شقيق الشهيد سلطان: كلنا فداء للوطن

  • 12/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة استشهاد أحد ضباطها البواسل، سلطان محمد علي الكتبي، صباح أمس، أثناء سير عمليات تحرير تعز، وضمن عملية إعادة الأمل في اليمن مع قوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف مع الشرعية في اليمن، فيما أكد سالم، شقيق الشهيد، فخره بنيله شرف الشهادة في سبيل الوطن الغالي، مشدداً على أن جميع أفراد الأسرة مستعدون لفداء الوطن. إلى ذلك، نعت قوات التحالف المشتركة الشهيدين سلطان محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات المسلحة الإماراتية، والعقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان، أحد ضباط القوات السعودية، اللذين استشهدا فجر أمس، أثناء قيامهما بواجبهما في ميدان الشرف والبطولة بتضحية وإخلاص. وسألت قوات التحالف الله سبحانه أن يرحم شهداءنا الأبطال، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. من جهتها، استقبلت أسرة الشهيد العقيد الركن سلطان محمد علي بن هويدن الكتبي، الذي استشهد وهو يدافع عن الشرعية والحق ضمن قوات التحالف العربي، المشاركة في تحرير اليمن الشقيق، بنفوس محتسبة وقلوب صابرة، راجية له الرحمة والمغفرة. وقال سالم شقيق الشهيد: الفقيد من مواليد 1971، وهو متزوج، ولديه سبعة أبناء (ثلاثة ذكور وأربع بنات)، وقد كان حريصاً على غرس حب الوطن في نفوسهم منذ الصغر، مشيراً إلى الشهيد ألحق أكبر أبنائه (15 عاماً) بالمدرسة العسكرية، رغبة منه في تنشئته على الحياة العسكرية التي شغف بها، ومنحها كل اهتمامه. وأضاف سالم، وهو عضو المجلس الاتحادي السابق: توجه شقيقي إلى أرض اليمن تملؤه الحماسة والعزيمة القوية الراسخة من حبه لوطنه وانتمائه له، وقبل سفره كان يردد نحن متجهين لنيل النصر أو الشهادة، فحقق له الله ما أراد، بنيله إحدى الحُسنيين، والنصر سيتحقق بإذن الله. وأشار إلى أن الشهيد حضر إلى الدولة قبل نحو ثلاثة أسابيع، وتشرف بمقابلة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي وجه له الثناء، وقال له: (أنت وزملاؤك من الرجال الأبطال من حرر باب المندب)، ونوه بعزيمتهم القوية. ولفت إلى أن الشهيد سلطان كان يتحلى بحُسن الخلق، وطيبة النفس والتواضع، وكان لا يدخر جهداً في إسعاد أسرته وذويه، وكان باراً بوالديه، فضلاً عن أنه كان محباً لعمل الخير، وملتزماً بتأدية عباداته وفروضه الدينية، إذ كان يؤدي فريضة الحج كل عام، ومناسك العمرة ثلاث مرات في العام. وتابع أن آخر تواصل مع الفقيد كان قبل استشهاده بساعات قليلة، عبر تطبيق (واتس آب)، وذكّرنا عبر رسائله بالصلاة والسلام على النبي محمد، وأكد أنه لن يعود إلى أرض الوطن إلا منتصراً أو شهيداً. وأعرب سالم عن شعوره بالفخر والاعتزاز منذ اللحظة الأولى التي تلقى فيها خبر استشهاد شقيقة، مضيفاً: أخي لم يتوانَ لحظة واحدة في تلبية نداء الوطن، والمشاركة مع إخوانه أبناء دولة الإمارات الأبطال، والأشقاء في المملكة العربية السعودية، للدفاع عن الوطن أينما كان، فاستشهد تحت راية وطنه الغالي، وروّت دماؤه الطاهرة أرض اليمن الشقيق. وتابع: كلنا أبناء الإمارات صف واحد، نقف خلف قيادتنا ونقدم الأرواح الغالية في سبيل هذا الوطن، الذي يستحق أن نبذل من أجله كل غال ونفيس. وقال: غرس والدي فينا طاعة ولي الأمر وحب الوطن، وبذل الأرواح في سبيل الذود عن كل ذرة من ترابه الغالي، إذ إنني خدمتُ أعوام عدة في المجال العسكري، في حين أن لي ثلاثة من أشقائي يخدمون في المجال العسكري، أحدهم مازال يؤدي واجبه العسكري في اليمن، مؤكداً أن استشهاد شقيقه لن يزيدهم إلا فخراً وإصراراً على مواصلة المسيرة من بعده. وأشار إلى أن الشهيد كان مخلصاً ومتفانياً جداً في عمله وخدمته لدولته، تحت راية القوات المسلحة، التي كان يسعى لإظهارها بصورة لائقة بمكانة الدولة وحكامها، فجعل عمله على رأس أولوياته في الحياة، فرحل وهو مرفوع الرأس، تاركاً خلفه مسيرة من الفخر والاعتزاز. من جانبه، قال خليفة راشد الطنيجي، صديق الشهيد: كان فقيدنا الغالي نموذجاً للأخلاق الفاضلة والتفاني والإخلاص في العمل، وكان مثالاً وقدوة في الانضباط والتفوق، وبقدر ما أخلص وأوفى وأنجز من أجل الوطن، نال من الله ما استحقه من شهادة في سبيله، وهي أرفع التضحيات التي يمكن أن يقدمها الإنسان تجاه نصرة الحق وحماية الأبرياء، مضيفاً أن الشهيد كان دائماً في عون الجميع، ومقرباً جداً من أصدقائه، ويقف مع كل أهله وأصدقائه في كل المواقف والمناسبات، فضلاً عن أنه كان متواضعاً وكريماً. وأشار إلى أن التفاؤل كان من أهم سمات الشهيد، إذ كان بشوشاً، وابتسامته لا تفارق وجهه طوال الوقت. وتابع: كان سلطان نِعم الصديق والأخ، لقد رافقني منذ المرحلة الابتدائية إلى انتهاء المرحلة الثانوية، وحتى بعد التحاقه بكلية زايد العسكرية عام 1990، وانخراطه في العمل والمهمات العسكرية، ظل على تواصل مع أصدقائه، مؤكداً أن حزنه على فراق سلطان لا يوصف، لكن في الوقت ذاته يشعر بالراحة لنيله شرف ومرتبة الشهادة. وأضاف الطنيجي: كان آخر لقاء لي بالشهيد قبل توجهه إلى اليمن، ووعدني يومها بأنه فور عودته من السفر سيدعو جميع أصدقاء الدراسة لاستعادة ذكريات الطفولة والدراسة، إلا أن الله اختاره للشهادة، فأضحينا نحن من نستعيد ذكرياته الطيبة ومواقفه المؤثرة معنا.

مشاركة :