أفريقيا الوسطى تصوت على دستور جديد.. رغم سقوط القذائف الصاروخية

  • 12/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أدلى الناخبون في جمهورية أفريقيا الوسطى بأصواتهم أمس في استفتاء على الدستور، يعتبر ضروريا لوقف العنف الذي بدأ قبل نحو ثلاث سنوات، بينما ندد المتمردون بالعملية، ودعوا إلى تشكيل حكومة انتقالية جديدة. وانزلقت المستعمرة الفرنسية السابقة إلى الفوضى في أوائل 2013، وذلك عندما سيطر متمردو جماعة سيليكا على البلاد التي تسكنها أغلبية مسيحية، وأدت الانتهاكات التي ارتكبوها إلى هجمات انتقامية من ميليشيا الدفاع الذاتي (إنتي بالاكا) المسيحية، الأمر الذي فجر عنفا طائفيا قتل الآلاف، وتسبب في تشريد قرابة مليون شخص. وستمهد الموافقة المتوقعة على الدستور الجديد الطريق لانتخابات تجرى يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي لانتخاب رئيس وبرلمان جديدين، ولإعادة الحكم الديمقراطي بعد حكومتين انتقاليتين متعاقبتين. وبدأ التصويت متأخرا في الكثير من الأحياء في العاصمة بانجي، واصطف الناخبون في طوابير أمام مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء المدينة. لكن إطلاق النار، الذي بدأ خلال ليلة السبت في منطقة (بي.كيه5) واستمر حتى صباح اليوم الأحد، جعل البعض يعزف عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع، وبسبب ذلك خرج سكان المنطقة المنعزلة، ذات الأغلبية المسلمة، في مسيرة إلى مقر بعثة الأمم المتحدة بالبلاد ليشتكوا من عدم تمكنهم من الإدلاء بأصواتهم. وفي بيان نشر أمس قال تحالف سيليكا السابق إن الظروف، بما في ذلك عودة اللاجئين، غير مواتية لإجراء الانتخابات، وقال البيان إن جمهورية أفريقيا الوسطى غير مستعدة لتنظيم انتخابات شاملة وديمقراطية، وذات مصداقية تتسم بالشفافية.. لا بد من فترة انتقالية ثالثة بفريق توافقي جديد، وينبغي إلغاء الانتخابات.. والاستفتاء. وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة اندلعت في منطقة أغلب سكانها من المسلمين بمدينة بانجي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى أمس، في الوقت الذي توجه فيه الناخبون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء دستوري يعتبر ضروريا لإعادة الاستقرار. وسُمع دوي أعيرة نارية وقذائف صاروخية بعد وقت قصير من وصول قوات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة لحماية موظفي الاستفتاء، والسكان الذين مُنعوا من الإدلاء بأصواتهم. وحسب إفادات بعض الشهود، فقد شهدت العاصمة صباح أمس تبادل إطلاق نار بين مؤيدي استفتاء دستوري ومعارضيه، خصوصا في حي «بي كيه 5»، الذي تقطنه غالبية مسلمة، حيث أصيب في الاشتباكات خمسة أشخاص بجروح، إصابة اثنين منهم خطرة، بحسب الصليب الأحمر. كما سمع دوي انفجار قنابل يدوية، وإطلاق نار في حي «غوبونغو» بالعاصمة، وهو معقل ميليشيا مسيحية، بحسب مصدر أمني. وينقسم أنصار حركة التمرد المسلمة السابقة (سيليكا) بين مؤيد ورافض للمشاركة في العملية الانتخابية، التي بدأت باستفتاء أمس، الذي ستليه انتخابات رئاسية وتشريعية مقررة في 27 من ديسمبر الحالي. بينما ترفض بعض فصائله، مثل الفصيل التابع لنور الدين آدم، المسؤول الثاني السابق في التمرد، المشاركة في هذه العملية. لكن فصائل أخرى تريد التصويت، وقد تظاهر عشرات منهم صباح أمس أمام مقر مهمة الأمم المتحدة في بانغي، رافعين يافطات كتب عليها «نريد التصويت»، في الوقت الذي أغلقت فيه المدارس في حي «بي كيه 5» بسبب إطلاق النار، أو لم تتلق اللوازم الانتخابية. كما ترفض المشاركة في هذه العملية، التي فرضها المجتمع الدولي، ميليشيات «إنتي بالاكا» المسيحية، ومعارضو المشاركة هم بين أنصار الرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه، الذي رفضت المحكمة الدستورية ترشحه للانتخابات الرئاسية.

مشاركة :