في المقالات الثلاثة السابقة، تحدثنا عن حفرة كل من النامي والسبت والمسيل، واليوم نتحدث عن حفرة العبكل، التي تقع في الحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة، وتحديداً في جنوب فريج بورسلي، ويقع قريباً منها براحة العمر وبراحة الماص. وقد التقيت المرحوم العم عيد العبكل (توفي عام 2017)، الذي نجا من طبعة بلال (غرق سفينة النوخذة بلال الصقر) عام 1942 وأجريت معه لقاء تلفزيونياً قبل وفاته بعدة سنوات، تحدّث فيه عن الطبعة وحفرة العبكل ومسيرة حياته. وتنسب الحفرة إلى أسرة العبكل الكريمة، وهي أسرة ارتبطت بعلاقة وثيقة مع عدد من رجال أسرة الصباح الحاكمة، وخصوصاً الشيخ فهد السالم، والشيخ عبدالله السالم، الذي آل إليه بيت العبكل المطلّ على الحفرة بنهاية الأربعينيات من القرن العشرين، وقام بهدمه وبناء بيوت صغيرة في موقعه، وخصصها للإيجار. وفي تقديري الشخصي، يمكن القول إن حفرة العبكل بدأت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، أي قبل عام 1900م بعقدين من الزمان تقريباً، وذلك بالقياس الزمني مع تاريخ نشوء فريج بورسلي وتاريخ بناء مسجد بورسلي (أو مسجد أخو ناهض). وأتذكر أن العمّ عيد العبكل أخبرني أن مساحة الحفرة كانت تقريباً 750 متراً مربعاً، وأن عمقها حوالي 3 أمتار، لكنّه لم يؤكد لي مَن الذي حفرها من رجال أسرة العبكل، أو متى تم ذلك، لكنه أخبرني أن والده توفي عام 1934 وهو في العقد الخامس من عمره. كما أخبرني العم بومحارب (مواليد عام 1922) أنه وُلد وترعرع في بيت أسرته الذي كان يقع شمال الحفرة، وذكر لي العديد من العائلات الكويتية التي كانت تسكن حولها، ومنها بيت فالح أم خضير وبيوت جاسم المناعي، والشريدة المجدلي، وابداح المطيري، والصانع، والصلال، والمنديل، وذعار العتيبي، والعياضي، ويوسف الملا، وبيوت الفقعان، وبيت حصة العيمية، والسكيني. وقد حرصت على أن أحدد موقع الحفرة على صورة جوية، وحددت مواقع بعض البيوت اجتهاداً منّي وسعياً لتوثيق هذه المعلومات التاريخية التي تساعدنا على فهم كيفية نشوء الفرجان في الكويت القديمة.
مشاركة :