صدر حديثاً في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ31، مجموعة شعرية للشاعر الإماراتي عادل خزام بعنوان «كتاب الحب»، مكونة من 25 فصلاً في 206 صفحات من القطع المتوسط، وصدرت عن منشورات المتوسط بإيطاليا، برسوم داخلية للفنانة الإماراتية فاطمة جمعة، حيث قدمت 25 رسماً تعبيرياً أضافت بعداً فنياً خاصاً للكتاب والنصوص. معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة فاطمة جمعة فاطمة جمعة والمتأمل في «كتاب الحب» يقف على خمس إشارات أو دلالات، الأولى أن بصمة الشاعر عادل خزام الشعرية أصيلة ومتجذرة، والأصيل والمتجذر يتسم بثباتية مشهده، والإشارة الثانية أن تلك الأصالة الثابتة معجونة بماء الحداثة فتتطور وتعلو وتثمر كل جديد، أما الدلالة الثالثة فتكمن في هذا الطرح الشعري الباعث لشعرية وجودية دون أن تشعر وأنت مشمول في التحليق بفعل لحظة القراءة الروحية أن فرقاً موجوداً بين ما هو أدني وما هو أعلى، وهذه لحظة فارقة عندما تستشعرها كقارئ، فما عليك إلا أن تؤمن بأنك تقرأ لفيلسوف وليس فقط لمجرد شاعر، فالشعرية مراتب، بيد أن الشاعر في أحواله يتميز بأنه يفصح عن سره مكتوباً ومنطوقاً. وتكمن الدلالة الرابعة في فرادة التشكيل الشعري، فالكتاب اسمه «كتاب الحب»، فوافق الكتاب مراده؛ فجاء التشكيل معرفاً للحب بتعاريف مختزلة شعرياً ومحتضنة لغتها وموسيقاها الداخلية ليؤسس لمفهوم القصيدة السطر، لأن كل تعريف قصيدة مكتملة تحمل كل جماليات الشعر بمفهومه الأرحب والأشمل. أما الدلالة أو الإشارة الخامسة، فهي أم الإشارات وأعلاها لأنها تمثل عين اليقين الذي تحقق فيه الشاعر من خلال رحلته في البحث عن ماهية الحب، إن هذه الحقيقة يمكن أن نسميها باختصار: حكمة الشعر، حيث جمع خزام بين رؤية الشاعر الإنسان، والفيلسوف العقل، والمتحقق الروح. يقول خزام مثلاً: «الحب 1+1=1 وأنا أشرحها في مجمّع علماء». وهنا استخدم الرقم الذي يمثل الزمن أو السماوي اللامكاني وعلامة الجمع التي تمثل الحلول والاتحاد بزمن آخر يمثل الأرضي المكاني بالنتيجة التي تمثل الحقيقة ثم بالعلم الذي يمثل الرحلة الكونية، وهي أن الحب هو الوجود بكل تفاصيله. ومن أجواء الكتاب: الحُبُّ: أن تنظرَ للساعةِ ألفَ مرَّةٍ، ولا تُدرِك أنها متوقِّفةٌ. الحُبُّ: أنتَ تظنُّهُ القلمَ، لكنهُ في الأصلِ مِمْحَاةٌ. الحُبُّ: اكتشافُكَ متأخِّراً بأن الحرِّيَّةَ مسجونةٌ في نعلَيْكَ. الحُبُّ: لَعِب النَّرْدِ بالجَمْرِ. الحُبُّ: التاكسي الذي يظهرُ لكَ فجأةً في زُقاقِ آخرِ الليلِ. الحُبُّ: كأن تخرجَ لتُواجِهَ قدومِ العاصفةِ، بالسيفِ. الحُبُّ: الغريبُ، يدخلُ مدينةً نائيةً في آخرِ الأرضِ، فيلتقي بجارِ طفولتِهِ مُقيماً هناك. الحُبُّ: امرأةٌ تنامُ داخلَ حقيبةِ سَفَرها، في رحلةِ البحثِ عن الذاتِ. الحُبُّ: قُبْلَةُ الحياةِ التي تنتظرُها كلُّ مُومياء. الحُبُّ: عندما تضعُ قَدَمَكَ على الخطِّ، ولا أحدَ يُطلِقُ صافرةَ البدايةِ. الحُبُّ: مِقْبَضُ البابِ، حين ينكسرُ في يدِكَ.
مشاركة :