أعلن مدير سد النهضة الإثيوبي كيفلي هورو الجمعة أن الملء الثالث لسد النهضة سيكون في أغسطس وسبتمبر المقبلين، مشيرا إلى احتمال تأثر مصر والسودان بعمليات الملء. واستبعد المسؤول الإثيوبي في تصريحات لقناة "العربية" السعودية "إيقاف عملية الملء الثالث، معتبرا أنها عملية تلقائية". وقال هورو إن إثيوبيا "لن تسمح بوقف تشييد هذا المشروع، ولن تفعل ذلك ولن تسمح بتعطيله"، داعيا القاهرة والخرطوم إلى "التحلي بالعقلانية". وأكد هورو أن "السد منيع وأي حديث عن مخاطره واحتمال انهياره غير صحيح"، مضيفا أن "إثيوبيا تبادلت المعلومات حول السد مع مصر والسودان". وأشار إلى أن تصريحات مصر والسودان بشأن "خطورة وتأثيرات السد لا تعني إثيوبيا"، موضحا أن بلاده "لم تتخط ما اتفق عليه عام 2015 بخصوص عمليات الملء". وكانت القاهرة جددت تأكيدها على أن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل يرتبط بـ"قضية وجودية" لمصر وشعبها، فيما لم تسفر الجهود حتى الآن عن اتفاق بشأن السد الذي يثير قلق دولتي المصب على حصصهما من الماء. وفي فبراير الماضي، بدأت إثيوبيا إنتاج الكهرباء من السد الذي تكلف بناؤه المليارات من الدولارات، في وقت تتخوف فيه دولتا المصب، مصر والسودان، من تداعيات السد على أمنهما المائي، فيما تشدد أديس أبابا على أهميته لتوليد الكهرباء والتنمية. واتهمت وزارة الخارجية المصرية إثيوبيا بانتهاك جديد للاتفاق الأولي الموقّع بين الدول الثلاث عام 2015، ويحظر على أي منها اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في استخدام مياه النهر. وبينما تتجمد المفاوضات الثلاثية منذ نحو عام، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد، لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد. وسبق أن قامت إثيوبيا بالملء الثاني في يوليو 2021، بعد عام على آخر مماثل، وسط رفض مصري - سوداني باعتبار ذلك "إجراءات أحادية". ويتوقع أن يكون سد النهضة أكبر مشروع في أفريقيا لتوليد الكهرباء من المياه، ويهدف المشروع البالغة تكلفته 4.2 مليار دولار (3.7 مليار يورو) إلى إنتاج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء، أي أكثر بمرتين من إنتاج إثيوبيا من الكهرباء. إذ كانت إثيوبيا تخطط في الأساس لإنتاج نحو 6500 ميغاواط قبل أن تخفض هدفها، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. وقال أديسو لاشيتيو، من معهد بروكينغز في واشنطن، إن "الكهرباء التي ستولد من السد يمكن أن تساعد على إحياء اقتصاد دمرته عوامل مجتمعة، من حرب دامية وارتفاع أسعار الوقود وجائحة كوفيد". ويقع سد النهضة على النيل الأزرق على بعد نحو 30 كم من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1.8 كم وارتفاعه 145 مترا، ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا بالنيل الأبيض في الخرطوم، ليشكلا معا نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط.
مشاركة :