حققت أسعار النفط الخام مكاسب أسبوعية، حيث ربح خام برنت 4 في المائة بينما ربح الخام الأمريكي 0.5 في المائة، فيما أغلقت التعاملات على تراجع بدعم من توقعات بانخفاض الإمدادات بفعل زيادة استهلاك البنزين في الولايات المتحدة خلال الصيف، فضلا عن احتمال حظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط الروسية. ويستعد وزراء الطاقة في مجموعة «أوبك +» لإجراء الاجتماع الشهري مطلع الشهر المقبل لمراجعة أساسيات السوق في ضوء المخاوف من شح الإمدادات وتقلص المخزونات مقابل تعافي الطلب بعد اتجاه الصين إلى إنهاء قيود كورونا، ومن المقرر أن تحدد المجموعة مصير الزيادة الشهرية لتموز (يوليو) المقبل وقدرها 432 ألف برميل يوميا رغم صعوبات الوفاء بحصص الزيادة في عديد من الدول المنتجة. وفي هذا الإطار، ذكر تقرير «أويل برايس» النفطي الدولي أنه من المقرر أن يؤدي مزيج خيارات العرض الجديدة وزيادة المخاطر على العرض التقليدي والطلب المتزايد في جميع أنحاء العالم إلى ارتفاع أسعار النفط هذا الصيف. ولفت التقرير إلى ارتفاع أسعار النفط هذا الأسبوع، حيث سلط تحسن إشارات الطلب الضوء على نقص خيارات العرض في أسواق النفط، حيث من المتوقع حدوث انكماش حاد في الإنتاج الروسي وهي نتيجة محتملة إذا حظر الاتحاد الأوروبي النفط الروسي. وأشار إلى استمرار انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة، في حين أن الخلافات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران جعلت أي اختراق في خطة العمل الشاملة المشتركة مستحيلا إلى حد كبير، لافتا إلى توقع المحللين تسجيل ارتفاع آخر في الأسعار نحو نطاق 130 - 140 دولارا للبرميل هذا الصيف. ونوه بأن الاتحاد الأوروبي يعقد قمة غدا وسط آمال محدودة في التوصل إلى إجماع أوروبي حول العقوبات على النفط الروسي، حيث يأمل الاتحاد الأوروبي إقناع المجر بالعدول عن موقفها الرافض لوقف استيراد النفط الروسي، لافتا إلى تقارير إعلامية تتحدث عن أن بروكسل ستقسم الحظر إلى خطوط أنابيب وشحنات محمولة بحرا، ما يتيح مزيدا من الوقت لإنهاء العقود. وعد التقرير العلاقات الأمريكية - الإيرانية تتجه إلى مزيد من التوتر بعد مصادرة الولايات المتحدة شحنتين إيرانيتين في البحر المتوسط، واحتجزت السلطات الأمريكية ناقلتي نفط محملتين في البحر الأبيض المتوسط راسيتين في المياه الإقليمية لكرواتيا واليونان بتهمة تهريب النفط لمصلحة الحرس الثوري الإيراني. وأوضح أن طاقة التكرير في الولايات المتحدة تسابق الزمن في ارتفاع الإنتاج حيث تجاوز استهلاك المصافي الأمريكية حاجز 16 مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ آب (أغسطس) 2021 بينما ظلت شقوق المنتجات عند مستويات قياسية في الانخفاض، حيث لن يتجاوز إجمالي توسعات مصافي التكرير في الولايات المتحدة 350 ألف برميل يوميا بحلول نهاية 2023. وأوضح أن بعض المنتجين في «أوبك» و«أوبك +» يواجهون صعوبات في زيادة الإنتاج ومثال على ذلك نيجيريا، حيث صرحت زينب أحمد وزيرة المالية النيجيرية بأن إنتاج البلاد منخفض للغاية «1.5 مليون برميل يوميا في الربع الأول» لدرجة أنها بالكاد قادرة على تغطية تكلفة البنزين المستورد، وألقت باللوم على هجمات البنية التحتية. من جانب آخر، ذكر تقرير «ريج زون» النفطي أن أسعار النفط بدأت الأسبوع الماضي على انخفاض على خلفية مساعي الصين إلى شراء النفط المخفض من روسيا، كما أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية إطلاقا رئيسا آخر للنفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي للبلاد. وأشار التقرير إلى أن مخزون النفط الخام التجاري انخفض بمقدار مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 420 مليون برميل أي أقل 14 في المائة من متوسط الأعوام الخمسة، وارتفع استخدام المصافي مرة أخرى إلى 93.2 في المائة من 91.8 في المائة، وانخفض إجمالي مخزونات بنزين السيارات 0.5 مليون برميل. ونوه بإطلاق وزارة الطاقة الأمريكية ما يصل إلى 39 مليون برميل إضافي من احتياطي البترول الاستراتيجي في الفترة من 1 يوليو إلى 15 آب (أغسطس) حيث استقر إنتاج النفط عند 11.9 مليون برميل يوميا مقابل 11 مليون برميل يوميا في هذا الوقت من العام الماضي. وأشار إلى انخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في شهر واحد ما يرفع أسعار النفط ويضاف إلى ذلك توقعات حدوث ما بين 14 إلى 21 عاصفة مع تحول ست إلى عشر منها إلى أعاصير، معتبرا أي انقطاع في الولايات المتحدة سيؤثر سلبا في موسم القيادة ويؤدي إلى تفاقم الأسعار المرتفعة حاليا. وتوقع التقرير ارتفاع صادرات النفط الخام في الولايات المتحدة حيث يقدر محللو السوق أن الولايات المتحدة ستبلغ مستوى الطاقة التصديرية ما يقرب من ستة ملايين برميل يوميا، مرجحا أن يفرض البيت الأبيض قيودا على تصدير النفط الخام ما يحد من الصادرات في محاولة لخفض الأسعار في المضخة. ونوه بارتداد أسعار النفط الخام الخميس الماضي حيث استقر السعر في نطاق حول 110 دولارات للبرميل على مدار الأسبوعين الماضيين وقد ساعدت الإصدارات الضخمة من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي على تحقيق التوازن في سوق النفط الخام، بينما لا تزال مخزونات البنزين خاصة مخزونات الديزل منخفضة. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي.. انخفضت أسعار النفط الجمعة لكنها حققت مكاسب أسبوعية بدعم من توقعات بانخفاض الإمدادات بفعل زيادة استهلاك البنزين في الولايات المتحدة خلال الصيف فضلا عن احتمال حظر الاتحاد الأوروبي وردات النفط الروسية. وانخفض خام برنت 20 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 117.20 دولار للبرميل، لكنه حقق مكاسب أسبوعية بنحو 4 في المائة، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 40 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 113.69 دولار للبرميل، وسجل زيادة أسبوعية بنحو 0.5 في المائة. وكشفت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء الماضي أن مخزونات البنزين الأمريكية انخفضت 482 ألف برميل في الأسبوع الماضي إلى 219.7 مليون برميل وعادة ما يزيد الاستهلاك في الولايات المتحدة في مستهل موسم السفر الصيفي. وتلقى الخامان دعما من استمرار سعي المفوضية الأوروبية إلى الحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على عقوبات جديدة مقترحة على روسيا، ما زالت المجر تشكل حجر عثرة في سبيل إقرارها. من جانبه، ذكر تقرير «بيكرهيوز» الدولي الأسبوعي أن إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة انخفض بواقع 1 هذا الأسبوع بعد زيادة 14 منصة في الأسبوع السابق. وأشار التقرير إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 727 هذا الأسبوع - 270 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021، موضحا أن الحفارين أضافا 77 منصة حفر منذ الحرب الروسية، في وقت تم فيه فرض عقوبات مالية على أحد أكبر منتجي النفط في العالم، ما تسبب في تعطيل الصادرات. ولفت إلى انخفاض الحفارات النفطية في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بمقدار منصتين إلى 574 بينما ارتفعت منصات الغاز بمقدار منصة إلى 151، فيما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند اثنين. ونوه التقرير بانخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار حفار واحد هذا الأسبوع، إلى 342 بينما ارتفع عدد الحفارات في «إيجل فورد» بمقدار حفار واحد، كما ارتفعت منصات النفط والغاز في «بيرميان» الآن بمقدار 109 عما كانت عليه هذه المرة من العام الماضي. وأشار إلى بقاء إنتاج النفط الخام راكدا عند 11.9 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 20 أيار (مايو)، وفقا لأحدث إدارة معلومات الطاقة - بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميا منذ التدخل الروسي في أوكرانيا.
مشاركة :