حذرت الفصائل الفلسطينية من مضي إسرائيل قدما في "مسيرة الأعلام" التي ينظمها القوميون اليهود وتحتفل بذكرى احتلال إسرائيل للمدينة القديمة عام 1967، فيما ردت إسرائيل أن المسيرة ستنظم كما هو مبرمج. سبق للاحتفالات الإسرائيلية بـ"يوم القدس" أن أدت إلى توترات بالغة خلال الأعوام الماضية - أرشيف ينظم القوميون اليهود مسيرة بالأعلام في قلب الحي الإسلامي بالبلدة القديمة بالقدس اليوم الأحد في استعراض قد يؤدي إلى تجدد أعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وانتشرت قوى الأمن الإسرائيلية بكثافة الأحد (29 مايو/ أيار 2022) في القدس الشرقية لمواكبة المسيرة التي تنظم سنويا في "يوم القدس" الذي تحيي فيه إسرائيل ذكرى "توحيد القدس" التي احتلت الشطر الشرقي منها خلال حرب الأيام الستة في 1967، ثم ضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ولكن بالنسبة للفلسطينيين تمثل المسيرة استفزازا صارخا وانتهاكا لواحد من الأماكن القليلة في المدينة الذي ما زال يحتفظ بطابع عربي قوي. وتطوق أنشطة الاستيطان اليهودي المتزايدة المدينة. وبعد توتر بالغ خلال أيام رمضان ووقوع اشتباكات على خلفية محاولات جمعيات استيطانية إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها، أطلقت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة صواريخ على إسرائيل في بداية مسيرة العام الماضي مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما وخلفت الكثير من القتلى والجرحى. وأصدرت حركة حماس بيانا السبت دعا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس إلى جانب الأقلية العربية في إسرائيل إلى "الانتفاضة يوم الأحد للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى". ولكن رئيس الوزراء نفتالي بينيت رفض حتى الآن قبول أي تغييرات على الرغم من دعوات بعض حلفائه في الائتلاف لإعادة التفكير في المسيرة. وقال مكتبه يوم الجمعة "مسيرة الأعلام ستنظم لمعتاد وفقا للمسار المخطط كما كان منذ عقود" مضيفا أنه سيراجع الوضع بانتظام خلال الساعات المقبلة. ودعت الفصائل الفلسطينية بعد اجتماع عقدته الخميس "جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل إلى الاحتشاد في باحات المسجد الأقصى"، واعتبار يوم الأحد "يوماً وطنياً للدفاع عن الأقصى والنفير العام"، متحدثة عن "مخططات للمستوطنين لاقتحام الأقصى". توتر ديني ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكنهم ممنوعون من أداء الصلاة فيها. إلا أن عددا متزايدا من اليهود بات يقصد الباحة للصلاة خلسة، ما يثير توترات وتنديدا فلسطينيا بوجود نية لـ "تهويد" المكان المقدس لدى المسلمين. بينما تعدّ الباحة التي يطلق عليها اليهود اسم "جبل الهيكل"، أقدس موقع في الديانة اليهودية. ويقول اليهود إنه بُني فوق موقع معبد يهودي دمره الرومان سنة 70 ميلادية ولم يبق من آثاره سوى الحائط الغربي المعروف بحائط "المبكى" أو حائط "البراق". وتصاعدت التوترات في المدينة منذ أسابيع. واندلعت اشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في أبريل/ نيسان، خلال شهر رمضان، مع غضب المسلمين من زيادة أعداد الزوار اليهود للمسجد. وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المسيرة "اختبار شخصي، واختبار لشخصية" بينيت بالمقارنة مع سلفه بنيامين نتانياهو الذي كان على رأس الحكومة السنة الماضية. وأضافت: "كان نتانياهو مترددا، اتخذ قرارا ليتراجع عنه (تغيير المسار) بسبب تهديدات حماس، ورغم ذلك أمطرت علينا الصواريخ (..). بينيت اختار استراتيجية معاكسة، مع سياسة هادئة ومحتسبة". ع.ا/ع.غ (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :