«يويفا» يتدخل في السجال الدائر بين الريال وسان جيرمان بشأن مبابي

  • 5/29/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طالب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ألكسندر تشيفيرين، الدوريات بـ«القلق حيال أوضاعها»، رداً على تصريحات رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، في أعقاب إقناع باريس سان جيرمان للدولي الفرنسي كيليان مبابي بالبقاء في صفوفه، عوضاً عن الانتقال إلى ريال مدريد. وانتقد تيباس قرار مبابي واعتبره ازدراء لبطل إسبانيا، من خلال تجديد عقده لثلاث سنوات مع سان جيرمان، واصفاً العقد بأنه «إهانة لكرة القدم». وقال تشيفيرين: «أنا لا أوافق على الإطلاق. هناك كثير من الإهانات على أي حال في كرة القدم، وأعتقد أن كل دوري يجب أن يقلق حيال أوضاعه». وأضاف السلوفيني: «لا أعتقد أنه من الصواب أن تنتقد رابطة دوري رابطة أخرى. وحسب معرفتي، فإن عرض ريال مدريد لمبابي كان مشابهاً لعرض باريس سان جيرمان». وكان رئيس رابطة الدوري الفرنسي فنسان لابرون قد ردّ على تيباس في رسالة، الخميس، أعرب فيها عن «رفض، وكذلك عدم فهم» ما وصفه بـ«الهجمات» ضد باريس سان جيرمان ودوري الدرجة الأولى الفرنسي. وسبق أن هاجم تيباس في تغريدة رابطة الدوري الفرنسي، قائلاً إن سان جيرمان دفع «مبالغ كبيرة من المال» للاحتفاظ بمبابي «بعد تكبده خسائر بلغت 700 مليون يورو في المواسم الأخيرة، وتجاوزت فاتورة رواتبه 600 مليون يورو». بعد تدخل «يويفا»، يجب طرح السؤال التالي: إلى أي جانب يقف أي كيان رياضي بعد قرار مبابي بالبقاء مع باريس سان جيرمان؟ من المؤكد أنه كان من الغريب والمدهش رؤية حالة من الغضب الشديد في إسبانيا، واتهام الصحافة للاعب الفرنسي بالافتقار إلى السلوك الجيد، ووصف رابطة الدوري الإسباني الممتاز للصفقة بأنها «فضيحة». لكن من الغريب أيضاً أن يدفع باريس سان جيرمان حزمة مالية تزيد قيمتها عن 200 مليون يورو لأفضل لاعب في العالم، على الرغم من خسارة النادي الباريسي 224 مليون يورو العام الماضي! في الحقيقة، لا يوجد طرف جيد أو مظلوم هنا، في ظل القلق الشديد من أنه يتم تحدي القوانين الاقتصادية بشكل يؤدي إلى مزيد من الإضرار باللعبة التي نحبها. وكما قالت رابطة الدوري الإسباني في هجوم غير مسبوق بعد قرار مبابي، إن «النزاهة الرياضية» على المحك. إنها ادعاءات كبيرة، وقد دعمتها رابطة الدوري الإسباني الممتاز بالتعهد بتقديم شكوى إلى «يويفا» والاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، لا يجب أن يدعي ريال مدريد الفضيلة في هذا الصدد؛ خصوصاً أنه لعب دوراً محورياً العام الماضي في مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي هدد النزاهة الرياضية لكرة القدم الأوروبية أكثر بكثير من بقاء مبابي مع باريس سان جيرمان! وعلاوة على ذلك، كان ريال مدريد في الآونة الأخيرة من بين 4 أندية إسبانية أمرت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي بأن ترد ملايين اليوروهات التي حصلت عليها، بعد أن قضت المحكمة بأنها استفادت من المساعدات التي تقدمها الدولة. لقد تجاهل باريس سان جيرمان الانتقادات التي وُجهت له من رابطة الدوري الإسباني الممتاز، وأكد أحد المسؤولين التنفيذيين بالنادي الباريسي أن خسائر النادي التي بلغت 224 مليون يورو لم تنتهك قواعد اللعب المالي النظيف الحالية التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي تم تخفيفها بسبب تفشي وباء «كورونا». ومن المفهوم أيضاً أنه في اجتماع لمجلس إدارة باريس سان جيرمان هذا الشهر، تم الكشف عن أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي حقق عائدات للنادي بلغت 15 مليون يورو في الموسم الماضي، حتى بعد الأخذ في الاعتبار جميع تكاليف صفقة انتقاله إلى النادي. نعم، صفقة مبابي باهظة الثمن إلى حد كبير للغاية؛ لكن النادي يعتقد أنه بإمكانه استعادة الأموال التي دفعها، والالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف الجديدة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي تدخل حيز التنفيذ في عام 2025. ربما يكون ذلك صحيحاً؛ لكن المتشائمين يأملون أن تكون القواعد الجديدة أكثر قوة وإلزاماً من القواعد السابقة التي كان من السهل التحايل عليها والالتفاف حولها من قبل بعض الأندية التي ثبتت إدانتها، مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي. من وجهة نظر كثيرين، فإن رد الفعل على صفقة مبابي الجديدة يتجاوز الحساسية المفهومة حول صناديق الثروة السيادية التي تدير الأندية. ويتعلق الأمر أيضاً بمدى سهولة استغلال مثل هذه الأندية لقدراتها المالية من أجل التفوق على الآخرين وإفساد البطولات. فهل سيراهن أي شخص ضد فوز باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي الممتاز الموسم المقبل، بعد أن فاز بالفعل باللقب 8 مرات في آخر 10 سنوات؟ وسيحدث الأمر نفسه في العام التالي، والذي يليه أيضاً! وهل سيتمكن بايرن ميونيخ الذي توج بلقب الدوري الألماني الممتاز 10 مرات متتالية، من الحفاظ على اللقب مرة أخرى؟ ومع ذلك، من الغريب حقاً أن غياب المنافسة في كرة القدم لم يؤثر على شعبية اللعبة. ويتمثل أحد التفسيرات، استناداً إلى التحليل التفصيلي للبيانات من قبل الاقتصاديين باباتوندي بريمو وروب سيمونز، في أن مشاهدي المباريات عبر شاشات التلفزيون أصبحوا أقل اهتماماً بمشاهدة المباريات التنافسية عما كانوا عليه في السابق، وبدلاً من ذلك يريدون مشاهدة اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة، بغض النظر عن قوة المنافسة. ولا يوجد اسم أكبر من مبابي في عالم كرة القدم اليوم. ووفقاً لمدير تنفيذي لكرة القدم تحدثت إليه مؤخراً، فإن صفقة بقاء مبابي في باريس سان جيرمان تؤكد حدوث تحول أكبر في القوى لصالح اللاعبين الذين يصرون على الاستمرار مع أنديتهم حتى نهاية عقودهم، حتى يحصلوا على أكبر مقابل مادي ممكن عند التوقيع على عقود جديدة.

مشاركة :