لا تحملوا هموم العمل داخل المنازل ولا السلطة بمعناها الوظيفي، كنت مديراً أو مدرساً أو مشرفاً، البيوت لها طابع وتعامل مختلف وشتان ما بين معايشة الأسرة من والدين وأولاد وزوجة أو زوج ومع أعمال لها طابع آخر تحكمه أنظمة وإنتاجية منتظرة مما يملي تعاملاً مع العاملين في السلك الوظيفي أو الطلاب مغايراً لما يجب أن يكون مع الأسرة كطريقة تتسم بالبساطة والذي بدونه تكثر الخلافات والشد والجذب وتفقد المنازل طمأنينتها وهدوئها بسبب شخصيات مرعبة تُنَفِّر ولا تؤلّف. تعودنا من بعض من كانوا في العمل الوظيفي من أصحاب النفوذ والسلطة رجال ونساء تصرفات وكلاماً وكأنهم في دوائر العمل لا في المنازل؛ اعمل كذا ولا تعمل كذا ورغبة في تذلل وصمت من حولهم، بل وفرض هيبتهم بشكل لا يتفق مع ما يجب أن يسود العلاقات الأسرية من تواضع وقرب ومحبة. دخولك البيت يعني حالة ثانية لا بد أن تنسى معها كل بروتوكولات الوظيفة وتعطي الأسرة وجه الإنسان الحاني اللطيف والناعم في تعامله ليفرحوا بوجودك معهم ويشتاقوا لرؤيتك ويفاخروا أيضاً بشخصك أسرياً واجتماعياً. ومثل ذلك أسلوب النصح والمناصحة مع من هو أكبر منك سناً، ابتعد عن الكلمات التي توحي بدونيته أو التقليل من شأنه وكأنك الظاهرة التي لا تجارى في المعرفة والدراية والإدراك والشخص الذي لا يخطئ. حقيقة طالما تأسفت حين الجلوس مع أشخاص من هذه النوعيات وطريقة تعاملهم مع من حولهم وتحفظهم الشديد في الكلام والابتسامة والأخذ في الحديث وكأنه ينظر إليك ومن يقابلهم هنا وهناك من علو يرى فيه نفسه صاحب عقل ومعرفة ومركز ووجاهة لا يجوز أن يبسط الحديث مع من هم دون مستواه. رحم الله امرأ تواضع ولم يغتر بوظيفة أو مركز أو وجاهة أو مال وزاده الله عزة ورفعة.
مشاركة :