اشتدّت المعارك السبت في إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، حيث أكدت موسكو أنّ الانفصاليين الموالين لها سيطروا على بلدة ليمان الاستراتيجيّة، التي تشكّل معبرا نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الكبريين. ودبلوماسيا أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طلبا منه خلالها الدخول في “مفاوضات مباشرة جدية” مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإطلاق سراح 2500 مقاتل أوكراني كانوا متحصنين في مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول، وباتوا أسرى حرب لدى القوات الروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان “عقب العمليات المشتركة لوحدات ميليشيا جمهورية دونيتسك الشعبية والقوات المسلحة الروسية، حررت بلدة ليمان تماما من القوميين الأوكرانيين”، مؤكدة بذلك ما سبق أن أعلنه الانفصاليون الموالون لموسكو الجمعة. وكان زيلينسكي أقر في خطاب بالفيديو الجمعة بأن “الوضع في دونباس صعب جدا”، لكنه أضاف “إذا كان المحتلون يعتقدون أن ليمان وسيفيرودونيتسك ستصبحان لهم فهم مخطئون. دونباس ستكون أوكرانية”. في وقت تصعّد فيه موسكو هجومها في أوكرانيا أعلن الجيش الروسي أنه نفذ بنجاح تجربة جديدة لصاروخ كروز فرط صوتي وفي ما يتعلق بالوضع في سيفيرودونيتسك، أفاد حاكم لوغانسك سيرغي غايداي عبر حسابه على تلغرام بأن “القصف مستمرّ… الجيش الروسي ببساطة يدمّر المدينة”. وذكر أن الجيش الروسي دخل ضواحي المدينة، حيث تكبد “خسائر فادحة”، فيما تواصل القوات الأوكرانية محاولاتها لطرد الروس من فندق. لكن غايداي أكد أن القوات الروسية والمقاتلين الانفصاليين “لم يقطعوا سيفيرودونيتسك”، بل ما زال من المحتمل إيصال مساعدات إنسانية. وجاء ذلك ردا على مسؤول في شرطة “جمهورية” لوغانسك الانفصالية الموالية لروسيا، أعلن في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسيّة ريا نوفوستي الجمعة، أن “مدينة سيفيرودونيتسك محاصرة حاليا” والقوات الأوكرانية عالقة هناك. وفي وقت تصعّد فيه موسكو هجومها في أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي السبت أنه نفذ بنجاح تجربة جديدة لصاروخ كروز فرط صوتي من طراز “زيركون”. وأفادت وزارة الدفاع في بيان بأن الصاروخ أطلق من فرقاطة الأدميرال غورشكوف في بحر بارنتس، في اتجاه هدف في مياه البحر الأبيض في المنطقة القطبية الشمالية. وأشار البيان إلى أن عملية الإطلاق جرت في إطار “تجارب أسلحة جديدة” روسية. وأطلق أول صاروخ “زيركون” في أكتوبر 2020. Thumbnail وبعد الهجوم غير المجدي على كييف وخاركيف (شمال شرق) في بداية الحرب التي شنتها روسيا في الرابع والعشرين من فبراير، تركزت القوات الروسية في شرق أوكرانيا بهدف معلن هو السيطرة على حوض دونباس الغني بالمناجم، والخاضع جزئيا منذ 2014 لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو. وفي رسالته اليومية بالفيديو، اتهم زيلينسكي مساء الخميس موسكو بارتكاب “إبادة جماعية” في دونباس، مؤكدا أن القوات الروسية تقوم “بعمليات ترحيل” و”قتل جماعي للمدنيين”. واستخدم الرئيس الأميركي جو بايدن العبارة نفسها. وكانت موسكو بررت غزوها لأوكرانيا بـ”إبادة جماعية” ينفذها الأوكرانيون ضد سكان دونباس الناطقين بالروسية. وفي لاهاي (هولندا) دعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان روسيا إلى التعاون في التحقيق الذي فتحه بعد أربعة أيام من بدء الغزو الروسي، في جرائم حرب وجرائم مفترضة ضد الإنسانية يعتقد أنها ارتكبت في أوكرانيا. وروسيا وأوكرانيا ليستا عضوين في المحكمة الجنائية الدولية، لكن كييف قبلت اختصاص المحكمة. وتستمر الحرب في بقية أنحاء أوكرانيا، حيث كتبت قيادة الجنوب في الجيش الأوكراني على فيسبوك السبت أن روسيا حشدت ثلاثين دبابة من طراز “تي – 62” وآليات مدرعة أخرى ومنظومات صواريخ غراد، في منطقة خيرسون (جنوب) التي تقصفها مروحيات. وأعلنت وكالة الأنباء الروسيّة “تاس” السبت نقلا عن هيئة إدارة الموانئ الموالية لروسيا، دخول أول سفينة شحن إلى ميناء ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا. وتعرّضت المدينة الاستراتيجيّة للقصف لثلاثة أشهر قبل أن تسيطر عليها القوات الروسيّة نهائيا الأسبوع الماضي. Thumbnail وعلّقت البحرية الأوكرانية على فيسبوك واصفة الإعلان بأنه “تلاعب”، لأنّ مجموعات السفن الروسيّة “تواصل منع الملاحة المدنيّة في مياه البحر الأسود وبحر آزوف، متجاهلة قوانين الملاحة الدوليّة”. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بمواصلة دعم بلاده لأوكرانيا، “بما في ذلك المساعدة في تأمين المعدات التي تحتاج إليها”، وذلك في اتصال هاتفي السبت مع زيلينسكي، كما ذكر مكتبه. وبينما تبدو أوكرانيا غير قادرة حاليا على تصدير حبوبها بسبب الحصار المفروض على موانئها، أكد بوتين خلال اتصاله مع ماكرون وشولتس أن بلاده “مستعدة للمساعدة في إيجاد حلول من أجل تصدير الحبوب بلا قيود، بما في ذلك الحبوب الأوكرانية الآتية من المرافئ الواقعة على البحر الأسود”، وفق ما أفاد بيان صادر عن الكرملين. وأوضح بوتين أن الصعوبات المتصلة بالإمدادات الغذائية سببها “سياسة اقتصادية ومالية مغلوطة من جانب الدول الغربية، إضافة إلى العقوبات على روسيا”. وركز بوتين أيضا “على الطابع الخطير لمواصلة إغراق أوكرانيا بأسلحة غربية، محذرا من مخاطر زعزعة أكبر للوضع ومفاقمة الأزمة الإنسانية”، وفق الكرملين. وأكد أخيرا أن روسيا تبقى “منفتحة على استئناف الحوار” مع كييف لتسوية قضية النزاع المسلح.
مشاركة :