نشطاء البيئة مصممون على عرقلة مشروع توسعة مطار هيثرو في لندن

  • 12/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم مشمس من شتاء بريطانيا، يجمع ناشطون بيئيون الحطب لبناء حواجز في محيط مطار هيثرو اكبر مطارات اوروبا، عاقدين العزم على عرقلة خطة حكومية لتوسعته يرون ان انعكاساتها ستكون سلبية على البيئة. واقيم معسكر غرو هيثرو في اذار/مارس من العام 2010، والهدف منه عرقلة مشروع انشاء مدرج ثالث يتطلب ازالة مئات المنازل ويتسبب بمزيد من التلوث في اجواء العاصمة البريطانية. ويقول روب جونز البالغ من العمر 26 عاما لا احد ينوي المخاطرة وانتظار ان يأتي احد السياسيين لانقاذ بيته او ان يضمن له ان يظل الهواء قابلا للتنشق. ويضيف لا يمكن ان ننشئ مدرجات جديدة وان نتصدى للتغيرات المناخية في الوقت نفسه، العلماء يؤكدون ذلك. في المقابل، تؤكد سلطات مطار هيثرو انه سيكون المطار الاكثر مراعاة للبيئة في العالم، وذلك بفضل تعزيز امكانية وصول وسائل النقل المشترك اليه. يقيم في معسكر غرو هيثرو اربعون الى خمسين شخصا، يعيشون في هذا المكان ذي الالوان الزاهية، والمزود بمصادر للطاقة المتجددة، وهم يمارسون انشطة متعددة، من الاعمال الصغيرة الى الزراعة واصلاح الدراجات الهوائية، وهم يجتمعون معا على موائد الطعام. اما الاقسام المشتركة في المعسكر فهي حاوية حولت الى مهجع، وبيت من القش والطين، وخيام بلاستيكية وضعت فيها ارائك وتستخدم للاجتماعات. - عزيمة لا تهن - صمد سكان المعسكر امام محاولة جرت لطردهم من المكان الذي يملكه، كما يقولون، رجل اعمال من المنطقة. وفي حال اقر تشييد المدرج الثالث فإن العصيان المدني سيتواصل بحسب ما يقول جونز وهو جالس تحت اكواخ مبنية في الشجر يلجأ اليها المعتصمون في حال حوصر المعسكر. ويضيف تصميمنا على هذه القضية لا يلين. من جهة اخرى، يركز مناصرو مشروع توسعة مطار هيثرو على فوائده الاقتصادية، مستندين الى دراسة نشرت الصيف الماضي تتحدث عن عائدات مرتقبة من المدرج الثالث بقيمة 204 مليارات يورو في ستين عاما. وتتريث حكومة ديفيد كامرون المحافظة حتى آخر السنة قبل ان تعطي الضوء الاخضر لتنفيذ هذا المشروع ومشروع آخر لتوسعة مطار غاتويك، ومن المحتمل ان يؤجل اتخاذ القرار لموعد ابعد. وحتى ضمن الحكومة نفسها يواجه هذا المشروع معارضة، اذ ان رئيس الوزراء نفسه سبق ان اعرب عن معارضته لتوسعة مطار هيثرو. - تعويضات مالية - ومن المعارضين ايضا النائب عن المنطقة جون ماكدونيل المتحدث باسم حزب العمال في الشؤون الاقتصادية. وقال في مؤتمر لمجموعة ستوب هيثرو اكسبانشن (اوقفوا توسيع مطار هيثرو) عقد الشهر الماضي نرفض رفضا قاطعا ان يشيد المدرج الثالث. سنوات مرت على هذه القضية، وبات بعض السكان يرغبون في الخروج من هذه الازمة بأي شكل، حتى وان كان بجلائهم عن منازلهم في مقابل تعويضات مالية، خصوصا وان ضجيج الطائرات المقلعة والهابطة والسيارات المتجهة الى المطار والعائدة منه وانتشار الفنادق في المنطقة يجعل من الاقامة فيها امرا صعبا. لكن آخرين مصممون على البقاء في منازلهم. ويقول براين سبينك البالغ 61 عاما والمقيم في جوار المطار قبل ايام، وصفني احد الراغبين في قبض التعويض المالي باني خائن، لكني لا اريد ان اغادر المنطقة، لقد كبرت على ذلك. وعلى غرار براين، تنوي ارميل توماس البالغة 69 عاما ان تكافح للحفاظ على منزلها. وتقول هذه السيدة ان القلق من هذا المشروع هو السبب في وفاة زوجها، فقد مات بعد ثمانية اسابيع على ابلاغه ان المنزل سيهدم في حال اقر مشروع انشاء المدرج الثالث. وتقول لا اريد ان يحدثني احد عن التعويضات، لا شيء يعوض المكان الذي امضيت فيه 46 عاما مع زوجي.

مشاركة :