اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن أوكرانيا ليست «جدّية»، فيما أفاد الكرملين بأن موسكو تتوقع من كييف تلبية مطالبها، مضيفاً إن أوكرانيا يجب أن تكون على دراية بالوضع من أجل إجراء محادثات السلام. وأكّد لافروف أنه لم يعلم بمضمون الخطة الإيطالية إلا عبر الإعلام، إذ إن نصّ الاقتراح لم يُرسل إلى موسكو. وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية: «يرد في الخطة أن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس تعودان إلى أوكرانيا مع حكم ذاتي واسع». وأضاف: «لا يمكن لسياسيين جدّيين يريدون نتائج، طرح أمور كهذه، من يقوم بذلك هم الذين يريدون الترويج لأنفسهم أمام ناخبيهم»، في انتقاد ضمني لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو. وأعلن دي مايو، يوم الجمعة الماضي، أن بلاده اقترحت على الأمم المتحدة تشكيل «مجموعة تيسير دولية» لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار «خطوة بخطوة» في أوكرانيا. ولم تنشر تفاصيل هذه الخطة بعد، لكن وفقًا لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، فإن الوثيقة المفصلة التي سلمت للأمم المتحدة ووضعها دبلوماسيون من وزارة الخارجية الإيطالية تنص على مراحل، تشمل وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، ونزع الأسلحة على الجبهة تحت إشراف الأمم المتحدة. كما تتضمن مفاوضات بشأن وضع أوكرانيا التي ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي وليس حلف شمال الأطلسي. ومن بين المراحل، إبرام اتفاقية ثنائية بين أوكرانيا وروسيا بشأن شبه جزيرة القرم ودونباس، على أن تتمتع هذه الأراضي بحكم ذاتي كامل مع الحق في ضمان أمنها، ولكنها ستكون تحت سيادة أوكرانية. والمرحلة الأخيرة هي إبرام اتفاقية سلام وأمن في أوروبا متعددة الأطراف، بهدف رئيس هو نزع السلاح ومراقبة الأسلحة ومنع نشوب نزاعات. من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو تتوقع من كييف تلبية مطالبها، لافتاً إلى أن أوكرانيا يجب أن تكون على دراية بالوضع من أجل إجراء محادثات السلام. وجاءت تصريحات بيسكوف رداً على تعليقات وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، الذي اقترح هذا الأسبوع في المنتدى الاقتصادي العالمي في «دافوس» أن تسمح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. إلى ذلك، رفض بيسكوف، أمس اتهامات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن روسيا تمنع صادرات الحبوب من أوكرانيا، وحمل الغرب مسؤولية خلق هذا الوضع بسبب فرض عقوبات. وقال بيسكوف، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين أمس: «لا نقبل بشكل قاطع هذه الاتهامات، بل على العكس نحمل الدول الغربية مسؤولية اتخاذ إجراءات أدت إلى ذلك». ودعت موسكو الغرب إلى رفع العقوبات التي تقول إنها تمنع تصدير الحبوب من أوكرانيا.
مشاركة :