"روسيا" تقصف شرق أوكرانيا وكييف تطلب أسلحة أطول مدى

  • 5/29/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كثفت القوات الروسية اليوم الأحد، هجومها على سيفيرودونيتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها القوات الأوكرانية في منطقة دونباس في الشرق، فيما عبرت كييف عن أملها في أن تمدها الدول الغربية قريباً بأسلحة أطول مدى تشتد حاجتها إليها. وتشير المكاسب الروسية القوية في الأيام القليلة الماضية، وإن كانت بطيئة، في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا التي تضم إقليمي لوهانسك ودونيتسك، إلى تحول في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع. وتوشك القوات الغازية فيما يبدو على السيطرة على إقليم لوهانسك بالكامل، وهو أحد أهداف الحرب الأقل أهمية التي وضعها الكرملين بعد تخليه عن هجومه على كييف في مواجهة المقاومة الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها والقوات الانفصالية المتحالفة معها تسيطر الآن بشكل كامل على ليمان، موقع تقاطع للسكك الحديدية وتقع غربي نهر سيفرسكي دونيتس في دونيتسك. لكن هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قالت إن معركة ليمان مستمرة، حسبما ذكر موقع (زد.إن دوت يو.إيه) على الإنترنت. وتقع سيفيرودونيتسك على بعد حوالي 60 كيلومتراً من ليمان على الجانب الشرقي من النهر، وهي أكبر مدينة في دونباس لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وتتعرض الآن لهجوم عنيف من الروس. وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوهانسك "الوضع تصاعد بشدة". وأضاف أن القصف مكثف لدرجة أنه لم يعد من الممكن تقييم أحدث الخسائر والأضرار بعد أن قٌتل اثنان أمس السبت ودُمر 13 منزلاً. وكان جايداي قال يوم الجمعة إن القوات قد تضطر للانسحاب من المدينة لتجنب الوقوع في الأسر، ولم يتضح ما إذا كانت القوات بدأت الانسحاب. ودكت المدفعية الروسية كذلك طريق ليسيكانسك-باخموت الذي يتعين على روسيا السيطرة عليه لتطويق القوات الأوكرانية، وقالت الشرطة إن دماراً كبيراً لحق بمدينة ليسيكانسك. ودعا مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك مجدداً إلى تسليم بلاده قاذفات صواريخ متعددة الفوهات بعيدة المدى أمريكية الصنع، وقال مسؤولون أميركيون لرويترز إن إرسال مثل هذه الأنظمة يتم النظر فيه بجدية، ومن المحتمل اتخاذ قرار في الأيام المقبلة. وكتب بودولياك على تويتر: "من الصعب القتال عندما تتعرض للهجوم من على بعد 70 كيلومتراً وليس لديك ما ترد به، نحتاج إلى أسلحة فعالة". في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب الليلة الماضية إن حلفاء بلاده سيمدونها بالأسلحة المطلوبة وإنه يتوقع "أخباراً طيبة" هذا الأسبوع. وقال مستشاره أوليكسي أريستوفيتش: "من المرجح أن نتسلم الأسلحة التي نحتاجها بشدة قريباً". وكان وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال أمس السبت، إن كييف بدأت في تلقي صواريخ هاربون المضادة للسفن من الدنمرك ومدافع هاوتزر الذاتية الدفع الأمريكية. وقال زيلينسكي إن الوضع العسكري في دونباس معقد للغاية، وأضاف أن الدفاعات صامدة في بعض المناطق منها سيفيرودونيتسك وليسيكانسك. وأضاف "الوضع صعب بدرجة لا توصف وأشعر بالامتنان لكل من تحملوا هذا الهجوم". وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير المخابرات اليومي إنه إذا نجحت روسيا في السيطرة على هذه المناطق فمن المرجح أن يعتبر الكرملين ذلك "إنجازاً سياسياً كبيراً" يمكنه استخدامه في تبرير الغزو للشعب الروسي. وفي بادرة على الشعور بالاستياء من خلافات الغرب بشأن الحرب، قالت أولجا ستيفانيشينا نائبة رئيس الوزراء إن حلف شمال الأطلسي أظهر أنه غير قادر على الاتفاق على رد موحد على الغزو الروسي. وأضافت في منشور على فيسبوك "علينا أن نتحدث بوضوح عن العواقب الكارثية على مستقبل أوروبا بأكملها إذا هُزمت أوكرانيا". وفي مسعى لدفع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل لصراع له الكثير من التداعيات خارج حدود أوكرانيا، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس اتصالا مشتركا مع بوتين أمس السبت. وقالت فرنسا إن ماكرون وشولتس حثا بوتين على رفع الحصار الروسي عن ميناء أوديسا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية. وقال الكرملين إن بوتين أبلغهما بأن موسكو مستعدة لمناقشة السبل التي تتيح لأوكرانيا استئناف شحنات الحبوب من موانئ البحر الأسود. وأوكرانيا من المصدرين الرئيسيين للحبوب وتهدد عرقلة صادراتها بحدوث نقص في الغذاء في عدد من البلدان منها دول أفريقية. وفي مقابلة تلفزيونية، قال زيلينسكي إنه يعتقد أن روسيا ستوافق على المحادثات إذا كان بإمكان أوكرانيا استعادة كل الأراضي التي فقدتها منذ بدء الغزو في 24 فبراير (شباط). ومع ذلك، استبعد زيلينسكي فكرة استخدام القوة لاستعادة كل الأراضي التي خسرتها أوكرانيا أمام روسيا منذ عام 2014، والتي تتضمن كذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في ذلك العام. وقال: "لا أعتقد أنه يمكننا استعادة كل أراضينا بالوسائل العسكرية، إذا قررنا السير على هذا النحو، فسوف نفقد مئات الآلاف من الناس". وتقول روسيا إنها تشن "عملية عسكرية خاصة" لنزع السلاح من أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون الناطقين بالروسية هناك. وتقول كييف ودول غربية إن مزاعم روسيا ذريعة واهية لشن حرب. وقُتل بسبب الحرب آلاف الأشخاص، منهم الكثير من المدنيين، كما نزح عدة ملايين سواء إلى مناطق آمنة داخل البلاد أو إلى الخارج.

مشاركة :