أبلغت إسرائيل الولايات المتّحدة بمسؤوليتها عن اغتيال ضابط رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي، على ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة الأربعاء. وقضى العقيد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدائي بالرصاص قرب منزله في شرق العاصمة من قبل مسلّحين يستقلان دراجة نارية، في أبرز استهداف لشخصية إيرانية على أراضي الجمهورية الإسلامية منذ 2020. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاثنين إنّ الثأر لخدائي "أمر حتميّ"، فيما حمّل الحرس الثوري مسؤوليّة هذه الجريمة "الإرهابية" لقوى "الاستكبار العالمي"، وهي العبارة التي تستخدمها الجمهورية الإسلامية للإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمهم إسرائيل. ونقلت صحيفة "نيويوك تايمز" الأربعاء عن مسؤول مطّلع في الاستخبارات قوله إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتّحدة بأنها تقف خلف اغتيال خدائي". وقال المصدر، الذي تحدّث للصحيفة الأميركيّة شرط عدم الكشف عن اسمه، إنّ إسرائيل أبلغت السلطات الأميركيّة بأنّ الاغتيال يهدف إلى توجيه تحذير من أجل إنهاء عمليات "الوحدة 840"، وهي وحدة سرية داخل "فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري. وذكرت الصحيفة أن هذه الوحدة مكلفة بعمليات اختطاف واغتيال الأجانب في أنحاء العالم، وبينهم مدنيون ومسؤولون إسرائيليون، بحسب الحكومة ومسؤولي الجيش والمخابرات في إسرائيل. ووفق مسؤولين إسرائيليين، فإن العقيد خدائي كان نائب قائد "الوحدة 840"، وشارك في التخطيط لعمليات ضد أجانب، بينهم إسرائيليون، خارج إيران. وتابعوا أنه كان مسؤولا عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران، وتورط خلال العامين الماضيين في محاولات شن هجمات ضد إسرائيليين وأوروبيين وأميركيين ومسؤولين حكوميين في كل من كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات وقبرص. وكان التلفزيون الرسمي الإيراني أعلن أنّ خدائي، المولود العام 1972 في محافظة أذربيجان الشرقية في شمال غرب إيران، كان من كوادر فيلق القدس ومن "المعروفين" في سوريا. وتؤكد طهران تواجد عناصر من قواتها المسلحة بصفة استشارية في سوريا، لمساندة قوات الرئيس بشار الأسد في مواجهة المجموعات المسلحة في النزاع الدائر في بلاده منذ 2011. وشارك الآلاف في مراسم تشييع خدائي الثلاثاء، ورافقوا النعش الملفوف بالعلم الإيراني، وتدافع كثيرون للمسه وسط تأثر بالغ. ويأتي مقتل خدائي في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب. وعلّقت المباحثات رسميا في مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية. وأعلنت إسرائيل مرارا معارضتها الشديدة لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية. وكانت صحيفة بوليتكو الأميركية نقلت الثلاثاء عن مسؤول غربي كبير، لم تسمّه، قوله إن الرئيس الأميركي جو بايدن حسم قراره بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، مشيرة إلى أن ذلك سيزيد من تعقيد الجهود الدولية لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. ونسبت الصحيفة إلى مصدر آخر مطلع القول إن بايدن أبلغ قراره لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال مكالمة هاتفية في الرابع والعشرين من أبريل الماضي، مضيفا أن القرار "نهائي تماما" وأن ما وصفه بـ"نافذة الامتيازات" الإيرانية قد أغلقت. وأكد نفتالي بينيت، الذي رحب بالقرار في بيان نشره عبر حسابه على تويتر، أن "الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغه الشهر الماضي بأن الحرس الثوري الإيراني سيظل على القائمة السوداء الأميركية للإرهاب". ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :