أظهرت دراسة جديدة أن الالتزام بسبع عادات صحية بسيطة ومتاحة للجميع يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بالخرف بمقدار النصف تقريباً. توصلت الدراسة، المنشورة في مجلة Neurology، إلى أن المحافظة على: 1- ضغط الدم، و2- خفض سكر الدم، و3- التحكم في الكوليسترول، و4- الحفاظ على النشاط، و5- تناول الطعام الصحي، و6- البقاء نحيفًا، و7-عدم التدخين، تؤدي إلى خفض مخاطر الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 43 في المائة. والأجمل أن تطبيق هذه النصائح كان فعالا في الحماية من الخرف بنفس القدر في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بهذا المرض. تعرف هذه العادات باسم "الحياة البسيطة 7 لجمعية القلب الأميركية". وهي تضم اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والمكسرات لتعزيز صحة قلبك، مع تجنب المشروبات السكرية واللحوم الدهنية أو المصنعة. كما تشمل تنفيذ 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة، أو 75 دقيقة من التمارين القوية أسبوعيًا، والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي. كما أن الإقلاع عن التدخين أمر بالغ الأهمية. لقياس تأثير العادات، راجع باحثون من جامعة ميسيسيبي الأميركية السجلات الطبية لما يقرب من 12000 شخص في الخمسينيات من العمر على مدى ثلاثة عقود. وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة البروفيسورة آدريان تين "الخبر السار هو أنه حتى بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر وراثي أعلى، فإنه من المرجح أن يكون لديهم مخاطر أقل للإصابة بالخرف مع اتباع نفس أسلوب الحياة الصحي". شملت الدراسة مراجعة سجلات 8823 أميركيا من أصل أوروبي و2738 من أصل أفريقي كانوا يبلغون من العمر حوالي 54 عامًا في بداية الدراسة. حسب الباحثون درجات المخاطر الجينية الأولية، بناءً على أشياء مثل التاريخ الطبي للعائلة والمشكلات الصحية الأساسية الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف، مثل أمراض القلب. ثم قيموا المشاركين بناءً على مدى تقيدهم بالعادات الصحية آنفذ الذكر بناءً على مزيج من البيانات الاستقصائية والطبية. بحلول نهاية الدراسة، أصيب بالخرف 1603 شخصًا من أصل أوروبي و631 شخصًا من أصل أفريقي. وُجد أن أكثر الأوروبيين صحة هم أقل تعرضا للإصابة بالخرف حتى بين المجموعة ذات المخاطر الجينية الأعلى. حسب الباحثون لكل زيادة بمقدار نقطة واحدة في درجات نمط حياتهم، خفض الأشخاص خطر الإصابة بالخرف بنسبة 9 في المائة. تعليقا على الدراسة، قالت الدكتورة روزا سانشو، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة "تعتمد مخاطر الإصابة بالخرف على العديد من العوامل. البعض، مثل العمر والتركيب الجيني، لا يمكننا تغييره، بينما يمكننا تغيير البعض الآخر، مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية". تدعم هذه الدراسة فكرة أن ما هو مفيد للقلب مفيد أيضًا للدماغ. وهذا ينطبق حتى بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية أعلى للإصابة بالخرف. يجب التذكير بأن "الخرف" (Dementia) مصطلح شامل يستخدم لوصف مجموعة من الاضطرابات العصبية (التي تؤثر على الدماغ) والذاكرة والتفكير والسلوك. هناك العديد من أنواع الخرف المختلفة، منها مرض الزهايمر، وهو الأكثر شيوعًا. لا يوجد حاليًا علاج للخرف ولكن هناك أدوية يمكن أن تبطئ تقدمه.
مشاركة :