ناقش مجلس الأمن التركي الخميس برئاسة رجب طيب أردوغان تفاصيل شن عملية عسكرية شمال سوريا لتعقب الأكراد، في وقت حذرت فيه واشنطن أنقرة من مغبة المغامرة. وتريد أنقرة التي شنت ثلاث عمليات في سوريا منذ عام 2016 ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي قاتلت تنظيم الدولة الاسلامية، إنشاء “منطقة آمنة” بعرض 30 كلم على طول حدودها الجنوبية. وستفصل هذه المنطقة العازلة تركيا عن الأراضي التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، علما أن وحدات حماية الشعب تلقت الدعم من الولايات المتحدة أثناء محاربتها تنظيم الدولة الإسلامية. وحذرت الولايات المتحدة تركيا الثلاثاء من شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مؤكدة أن ذلك سيعرض جنودا أميركيين للخطر. سادات إرجين: شن هجوم جديد سيزيد الوضع تعقيدا مع الغرب ويرى المحلل السياسي سادات إرجين أن شن هجوم جديد في سوريا “سيزيد الوضع تعقيدا” مع الغرب. وينفذ الجيش التركي منذ منتصف أبريل عملية جديدة أطلق عليها اسم “المخلب – القفل” في شمال العراق ضد قواعد حزب العمال الكردستاني ومعسكرات التدريب في إقليم كردستان العراق. ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن مجموعة الأزمات الدولية، تستخدم تركيا منذ منتصف عام 2019 بشكل متزايد طائراتها المسيرة القتالية لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني في الجبال شمال العراق. ونقلت مجموعة الأزمات الدولية عن محللين أتراك قولهم إن أنقرة لديها 2000 إلى 3000 رجل في حوالي أربعين موقعا داخل العراق “أحيانا على مسافة 40 كلم من الحدود”. وفي سوريا، حيث تسيطر على ثلاثة جيوب من الشمال الشرق إلى الشمال الغرب على طول حدودها، قد يكون للجيش التركي 8000 إلى 10000 رجل. وبحسب إرجين، فإن العملية المقبلة ستستهدف بشكل خاص مدينة كوباني الكردية التي اشتهرت بسبب معركة في عام 2015 التي سمحت لوحدات حماية الشعب المدعومة من التحالف الغربي بصد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية. وذكر إرجين أن تركيا وقعت اتفاقا مع الولايات المتحدة في عام 2019 يمنحها السيطرة على مناطق معينة في شمال سوريا. وهكذا تسيطر تركيا على جزء من شمال غرب البلاد إلى حيث لجأ أكثر من ثلاثة ملايين نازح سوري هربا من نظام دمشق. ويعتمد هؤلاء إلى حد كبير على المساعدات التي تنقل عبر الحدود من تركيا برعاية الأمم المتحدة. لكن روسيا حذرت من أنها لن تسمح بتجديد هذا التفويض الذي ينتهي العمل به مطلع يوليو، ما سيزيد الوضع تعقيدا.
مشاركة :