في الرابع عشر من أيار- مايو 2022 انتخب حكام الإمارات السبعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالإجماع، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسًا لدولة الإمارات، خلفاً لأخيه غير الشقيق الشيخ خليفة بن زايد. ليصبح الشيخ محمد الحاكم السابع عشر لإمارة أبوظبي، كبرى الإمارات السبع المكونة لدولة الإمارات، والرئيس الثالث لهذه الدولة الشابة والحديثة والتي حققت إنجازات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة. قبل الرئيس الجديد عرفت دولة الإمارات وعبر تاريخها الحديث مجموعة من شيوخ آل نهيان الذين كانت لهم بصمة واضحة في تكوين الدولة الاتحادية التي نعرفها اليوم على ما هي عليه من تطور وحداثة وازدهار ورخاء. ومن أبرز هؤلاء الشيخ زايد الأول، الحاكم السابع لإمارة أبوظبي، الذي مهَّد لتجديد البلاد وتوحيدها. بالإضافة طبعاً إلى الشيخ زايد بن سلطان، الأب المؤسس لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها وباني الدولة الإماراتية الحديثة التي نعرفها اليوم بحدودها وشعبها وطموحاتها. وصولاً إلى الراحل الشيخ خليفة بن زايد الذي قاد مرحلة التمكين وذهب بالبلاد بعيداً في مصافي الدول المتقدمة والرائدة إقليمياً وعالمياً. أما اليوم فتدخل دولة الإمارات مع الشيخ محمد بن زايد حقبة جديدة من تاريخها الحافل، حقبة عنوانها الأساسي المزيد من العطاء والازدهار والتقدم بثبات نحو المستقبل. فالشيخ محمد وقبل أن تعرفه الإمارات رئيساً عرفته قائداً حكيماً وملهماً، نجح خلال السنوات الماضية في تطوير البلاد وازدهارها بشكل فريد ومميز. فوصلت الإمارات بهمته وهمة قادة الدولة الآخرين إلى الفضاء بل إلى المريخ، واستضافت أهم الأحداث العالمية كإكسبو دبي 2020، وخلقت بيئة مميزة للإبداع والابتكار، وأصبحت في طليعة الدول العالمية من حيث جودة البنى التحتية. كما احتفلت البلاد بالذكرى الخمسين لتأسيسها بوضع “خطة الخمسين” التي تعتبر جسراً يربط بين إنجازات الماضي وطموحات الحاضر وأحلام المستقبل. يقول نيكولو مكيافيللي إن الحكم هو أن تجعل الناس يؤمنون، وهذا سر محمد بن زايد. فالرجل استطاع أن يغرس الحلم الإماراتي في قلوب مواطنيه وأن يزرع في عقولهم ثقافة الإنجازات. فألهم الشباب وآمن بهم وأعطاهم دوراً كبيراً للنهوض بالوطن، ومد يده إلى المرأة ومكّنها حتى أصبحت شريكة أساسية بنجاحات الدولة. كما لم ينس فتح ذراعيه للمقيمين والمبدعين وحفزهم لكي يكونوا ركيزة أساسية في قصة نجاح هذا البلد. كلها خطوات حكيمة وشجاعة وذكية حوّلت الإمارات سريعاً إلى حلم يؤمن به ويعيشه كل شخص موجود على أراضيها. حكمة الشيخ محمد بن زايد دفعته مؤخراً لانتهاج سياسة اليد الممدودة للجميع دون استثناء بهدف تصفير المشاكل في المنطقة، فطوى صفحة المقاطعة مع دولة قطر، ومد يده إلى تركيا وفتح حواراً صادقاً مع إيران من يعرف الشيخ محمد عن قرب يعلم أنه متواضع جداً وصاحب شخصية مميزة تتسم بالبساطة والصدق والإنسانية. إضافة إلى كونه شخصا رزينا وواضحا وصريحا ومستمعا جيدا يحب التفاصيل، بل أدقها، ولا يأخذ قراراته بسرعة بل بتأن وحرص شديدين. ويمكن القول إن هذه الكاريزما وكل هذه الصفات جعلته قائداً محبوباً في الداخل، وصديقاً وشريكاً موثوقاً في الخارج يحظى باحترام الجميع. من دون شك يعتبر محمد بن زايد ومنذ فترة كواحد من أقوى اللاعبين المؤثرين في المنطقة. فهو صاحب رؤية استراتيجية براغماتية لافتة، وقد وصفه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في كتابه “أرض الميعاد” بأنه واحد من أذكى القادة في المنطقة. فهو استطاع في سنوات قليلة أن يحوّل دولة الإمارات، التي تبلغ من العمر خمسين عاماً فقط، إلى قوة إقليمية إيجابية مرموقة تدافع عن القيم الإنسانية وثقافة الحياة في منطقة تغص بقوى إقليمية سلبية عملت على استهداف القيم الإنسانية والاتجار بثقافة الموت. هذا ويتذكر العالم يومياً الدور المحوري الذي لعبه محمد بن زايد وجرأته اللافتة بالتصدي لمشروع جماعات الإسلام السياسي، والذي يقول البعض إنه لو نجح لكان غيّر خارطة المنطقة وأدخلها في نفق مظلم لفترة طويلة. فالشيخ محمد قائد حكيم وشجاع يدافع بشراسة عن مصالح شعبه ومبادئه، يعرف متى يحارب ومتى يهادن، وهو حتى عندما يهادن فهو لا يقوم بذلك عن ضعف بل عن قوة. حكمة الشيخ محمد بن زايد دفعته مؤخراً لانتهاج سياسة اليد الممدودة للجميع دون استثناء بهدف تصفير المشاكل في المنطقة، فطوى صفحة المقاطعة مع دولة قطر، ومد يده إلى تركيا وفتح حواراً صادقاً مع إيران. وهي بادرة إيجابية وصادقة خففت الاحتقان في المنطقة، إضافة إلى كونها فرصة تاريخية قد يُبنى عليها الكثير في حال تفاعل كافة الأطراف معها بإيجابية وصدق وحسن نية. بتقدمها وحداثتها وأفضل أساليب العيش التي تقدمها لساكنيها، تعتبر الإمارات اليوم واحدة من أفضل الدول وأكثرها جذباً حول العالم، خاصة وأن الشيخ محمد بن زايد نجح في تكوين هوية عالمية رائدة لها عنوانها التسامح والسلام والاعتدال. فبجهوده وجهود قادة الدولة الآخرين تحولت أبوظبي في السنوات القليلة الماضية إلى عاصمة للاعتدال ومركزاً أساسياً لمكافحة الأيديولوجيات المتطرفة والحاقدة. وأصبحت منبعاً للسلام بعد القرار التاريخي بمد يد السلام إلى إسرائيل، وواحة للتسامح العالمي من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا فرنسيس في أبوظبي في الرابع من شباط – فبراير2019. بالنسبة إلى نابليون بونابرت فإن قيادة الناس تكون فقط من خلال إظهار المستقبل لهم، فالقائد هو تاجر الأمل، وهذا أمر يعرفه الشيخ محمد بن زايد ويتقنه جيداً ولهذا فهو يعتبر في الإمارات قائداً للمستقبل ومصدراً للأمل. وعليه فقد بايعه أكثر من 2700000 إماراتي وإماراتية لاستكمال طريق الآباء والأجداد والذهاب بعيداً بهم نحو مستقبل مشرق، تتحول البلاد خلاله من دولة حديثة إلى حضارة متقدمة لها مكانتها في التاريخ الإنساني الحديث.
مشاركة :