ابوظبي - تشهد العلاقات بين الإمارات وتركيا مزيدا من التقدم مع الزيارات المتبادلة التي يقوم بها المسؤولون الأتراك والإماراتيين في الأشهر الأخيرة. وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، عقب لقائه بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان وفق ما نشرته وكالة الانباء الرسمية الاماراتية "وام" إن بلاده حريصة على تعزيز آفاق التعاون مع تركيا وترسيخ الاستقرار بالمنطقة. وناقش الرئيس أردوغان ووزير خارجية الامارات "الأوضاع في المنطقة وأهمية تعزيز الجهود المبذولة لترسيخ دعائم السلام والأمن والاستقرار بها"، وفق الوكالة. كما تبادل الجانبان "وجهات النظر بشأن المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية ومنها تطورات الأزمة في أوكرانيا". وتواصل روسيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي، شن عملية عسكرية داخل جارتها أوكرانيا، ما خلف أزمة إنسانية وأضر بشدة بقطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم. كما بحث الجانبان "العلاقات الثنائية ومسارات التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة التي تخدم مصالحهما المتبادلة وتعود بالخير على شعبيهما"، وفق المصدر ذاته. من جانبه، أبلغ الرئيس أردوغان، الشيخ عبدالله نقل تحياته إلى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وتمنياته لبلاده دوام التقدم والرخاء. وجدد الرئيس أردوغان خلال اللقاء تعازيه إلى الإمارات قيادة وحكومة وشعبا في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وفي 17 مايو/أيار الجاري، قدم الرئيس أردوغان العزاء بوفاة الشيخ خليفة خلال زيارته أبو ظبي. من جانبه، قال الشيخ عبدالله إن بلاده حريصة على "تعزيز آفاق التعاون الثنائي مع تركيا". وأكد وزير الخارجية الإماراتي، خلال اللقاء حرص بلاده على "العمل مع تركيا من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والمضي قدما في مسارات التنمية من أجل تلبية تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار". ونقل وزير خارجية الامارات خلال اللقاء تحيات رئيس الإمارات وتمنياته للجمهورية التركية النماء والازدهار. كما بحث وزير خارجية الامارات كذلك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلوالأوضاع في المنطقة وأهمية تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية بها. وتناولت مباحثات الجانبين المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وملف استقرار أسواق الطاقة والغذاء في العالم وأهمية تعزيز الجهود العالمية المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا. وأكد الوزيران في مؤتمر صحفي مشترك أن "الطاقة المتجددة تعد أحد القطاعات التي يجب الاهتمام بها لتعزيز العلاقات والعمل نحو تخفيض الانبعاثات الكربونية في العالم. وأشاد الشيخ عبدالله بارتفاع حجم التجارة بين البلدين إلى نحو 50 مليار درهم ، وقال "حققنا زيادة 82 % في التبادل التجاري خلال عامين فقط، وقد أتت هذه الزيادة بسبب الإرادة والعمل الدؤوب الذي تقوم به حكومة تركيا وحكومة الإمارات لإنعاش هذا التبادل". وقال "تحدثنا عن مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية أبرزها قضايا الأمن الغذائي، ولم يقتصر الأمر على التحديات ولكن أيضا الفرص، فقد تحدثنا حول الفرص المتاحة للعمل المشترك بين تركيا والإمارات لتعزيز أمننا الغذائي". وكانت تركيا وقعت مع الامارات اتفاقيات اقتصادية اثناء زيارة ولي العهد الاماراتي الى انقرة في ديسمبر/كانون الاول الماضي بقيمة 10 مليار دولار. وقررت الإمارات الانطلاق في الاستثمار بعد توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية. بدوره أكد الوزير أوغلو أن دولة الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة"، متطلعا إلى توقيع اتفاقية الشراكة التجارية مع دولة الإمارات قبل نهاية العام وحريصون على الوصول إلى أعلى مستوى من العلاقة والعمل سويا بدعم ورعاية من قيادتي البلدين". وتحدث وزير خارجية تركيا عن زيارته الاخيرة الى اسرائيل قائلا أن "الحوار ضروري ومثمر فيمكن أن تكون هناك خلافات، ولكن قطع العلاقات ليس بالأمر الجيد، وقد نقلنا الرسالة إلى إخواننا الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين، وسنعمل على اتخاذ خطوات إضافية مع مصر في هذا الشأن". وذكر الوزير أوغلو "نبذل جهودا من أجل استقرار ليبيا وفيما يتعلق باليمن، فقد أعربنا عن تضامننا الكامل مع الإمارات والسعودية عقب الهجمات الإرهابية التي تعرض لها البلدان، فنحن نحارب الإرهاب معا بالتضامن ومنفتحون معا من أجل السلام ومصلحة شعوبنا". وقال الشيخ عبدالله إن "تشجيع العودة إلى عملية السلام والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غاية الأهمية، فمنطقتنا مليئة بالأحزان والمنغصات وشعوبنا تستحق الأفضل". وأضاف "ما قمتم به خلال الزيارة في غاية الأهمية لتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على الخروج من المأزق". وأكد الشيخ عبدالله أنه "في نهاية الأمر المصلحة هي خدمة الشعوب وليس الأيديولوجيا ومع الأسف عندما يتصاعد الخطاب الأيدولوجي تصبح القدرة على العمل بين الطرفين في غاية الصعوبة".
مشاركة :