إطلاق أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بالمغرب قريبًا

  • 12/14/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تحت أشعة شمس تنعم بها البلاد لأكثر من 300 يوم في السنة، يجري عمال ومهندسون في مشروع نور، أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم على مقربة من الصحراء الشرقية للمغرب، التجارب الأخيرة قبل افتتاحها المتوقع في نهاية العام الحالي. ويوضح عبيد عمران، عضو الإدارة الجماعية في الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وهي شركة شبه عمومية، أن مجمل أشغال البناء انتهت، ونعمل اليوم على تجربة مجموعة من مركبات هذه الوحدة الإنتاجية على أمل القيام بربطها بالشبكة الوطنية (للكهرباء) في نهاية هذه السنة. ودشن الملك محمد السادس الأشغال في محطة «نور1» رسميا في العاشر من مايو (أيار) 2013. وقال رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية مصطفى بكوري في حينه أن محطة ورزازات تعد الأكبر من نوعها على الصعيد العالمي، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وأشاد الكثير من المشاركين في مؤتمر باريس حول المناخ الذي اختتم أعماله السبت، أخيرا بالجهود التي يبذلها المغرب على صعيد إيجاد موارد متجددة للطاقة، وأدرجوا مشروع «نور» كـ«ثورة نوعية» في هذا الإطار. وتبعد المحطة نحو 20 كيلومترا عن مدينة ورزازات، وعمل على بنائها وتجهيزها نحو ألف شخص. على مساحة 450 هكتارا (4.5 مليون متر مربع)، ينتشر نصف مليون من الألواح الزجاجية العاكسة والمقوّسة (مرايا) في 800 صف طويل متواز، في مشهد يبهر العينين. وتتحرك هذه المرايا التي يبلغ ارتفاع كل منها نحو 12 مترا بشكل بطيء ومتناغم في حركة شبيهة بحركة زهور دوار الشمس، إذ تلاحق أشعة الشمس وتلتقطها وتحولها إلى طاقة نظيفة. بين الممرات، يمكن رؤية شاحنات وعمال يتنقلون حاملين تجهيزات وآلات تصوير لتركيزها أو التأكد من عمل الآلات الموجودة. وكلف الاستثمار في محطة «نور 1» 600 مليون يورو لإنتاج 160 ميغاواط من الكهرباء. وهي مرحلة أولى من خمس مراحل في مشروع مغربي طموح وكبير لإنتاج الطاقة في عدد من المناطق المشمسة في المملكة، حسبما أعلنت الحكومة عند إطلاق المشروع. وبحسب عبيد عمران، سيضم مشروع نور - ورزازات أيضا محطات نور2 ونور3 الحراريتين، ونور4 التي ستعتمد على الخلايا الضوئية. ويهدف المشروع في مجمله إلى توليد 580 ميغاواط كافية لإمداد مليون بيت بالكهرباء، حسبما أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عند إطلاق المشروع. وبحسب تقديرات وزارة الطاقة والمعادن والبيئة والماء في المغرب، فإن تشغيل محطة نور1 سيمكن من تفادي انبعاث 240 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة، على أن يصل تفادي انبعاث هذا الغاز إلى 522 ألف طن مع إنهاء المرحلتين الثانية والثالثة (نور2 و3). وتطمح المملكة المغربية التي تستورد 94 في المائة من حاجاتها من الطاقة إلى تغطية 42 في المائة من حاجتها بواسطة الطاقات المتجددة بحلول 2020، عبر الاستفادة من الشمس والريح والطاقة الكهرومائية. وإضافة إلى محطة نور - ورزازات، يخطط المغرب لإنشاء محطات شمسية في مناطق أخرى من شأنها، بحسب الأرقام الرسمية، خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو تسعة ملايين طن سنويا ابتداء من 2020. ويدخل هذا المشروع ضمن تخفيف عبء إنفاق المغرب على الطاقة، وفي إطار التزام المغرب بخفض انبعاثاته من غازات الدفيئة بنسبة 13 في المائة بحلول سنة 2020 بجهد مالي ذاتي قدره 10 مليارات دولار. وتستعد المملكة المغربية نهاية 2016 لاستضافة المؤتمر العالمي للمناخ الثاني والعشرين الذي يفترض أن يتابع مقررات مؤتمر باريس الذي انتهى مساء السبت باتفاق تاريخي غير مسبوق يهدف إلى احتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض بأدنى بكثير من درجتين مئويتين مع السعي للحد من ارتفاعها «عند 1.5 درجة مئوية». ويوضح وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر عمارة لوكالة الصحافة الفرنسية أن المملكة المغربية تطمح إلى الاستمرار في برامج جديدة بعد 2020 وأنها ملتزمة بخفض غازات الدفيئة إلى 32 في المائة بحلول 2030، «لكن ربطنا جزءا منها بصندوق التمويل الذي سيكون في حدود مائة مليار دولار والذي على الدول الملوثة أن تتحمل مسؤوليتها فيه»، مشددا على أهمية أن تترافق هذه الجهود التي تبذل في المغرب مع مشاريع إنمائية.

مشاركة :