرات المركزية اللذين يصران على أن خافي هو العقل المدبر وراء منظمة إجرامية، واختطاف ابنة رئيس كتالونيا. يتم تجنيد كيج من قبل حكومة الولايات المتحدة للحصول على معلومات استخبارية عن الملياردير، ثم تزداد الأمور سوءا عندما يجلب الرجل ابنة كيج وزوجته السابقة من أجل المصالحة، فتصبح حياتهما على المحك. جاسوس غريب الأطوار يصبح كيج شبه جاسوس، على الرغم من أنه يصعب تصديق أن هذا الزميل المبهج والغريب الأطوار هو مجازي جيمس بوند الشرير. من المؤكد أن الحقيقة أكثر تعقيدا بعض الشيء، وربما تكون أكثر خطورة عليه وعلى أي شخص في مجاله الشخصي. وعلى الرغم من أن الفيلم استعراض لأفلام نيكولاس كيج السابقة، إلا أن المخرج توم جورميكان وازن بذكاء بين كيج وباسكال، من خلال إعلاء شأن العلاقة بين نجم الفيلم والمعجب الخارق غريب الأطوار. ومن الواضح أن الفيلم يحاول الحصول على كعكته وأكلها أيضا، ومن المفارقات أن يتم خلال أحداث الفيلم الإشارة إلى فيلم الصخرة "أحد أول أفلام هوليوود الكبيرة التي يمكنني تذكرها مع شرير شديد التعاطف" التي قتلت جنرال إد هاريس المارق مبكرا بما يكفي، ليحصل كيج وشون كونري على ذروة النجاح في أفلام الأكشن آنداك، كما تضمن الفيلم إشارات إلى أفلام أخرى للنجم، منها أفلام "الرجل الغصن"، "مع الهواء"، و"فايس أوف". كيج وجها لوجه في الواقع يعد هذا الفيلم احتفالا بمهنة كيج الطويلة. يتضمن ذلك إشارات واضحة إلى أفلام الحركة الخاصة به في التسعينيات، وإيماءات أقل وضوحا إلى الأحجار الكريمة مثل "حراسة تيس" و"عند الاقتضاء"، ولا يخفى على أحد أن كيج صنع عددا كبيرا من أفلام "ليست للمسارح" لسداد الالتزامات المالية، وهو يخبرنا كيف ننظر إلى مهنة التمثيل لدرجة أن كثيرين قد ينظرون إلى كيج على أنه يقوم بوظيفته لسداد ديونه. وبغض النظر عن فكرة الفيلم المبتكرة، تعد موافقة نيكولاس كيج على المشاركة في عمل يظهر جوانب سلبية من حياته أمرا في غاية الإيجابية. حيث تستعرض حبكة الفيلم الممثل الذي يتم تحويله إلى الظهور في حفلة عيد ميلاد الملياردير المكسيكي، حيث سيؤدي بعضا من أشهر المشاهد من كتالوج أفلامه السابقة. وفي هذا الصدد قدم كيج في مقابلة صحافية معه، التفاصيل حول كيفية عمل هذه العملية الوصفية المجنونة، قائلا "إنها نسخة مبسطة مني، وحقيقة أنني يجب أن أشير إلى نفسي بصيغة الغائب تجعلني غير مرتاح للغاية. هناك عديد من المشاهد في الفيلم، حيث الحديث أو المعاصر، (هنا نذهب)، Nic Cage ثم (الشاب)Nic Cage يتصادمان ويتجادلان ويتقاتلان. إنها طريقة بهلوانية في التمثيل". ردود فعل إيجابية غير متوقعة حقق الفيلم ردود فعل إيجابية غير متوقعة، حيث نجح في اقتناص تقييم 100 في المائة عبر موقع "روتن تومايتوز" الخاص بتقييم النقاد، ومن المتعارف عليه أنه من النادر أن يحصل فيلم على هذا التقييم، في حين وصف موقع "فارايتي" الأمريكي أداء كيج، بأنه موهبة تستمر في العطاء طوال الفيلم. وقال موقع "إندي واير" عن الفيلم، "إنه واحد من أفضل الأفلام الكوميدية لهذا العام، فهو يناسب مختلف الأذواق"، وأشار الموقع، إلى أن نيكولاس كيج يعود بقوة إلى السينما، بفضل دوره في هذا الفيلم، وأدائه السابق في فيلم Pig، الذي حقق تقييم 97 في المائة على موقع "روتن تومايتوز" أيضا. الغرابة في تاريخ نيكولاس كيج إن الغرابة ليست حديثة عند نيكولاس كيج، الذي أحب التمثيل منذ طفولته وكانت قرابته من المخرج العالمي ​فرانسيس فورد كوبولا​ فرصة لدخوله مجال السينما، فقد أعطاه بعض الأدوار الصغيرة، لكنه لاحظ أن الأغلبية من السينمائيين كانوا يجاملونه لقرابته من فرانسيس كوبولا، فقرر تغيير اسمه. وبالفعل اختار أسماء عديدة، منها نيكولاس بلو "نسبة إلى اللون الأزرق المفضل لديه"، ثم صار نيكولاس فوست ثم نيكولاس ماسكالزون "نسبة إلى جده لأمه، وتعني الولد الشقي بالإيطالية"، وأخيرا اختار اسم نيكولاس كيج، نسبة إلى شخصية "جون كيج" بطل أحد قصص الكوميديا التي أحبها جدا. في بداياته السينمائية - كان حينها في الـ20 من عمره - اشتهر بغرابة أطواره، فقد خلع إحدى أسنانه من دون مخدر في مشهد من فيلم The cotton club عام 1984، ووصل به الأمر أيضا إلى أكل صرصار حي في 1989 في فيلم "قبلة ​مصاص الدماء"​ Vampire's Kiss علما بأن المخرج طلب إعادة المشهد، وطبعا بصرصار حي آخر. ويبقى أن الاستمتاع بالفيلم يتطلب قدرا من الإلمام بتاريخ نيكولاس كيج، وحسا فكاهيا يتقبل الدعابات التي تمت كتابتها بطريقة سخيفة عن قصد، بغض النظر عن الهدف من وراء هذا الطرح المغاير والحديث.

مشاركة :