صناعة الفخار.. حرفة تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل لتصبح إرثًا نفيسًا يعبر عن عراقة التاريخ البحريني الأصيل على مرّ العصور. حِرفةٌ تواجدت منذ ما يقارب الثلاثة آلاف عام وبقيت رغم تقلبات الزمن إلى يومنا هذا لتنقل لنا تاريخ هذه الصناعة وما تحمله من عبق الماضي الجميل. التقينا الحاج مجيد جعفر الشغل الذي بدأ بالعمل في صناعة الفخار منذ نعومة أظفاره منذ أن كان عمره 7 سنوات إلى أن بلغ من العمر حاليًا ما يقارب الـ50 عاما. مجيد الشغل صاحب مصنع «أبو طه» للرسم والتلوين تعلم الخبرة وفن الصناعة من والده جعفر الذي تعود ملكية هذا المصنع إليه. يقول مجدي إن لصناعة الفخار استعمالات كثيرة قديمًا مثل الأواني التي تستعمل لحفظ الطعام، والأواني التي تستعمل للطهي مثل «الملةّ» و«الطنجرة» وغيرهما. تقوم صناعة الفخار اليدويّ على عدة نقاطٍ، أهمها رسم التصميم المراد تنفيذه بالفخار ثم البدء في صناعته، وتستخدم مادة الطين كمادّة أساسية في عملية صناعة الفخار بجانب الماء. كما أن هناك العديد من الخطوات الأساسية قبل البدء بعملية صناعة الفخار، منها خلط الطين وهو وضع الماء فوق الطين من أجل ترطيبه والتجويف حيث يقوم العامل فيه بعمل تجويف في عمق الإناء المراد صنعه ثم الصبّ حيث يسُتخدم هنا العديد من القوالب مثل الجبس او الجصّ لصبّ الخليط بداخلها. إضافة إلى ذلك هناك التزجيج وهي عملية التأكد من جفاف الفخار بشكل تام تمهيدًا لصباغته وتلوينه، ثم الحرق، وهو آخر خطوة وتتم عن طريق استعمال أفران من الخشب من أجل تعريض الأواني الفخارية لأكبر قدر ممكن من الحرارة. وفي السياق نفسه قال حفيد الحاج جعفر صاحب «مصنع جعفر الشغل»: في مصنعنا هذا جميع العاملين من أفراد العائلة تقريبًا، وكذلك هي أغلب مصانع الفخار في قرية عالي جميعها تعود لبعض العوائل حيث تبلغ نسبة المشغلين من البحرينيين تقريبًا 80%. كما أن على صناعة الفخار والأواني الفخارية إقبالا واسعا قديمًا وحديثًا من قبل السكان المحليين حيث كانت هي الأواني المستخدمة قديمًا في الطبخ وتبريد الماء وحفظ الأطعمة، لذلك يقبل الناس على اقتنائها.
مشاركة :